مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول السيد حسين رضوان الله عليه في محاضرة (يوم القدس العالمي وفي ظلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الثاني):

الأمة أصبحت في صراعها مع اليهود في صراع حضاري, لم يعد صراعاً عسكرياً فقط , أصبح صراع أمة, صراع حضارة, لذا لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي , لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع, في كل المجالات , تهتم بالتصنيع العسكري, تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة, تهتم أن تنشئ جيلاً يعرف كيف ينظر إلى الغرب, جيلاً يحمل العداء لأعدائها يصيح بالعداء لأمريكا, بالعداء لإسرائيل, وتبني نفسها لتكون بمستوى المواجهة.

مما يتحركون فيه ويمثل خطراً كبيراً على الأمة: استهداف الأمة في اقتصادها، هم لا يريدون لنا أي خير، لا يريدون لنا أي رخاء، أي تقدم، هم لا يريدون إلى أن نصل إلى مستوى أن نصنع لأنفسنا، أو أن نحقق الاكتفاء الذاتي في الاحتياجات الأساسية لحياتنا وفي مقدمتها في مقدمتها مجال الزراعة }مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ{ (البقرة: من الآية105) يستهدفون الأمة في اقتصادها بأشكال كثيرة، نهب الثروات، مَن هو أكبر مستفيد من النفط العربي؟ هم الأعداء. ما مدى استفادة الأمة العربية من نفطها؟ صفر، استفادة محدودة جداً. ما مدى استفادة الأمة العربية من كل ثرواتها؟ مَن الذي يفرض سياسات اقتصادية تضرب الأمة وتضعف الأمة فلا يكون لها أي اقتصاد ولا أي نمو اقتصادي حقيقي يجعلها في مستوى المسئولية، في مستوى المواجهة، في مستوى مواجهة الأخطار والتحديات؟ يتحول الواقع داخل الأمة الإسلامية في الحال الأعم الأغلب وفي كثير من الشعوب العربية بالنسبة للواقع الاقتصادي إلى واقع صعب جداً، والبعض من الدول العربية تعيش تحت خط الفقر، لا تستفيد الأمة العربية من أي ثروة من ثرواتها، هل هي أمة بدون ثروات؟ ليس هذا صحيحاً. مَن يتحدثون عن نقص حاد في الموارد الاقتصادية هم يكذبون على الشعوب، الأمة العربية غنية بمواردها، اليمن نفسه غني بموارده، يملك احتياطي كبير من النفط والغاز، الغاز يمثل احتياطي كبير جداً في اليمن، الثروة البحرية نفسها الثروة السمكية، لكن أين تذهب معظم تلك الثروات؟ مَن الذي لديه إحصائية صحيحة ودقيقة عن مستوى الإنتاج النفطي؟ أين يذهب معظمه؟ أين تذهب معظم الأموال من تلك الموارد؟.

الواقع أن الحال السائد هو أن الكثير من تلك الموارد تُنهب فيما يتوفر منها، لا تُستغل بالشكل الصحيح، لا توجد سياسيات اقتصادية سليمة وصحيحة لبناء اقتصاد وطني صحيح لا في اليمن ولا في معظم الشعوب العربية، حتى الشعوب العربية التي فيها شيء من الرخاء الاقتصادي هو في حدود أنها أسواق، أسواق ضخمة، لكن هل هذا الرخاء الاقتصادي لأننا أمة منتجة، منتجة اقتصاديا، مصنعون، مستفيدون من مواردنا، من خيرات أراضينا فيما في الباطن وفيما في الظاهر؟ ليس كذلك، سياسات اقتصادية سيئة، لا توجد أيادٍ أمينة تحفظ للشعوب تلك الثروة، ولا سياسات حكيمة، ولا يُراد، لا يُراد ليس هناك لا إرادة ولا جدية في اعتماد سياسات اقتصادية سليمة تبني وضع الأمة الاقتصادي من الداخل فتكون أمة منتجة مصنِّعة، محققة لنفسها الاكتفاء الذاتي على مستوى الزراعة، بل سياسات تزيد من إفقار الشعوب من إفقار الدول، سياسات قائمة على اعتماد القروض الربوية المرهقة والمكلفة وتبديد تلك الأموال التي يحصلون عليها من خلال القروض في أشياء ليس لها عائد لا تنتج لا تفيد ليس لها عائد اقتصادي على الشعب، هل هم يقترضون تلك الأموال الكثيرة والهائلة المرهقة للشعب والتي هي ربوية؟ هل هم ينفقونها ويفعلونها ويستغلونها فيما له عائد يسددها ويعود بالشعب بالكثير الكثير من الخير؟ أبداً، إنما يرهقون الشعب أكثر فأكثر.

