الجنة كما قال الله -جلَّ شأنه- عنها في القرآن الكريم: ، {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}، ولاحظوا كيف يركز القرآن على هذا: بأن الجنة للمتقين، وأن الوعد بها للمتقين، ويدعونا إلى التقوى، ويقدم لنا شهر رمضان كوسيلة تساعدنا على تحقيق التقوى، {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}، المياه فيها متوفرة جداً وبشكل أنهار، ليس هناك في الجنة مشكلة مياه، هنا في الدنيا كم المشاكل على المياه، كم الصعوبات التي يعاني منها الكثير من الناس في حياتهم لتوفير المياه، مشكلة من أكبر المشاكل التي يعاني منها البشر اليوم على وجه الأرض، هناك متوفرة جداً وبشكل أنهار، أنهار تجري، أما الأشجار فهي مجنة ومغطية لكل مساحة الجنة، {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}، ذلك الماء لا يتغير ولا يتلوث، يبقى على الدوام نقياً، ولا يتغير فيه لا طعمه ولا لونه، ولا شمه ورائحته، أبداً، نقياً وغير ملوثٍ على الدوام.
{وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ}، حتى اللبن يتوفر في الجنة بشكل أنهار، من العجيب كيف ستكون تلك الأنهار، أنهار اللبن المتدفق، والذي يبقى له دائماً لذته ومذاقه الرائع، فلا يتغير، لا ينتهي، معلبات اللبن في الدنيا يمكن أن تنتهي إذا تأخرت عن وقت تاريخ صلاحيتها. هناك يتوفر، هذا في عالم الجنة، غير الحالة التي تخصك، غير بساتينك، وغير العيون التي هي في إطار ما هو خاصٌ بك، وغير أنواع الشراب الذي يقدم في معلبات الجنة من عيونها وفي أوانيها وفي كؤوسها، هذا على مستوى عالم الجنة عندما تتفسح، عندما تذهب للنزهة في عالم الجنة، عندما تتنقل في عالم الجنة فأمامك هذه الأنهار.
{وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}[محمد: من الآية15]، الثمرات في الجنة متوفرة، العسل أنهار في الجنة، في الدنيا الكثير من الناس، ربما أغلبية البشر لا يتوفر لهم العسل، حالة نادرة لدى الكثير من الناس أن يتوفر له شيءٌ من العسل، وإذا كان عسلاً طبيعياً لم يكن مغشوشاً، أو عسلاً صناعياً، فهذه أيضاً حالة أصعب، هو في الجنة أنهار متدفقة.
لاحظوا، كل هذا النعيم يمكنك أن تصل إليه، كل هذه الحياة الطيبة يمكن أن تصل إليها، حيث تتوفر كل المتطلبات التي يريدها الإنسان، والتي هي جزءٌ من حاجته في حياته، لأكله، لشربه، في ملابسه… كل مختلف الاحتياجات التي يريدها الإنسان، الله يقول: {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ}، كل ما تريده متوفر، كل الذي تريده متوفرٌ في عالم الجنة، {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ}، للأبد، حياة دائمة لا تنقطع بالموت، ولا بحادث بأي شكلٍ من الأشكال، بأي نوعٍ من أنواع الحوادث، لا، حياة للأبد، ويستمر فيها النعيم متجدداً لا ينقطع أبداً ولا ينفد، {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا}[الفرقان: الآية16].
أيضاً على المستوى المادي تتوفر كل متطلباته: من كل الثمرات، من كل المشروبات الراقية، الملابس قال الله عنها: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}، وحلّوا أساور من ذهب، أساور من فضة، أساور متنوعة، الأساور الزينة في الجنة متنوعة، الملابس من الحرير، كل متطلبات الحياة متوفرة بدون استثناء، عبارة: {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ} عبارة جامعة جداً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الرابعة1441 هـ
حسم مسألة الحساب.. وتقرير المصير.