تعتبر الّلغة العربية شيئاً أساسيّاً ومهمّاّ في معرفة القرآن الكريم وفهمه والإهتداء به, لأنّ ممّا أكّد عليه الله في القرآن الكريم أنّه أنزله بلسانٍ عربيّ مبين, وجعله قرآناً عربيّاً, أي بنفس الّلسان العربيّ, وبنفس لغة العرب, وبنفس طرق وأساليب الّلغة العربيّة, ومعرفتنا بنفس الّلغة العربيّة من خلال المعايشة, ومن خلال معرفة الأساليب العربيّة, والشّعر العربيّ, والتكرار يفيدنا في فهمنا, ومعرفتنا للقرآن الكريم, يقول السيد: (قد تكون مدبراً عنه عندما لا تهتدي بالطريقة التي هو يرسمها لك لتهتدي به، منها قوله: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾[يوسف2] هذه تكررت في أكثر من آية: التأكيد على كونه عربي، ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾[الشعراء195] بلسان وليس فقط بمجرد الحروف أنه مثلاً بلغة أخرى، وإنما كتب بالحروف العربية. لا، بلسان، بنفس اللغة، بنفس النص، بنفس الأسلوب، بنفس الطريقة العربية.
فعندما جاءوا يأخذون عناوين معينة، مثلاً عندما تلاحظ أصول الفقه، يوجد فيه عناوين هي عناوين أساساً هي من داخل أساليب اللغة، أمر ونهي، خصوص وعموم، إجمال وتبيين، إطلاق وتقييد, عناوين من هذه, أليست من أساليب اللغة؟ لكن فصلوها، أعطوها اصطلاحات أخرى، تعريفات أخرى، بحثوها بشكل آخر، ما عاد طلعت طبيعية هي، لو تركت هي في موضوعها، لو تركت ضمن مباحث اللغة، ومن أساليب اللغة، ستقرأ اللغة أنت، تقرأ الشعر العربي، تقرأ النصوص العربية، تقرأ الأدب العربي، فتعرف أنت كيف كان العربي يخاطب الآخر، كيف كانت أساليبهم في التخاطب، فتعرف أنت.
لأن الخصوص والعموم ليس حتى خاص باللغة العربية، هذه هي أشياء هي في كل لغة: خصوص عموم، إجمال تبيين، إطلاق تقييد، أمر ونهي. هذه الأشياء كلها في اللغات كلها، إنما أساليب اللغة العربية في هذه المواضيع كيف هي من خلال المعايشة، من خلال التكرير؟ استعمال الشعر العربي مثلاً لنصوص أدبية من هذه تعرف روح اللغة، تعرف نَفَس اللغة، تعرف أساليب العربي وهو يخاطب العربي الآخر.
هذا يفيدك كثيراً عندما ترجع إلى القرآن الكريم، عندما ترجع إليه يفيدك كثيراً هذا الأسلوب، لكن تأتي بطريقة أخرى، آلية تتصور آلية ليست آلية صحيحة أن تدخل إلى القرآن بشكل مقلوب، ما يمكن يعطيك القرآن أي فائدة، ثم يطلعوا في الأخير هم يضربوا القرآن) مديح القرآن الدرس الثاني.
وحول موضوع تعدّد الّلهجات الّتي يقولون أنّه نزل بها القرآن الكريم يؤكّد السّيد أنّه نزل بلغة واحدة, في حروفها, ونصّها, ومعانيها, وأساليبها, وطرقها, وروحها, ومضامينها, وهي الّلغة العربيّة المعروفة بلغة العرب, بل إنّ القرآن الكريم نفسه يؤكّد على مسألة أن تكون الّلغة العربيّة هي الّلغة العالميّة, لأنّه كتاب للعالمين يقول السيد: (القرآن الكريم هو أبعد من مسألة أن يكون نزل بكم لهجات، يكون نزل بلهجات متعددة، لهجات داخله متعددة هذا بعيد جدا؛ لأنك تجد القرآن نفسه هو هذا يؤكد على مسألة أن تكون اللغة العربية هي اللغة العالمية، فهو لن يأتي يحاول يدون لك كم لهجات، لو كان سَيُدَوّن لهجات لدوّن أيضاً لغات أخرى؛ لأنه كتاب للعالمين.
ألم تكن الحاجة ماسة إلى أن يكون أيضاً باللغة الإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، وأشياء من هذه؟ فيكون نزل بسبع لغات، وليس بسبع لهجات عربية، يقول لك: يصح أن تقرأها على كذا، على لغة [هذيل]، ويصح أن تقرأها كذا على لغة [تميم]، ويصح أن تقرأها على لغة [قريش]! لا, لأن الذي هو من هذيل، والذي هو من تميم هو سيفهم المفردات بنزولها على لغة قريش أليس هو سيفهم؟ فهل يمكن أن القرآن يأتي ليراعي لهجته؟ أم أن الأولى إذا كانت المسألة بهذا الشكل أن يراعي لغات أخرى وهو للعالمين جميعاً، فيأتي أيضاً بصيغة انجليزية، بصيغة فارسية، بصيغة كذا. ألم يكن هذا هو الأحوج إليه لو كانت المسألة بهذا الشكل؟ لا،﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾[الشعراء195]؟ فإذا كان الهذيلي يستخدم [عتَّى] بدل [حتى] مثلاً فهو يعرف حتى، فهي ضمن اللغة المعروفة لديه، المتداولة في بلده، في محيطه) مديح القرآن الدرس الثاني.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.