وتعتمد السياسة الغربية التي توظف الجانب الحكومي للحكومات العربية لتنفيذه تعتمد تلك السياسات على إفقار الشعوب العربية، وتحويلها في الحال الكثير مع التخريب الأمني مع إثارة الحروب إلى مخيمات لاجئين، ثم تعتمد على منظمات تقدم القليل القليل في مقابل الكثير الذي يُنهب من ثروات هذه الشعوب، يعني تُحوَّل الشعوب العربية والدول العربية إلى دول متسولة في البعض وسوق في البعض الآخر، وهكذا.

الأمة عندما تضعف اقتصادياً تضعف بالتالي في مواجهة أعدائها، ثم تُستغل حالة الفقر والظروف الصعبة داخل الشعوب العربية لشراء الناس، لشراء مواقفهم، على قاعدة (جوع كلبك يتبعك) يحولون الشعوب العربية ينظرون إليها هكذا أنها مورد، نفس الشعوب ثروة بشرية تُستغل، يعمدون إلى استهدافها في قيمها، في أخلاقها، يضعفونها، يفقرونها، ثم يحاولون أن يستغلون، أن يستغلوا الكثير منها في سبيل الدفع بهم إلى مواقف تضربهم من الداخل، تضعفهم من الداخل، تشتتهم، تعمق حالة العداء فيما بينهم، استغلال وهذا ما يريدونه.

أمة واسعة يريدون أن يستغلون فيها أن يستغلوا فيها كل شيء الأرض، الثروة، الموقع الجغرافي، وحتى البشر يعتبرونهم مجرد ثروة تُستغل، ويريدون لهم حتى مستقبلاً، ويريدون لهم حتى في المستقبل أن يجندوا الكثير منهم لمواجهة قوى ومواجهة دول تناهض الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، والسياسات الأمريكية والإسرائيلية.

النظرة الصحيحة التي يجب أن تكون قائمة لدينا كمجتمع مسلم، كأمة عربية وكأمة مسلمة أن نعرف أن أولئك يحملون حالة عداء شديد، مهما سوقوا في وسائل إعلامهم أنهم أصدقاء وأنهم يريدون إقامة علاقات طبيعية، أبداً. هم ماكرون، أما الواقع فهم يحملون حالة عداء وحالة عداء شديدة جداً }لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ{(المائدة: من الآية82).

هذا بالنسبة للخير في هذا الجانب الاقتصادي في جانب ما نستهلكه في مجال الغذاء. الدواء كذلك معظم الأدوية من شركات أجنبية، واليهود معلوم بأنهم هم أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة المسيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد في أمريكا وفي دول الغرب في أوربا وغيرها. يحملون عداوةً شديدةً لكم فهم لا يودون لكم أي خير، وهم دائماً دائماً مستشعرون لهذه العداوة لأنه أناس لا تعرفهم ولا بينك وبينهم، أنت لا تودهم، ولا تبغضهم، لا تعاديهم، ولا تواليهم.

الصرخة وحدها تنبئ عن سخط شديد، ومن يرفعونها يستطيعون أن يضربوا أمريكا, يضربوها اقتصاديا قبل أن تضربهم عسكريا، والاقتصاد عند الأمريكيين مهم يحسبوا ألف حساب للدولار الواحد.

إن هؤلاء بإمكانهم أن يقاطعوا المنتجات الأمريكية, أو منتجات الشركات التي لها علاقة بالأمريكيين, وباليهود أو بالحكومة الأمريكية نفسها, وحينئذ سيرون كم سيخسرون؛ لأن من أصبح ممتلئا سخطا ضد أمريكا وضد إسرائيل أليس هو من سيستجيب للمقاطعة الاقتصادية؟ والمقاطعة الاقتصادية منهكة.

من العجيب أن العرب يفهمون أن أمريكا أحوج إليهم من حاجتها لإسرائيل .. أليس ذلك معروف؟. هل البترول الذي تحتاج إليه أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الغرب من إسرائيل أو من البلدان العربية الأخرى؟. أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها بحاجة إلى العرب أحوج منها إلى إسرائيل.

أمريكا حاجتها إلى إسرائيل لا تساوي شيئاً بالنسبة لحاجتها إلى العرب، والعرب يفهمون أن أمريكا هي وراء إسرائيل، وبريطانيا هي التي تساند إسرائيل, أمريكا هي التي تساند إسرائيل, وفرنسا ودول الغرب جميعاً هي التي تساند إسرائيل.

فلماذا لا يفهمون بأن عليهم - إذا كانت أمريكا أحوج إلينا ودول الغرب أحوج إلينا كسوق استهلاكية, ويحتاجون إلى ثرواتنا البترولية وغيرها - لا يستطيعون أن يستخدموا هذا كوسيلة ضغط على أمريكا وبريطانيا وغيرها لأن تجعل إسرائيل تكف عما تقوم به على أقل تقدير؟!. لا. إسرائيل تضرب الآن السلطة الفلسطينية، تضرب الفلسطينيين والعرب يعلنون وقوفهم مع أمريكا في قيادتها للتحالف ضد الإرهاب - كما يسمونه -.

أليس هذا من الأشياء الغريبة؟ أليس هذا مما يدل على أن مشكلة العرب ومشكلة المسلمين هي مشكلة داخلية؟. أنهم هم قد وصلوا إلى حالة سيئة، حالة سيئة لا يمكن للإنسان أن يتصور فظاعة هذه الحالة، لا يستطيعون أن يستخدموا حتى حاجة أمريكا لهم، والبترول بملايين البراميل أمريكا بحاجة إليه, وغيرها من دول الغرب.

ما حاجة أمريكا إلى إسرائيل؟ ما هو الذي تستفيده أمريكا من إسرائيل من الناحية الاقتصادية؟ لا شيء, لا شيء.

ثم لماذا لا يعملون على مقاطعة الشركات الأجنبية؟ أحيانا إذا حصل هكذا من منطلق فردي، أو مجموعات تعمل على أن تقاطع منتج معين لشركات يهودية .. لكن لماذا لا تتخذ الدول العربية قراراً بقطع التعامل الاقتصادي مع أي شركة إسرائيلية, أو تدعم إسرائيل. أليس باستطاعتهم هذا؟.

لماذا - إذا كان العرب يخافون من أي حصار اقتصادي على دولة ما - لماذا لا يعملون على إقامة سوق إسلامية مشتركة بحيث يحصل تبادل اقتصادي فيما بين البلدان الإسلامية، ومع بلدان أخرى؟.

أيضاً هناك بلدان أخرى ليست مستعدة أن ترتبط اقتصادياً بأمريكا في ما لو حصل من الجانب العربي مقاطعة لأمريكا, أو لأي بلد تساند إسرائيل .. هناك بلدان أخرى مستعدة للتعامل مع العرب، ستأخذ بترولهم، ستأخذ منتجاتهم، ستأخذ أشياء كثيرة وتتعامل معهم.

من واجب العلماء هم أن يلحوا في هذا المجال؛ لأنه اتضح جليّاً أن الأمة لا تستطيع أن تدافع عن دينها، ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها وهي لا تزال فاقدة لقوتها الضروري الذي يعتمد أساساً على الزراعة، وليس الاستيراد. أصبح شرطاً، وأصبح أساساً، وأصبح ضروريّاً الاهتمام بجانب الزراعة في مجال نصر الإسلام أشد من حاجة المصلي إلى الماء ليتوضأ به. هل تصح الصلاة بدون طهارة؟ إذا لم يجد الماء يمكن أن يتيمم فيصلي.

ما دمنا مفتقدين تأمين غذائنا فلا نستطيع أن نعمل شيئاً، ولو كانت كل الصحاري (قات) ولو كانت كل الجبال (قات) لا نستطيع أن نقف موقفاً واحداً ضد أعداء الله، أصبحت حاجتنا إلى الغذاء أشد من حاجة المسلمين إلى السلاح في ميدان وقفتنا ضد أعداء الله.

القوت الضروري فلا تستطيع أن تقف على قدميك وتصرخ في وجه أعدائك وأنت لا تملك، وإنما قوتك كله من عندهم.

ولكن نحن نقول: إن اتخاذ المواقف هو في الوقت نفسه من مقدمات العودة إلى الله سبحانه وتعالى، أو بداية العودة إلى الله لنعد إلى أنفسنا، فنراه سبحانه وتعالى يطلب منا ويأمرنا بأن نكون أنصاراً لدينه، وأن نعتصم جميعاً بحبله، وأن نكون أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تدعو إلى الخير، وتقوم بهذه المهمة في الناس جميعاً.

فأملنا كبير في الله سبحانه وتعالى أن يعيد إلينا بركات السماء والأرض، فيستطيع الناس أن يعودوا إلى زراعة الحبوب، وزراعة مختلف الأصناف من الثمار التي هم بحاجة ماسة إليها لأنها قوتهم الضرورية.

الشعار والمقاطعة من مكاسبها الأولية هي: توفر حالة من المنعة الداخلية

يقول السيد عبد الملك حفظه الله في خطابه بمناسبة الصرخة لعام 1436هـ :

"الشعار والمقاطعة من مكاسبها الأولية هو هذا المكسب: توفر حالة من المنعة الداخلية، حالة من السخط والعداء للأعداء تحمي الداخل الشعبي لشعبنا ولأمتنا، تحميه من العمالة، عندما يكون هناك بيئة هكذا بيئة معادية للأعداء لها موقف معروف منهم، تصبح مسألة العمالة والخيانة مسألة خطيرة ويحسب العملاء والخونة ألف ألف حساب قبل أن يتورطوا في ذلك، لكن إذا كان هناك واقع مهيَّأ ليس هناك أي نشاط عدائي ولا أي موقف يكون حينئذٍ مشجعاً للكثير من ضعيفي الإيمان، من الذين ليس لديهم ضمير ولا إنسانية ولا مبدأ ولا وطنية ولا أي شيءٍ آخر، كل عوامل المنعة مفقودة لديهم يمكن أن يستغلوا الفرصة عندما يجدون بيئة مهيأة وقابلة، فيدخلوا في العمالة ولا يتحاشون من أي شيء ويتسابقون فيها، هذا مكسب مهم، مكسب مهم للغاية، وسيأتي أيضاً التأكيد على أهمية هذه النقطة".

المقاطعة الاقتصادية هي واحدة من وسائل البراءة من أعداء الله

يقول السيد عبد الملك حفظه الله في (الدرس الثالث من دروس التوبة):

"يستمر الحديث في الآيات المباركة على ضوء ما تقدم من آيات سابقة من بداية السورة، وبداية السورة الواضحة المتعلقة بالبراءة من المشركين فيما هم عليه من شرك وكفر وضلال وفساد، وفيما هم عليه من عدوان وطغيان واستهداف للإسلام والمسلمين فيما يمثلونه من خطورة على المسلمين في دينهم، وفي أمنهم واستقرارهم وفي كل شيء.

من بداية السورة سورة براءة بكل ما يندرج تحت البراءة من مواقف، موقف القتال مثلاً، موقف المقاطعة، موقف البراءة التي هي موقف يعبر عنه مثلما هو حال الشعار. كثير من المواقف تدخل في إطار البراءة، فالبراءة تشمل مواقف كثيرة كلها مباينة وكلها عداء للأعداء الحقيقيين للإسلام والمسلمين.

كما هو واضح في واقعنا كمسلمين كما هو واضح على مستوى بلدنا وعلى مستوى تجربتنا في مسيرتنا القرآنية الكثير من الناس لم يستجب لله, ويتبرأ من المشركين واستجاب لمن؟ استجاب للمجرمين والظالمين والفاسدين فتبرأ من المؤمنين فتبرأ من المؤمنين، سواءً البراءة بالكلام، أو البراءة بالقتال، البراءة بالموقف، البراءة بالموقف.. ولربما من أعظم ما يعاني منه المسلمون بشكل عام كحالة غالبة في الأعم الأغلب هو أن هناك خلل كبير جداً في واقع الأمة فيما يتعلق بهذا الجانب".

نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا، والفرج لأسرانا، والنصر للمجاهدين في كل الجبهات والثغور.

وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

•••


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر