مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

دروس من هدي القرآن الكريم 

درس الإثنين و الثلاثاء

 

تابع...معرفة الله ..وعده و وعيده

الدرس الخامس عشر

 

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

 

🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع

 

🌴 الموت الذي يخافه الكثير و يتهربون من الجهاد خوفا منه سيصبح أمنية مستحيلة لأهل جهنم.

 

🌴 البعض يقول أنه لن يدخل النار إلا الكافرون فقط و أنه لا يمكن أن يدخلها أو يخلد فيها مسلم مهما كانت ذنوبه...

 

مناقشة هذه القضية.

 

💐 مع الدرس نسأل الله الهداية

 

 

ويقول أيضا سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَل} (فاطر: من الآية37). يصطرخون صراخا شديدا، صراخ الألم، صراخ الحسرة {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَل} ماذا يقال لهم؟ {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ}(فاطر: من الآية37) العمر الذي يكفي أن يتذكر فيه منكم من أراد أن يتذكر فيعمل فيه الأعمال الصالحة التي أنتم الآن تطلبونها، هناك في الدنيا عمرتم طويلا أعمارا طويلة وهي أعمار كانت كافية، تكفي من كان منكم يريد أن يتذكر فيعرف أن الأعمال الصالحة هي الوسيلة لنجاته من جهنم فينطلق فيها.من يتذكر فيما قدم إليه من تذكير الله من القرآن الكريم والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}(فاطر: من الآية37) جاءكم من ينذركم في الدنيا {فَذُوقُوا}(فاطر: من الآية37) لا خروج، ولا تخفيف، ولا رحمة، {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}(فاطر: من الآية37) لن تجدوا هناك من ينصركم.نار جهنم {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} فيكون الموت راحة، الموت الذي يخاف الناس منه هنا في الدنيا فيقعد، لا يقول كلمة الحق خوفا من الموت، لا يقف موقف الحق خوفا من أن يموت, مع أنها احتمالات كم في التاريخ من شواهد لأبطال قاتلوا واستبسلوا، وتعرضوا للموت، وخاضوا غمار الموت، ولم ينلهم شيء.. ماتوا على فراشهم، وهم من كانوا يريدون أن يموتوا في ميادين القتال, أي أن الموت هنا محتمل، في المواقف، في ميادين الجهاد هو ما يزال احتمالا فقط.من هو ذلك الذي يقطع بأنه سيموت حتماً إذا ما قال كلمة حق, أن هناك من سيميته لا شك، أن هناك من سيميته لا شك إذا وقف موقفا صحيحاً، من هو ذلك من الناس الذي يمكن أن يقطع بهذا؟ وعلى الرغم من ذلك من أنها مجرد احتمالات نخاف، نقعد، ونتواصى بالخنوع, ونتواصى بالذل بدلاً من التواصي بالحق والتواصي بالصبر عليه. هناك في جهنم - هذا الموت الذي يخاف الناس منه في الدنيا فيصل بهم الخوف منه إلى دركات جهنم وإلى هذا العذاب الشديد - سيصبح نعمة كبرى يتمنونها لو كان بالإمكان أن يحصلوا عليها. {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً}(النبأ: من الآية40) يتمنى أهل جهنم أن يموتوا, يتمنون أن يموتوا, وحينئذ سيرون الموت ولو كانت سكراته شديدة, ومزعجة، أقسى أنواع الموت لديهم لرأوها نعمة، لرأوها نعمة كبيرة؛ لأنهم سيصلون إلى حالة لا يحسون معها بألم ذلك العذاب الشديد جهنم، فهم لا يقضى عليهم فيموتوا، فيكون الموت راحة لهم، لو كان يمكن أن يموتوا, ولا يخفف عنهم من عذابها, لا يخفف لحظة واحدة, لا يخفف يوما واحداً. {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ}(غافر: من الآية49) يقول أهل النار لمالك خازن جهنم: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً} يوما واحدا من العذاب، ولا يوم واحد، يوم واحد في مليار سنة على الأقل.. لا يقبل ولا يوم واحد.أليس هذا هو ما يخيف الإنسان؟ أليس كل شيء في هذه الدنيا مما يخوفنا به الآخرون يبدو هينا, ويبدو نعمة عند أهل النار، لو كان بالإمكان أن يكون عذابهم كمثله؟ {كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ}(فاطر: من الآية36) لأن الله لا يظلم أحدا؛ لأنهم هم من كانوا في الدنيا كافرين بنعم الله، كافرين بآيات الله، صادين عن سبيله، غير مستجيبين له، هكذا يكون جزاؤنا لكل كفور.نحن هنا نسمع في هـذه الآيات {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}(فاطر: من الآية36) وكأنه فقط أولئك الكافرون أما نحن من قد أسلمنا - ولو انطلقنا في أعمال كأعمال الكافرين - فإننا بعيدون عن هذا التهديد, وعن هذا الوعيد. هل هذا صحيح أم لا؟ ليس صحيحا أنه فقط من يحملون اسم كافر هم وحدهم من سيعذبون؛ لأن الكافر لا يعذب على اسمه, لأن اسمه كافر! يعذب على أعماله أعمال يعملها: إعراض عن دين الله، صد عن سبيل الله، عمل في سبيل الطاغوت.أو لم يكن في المسلمين من كانت أعمالهم أسوأ من أعمال أولئك الكافرين؟ بلى هناك في المسلمين من يظلم، في المسلمين من يصد عن سبيل الله، في المسلمين من يقتل القائمين بالقسط من عباد الله.

 

الواحد منهم أربعين يوما في جهنم على عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل، ويخرج، وحينئذ لا يكترث بما يرتكب في الدنيا.هي العقيدة التي كانت وراء ظلمنا نحن المسلمين من داخل المسلمين أنفسهم على أيدي الجبابرة من الطواغيت، الخلفاء، الملوك، والحكام، والرؤساء، والسلاطين بمختلف العصور، وهناك من علماء السوء من يؤمنهم أن محمدا (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) سيشفع لهم مهما كانوا مجرمين، فينطلقون لظلم الناس لتسفك دماؤهم، وينطلقون للصد عن دين الله، وينطلقون فيه وهم آمنون من جهنم، أنهم لن يدخلوا جهنم.واليهودي يرى أنه سيدخل جهنم وسيبقى أياما معدودة، وأما صاحبنا فإنه يرى أنه لن تمسه النار إطلاقا. اليهود قالوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ}.أما نحن المسلمون فقناهم في هذا القول, فقلنا: ولا أياما معدودة، ولا لحظة واحدة، سيأخذ بيدك محمد ويمنحك وسام الشرف، شفاعته، فتدخل مع أولئك المؤمنين الجنة!. أليس هذا قول أبعد من قول اليهود؟ أليست عقيدة أسوأ من عقيدة اليهود؟ هي نفسها وراء ظلم الكثير من الخلفاء والملوك، والرؤساء في كل عصر من العصور، هناك من أمنهم.القرآن الكريم تنزلت كثير من آياته في مكة، وعندما تسمع كلمة: [كفر] وكلمة: [شرك] فلأن من في الساحة وهو يخاطبهم, ويعمل على أن ينقلهم من الوضعية التي هم فيها، هم مشركون، كافرون، فتأتي العبارات على هذا النحو, ولأن الله يريد من عباده - وهو الشيء البديهي لو فهمناه - أنه عندما ترون هذا الوعيد الشديد لأولئك فهل تفترضون أننا نريد أن ننقلهم من اسم ليحملوا اسماً آخر، ثم ليبقوا على ما هم عليه، وحينئذ فلا يعذبون؟!.أنت اسمع عندما ترى الآيات الكثيرة تتهدد الكافر، انظر لماذا الكافر؟ هل لأن اسمه كافر [ك ا ف ر]؟ أم لأنه على حالة هي تحول بينه وبين أن يتقبل هدى الله؟ لماذا المشرك؟ ولماذا تلك الهجمة الشديدة على أشخاص يعبدون أحجارا وهم يعلمون, والله يعلم, ورسوله يعلم أن تلك الحجر لا تستطيع أن تعارض الله, ولا أن تكون ندا لله، ولا أن تكون كفؤا لله، ولا أن تنازع الله في ملكه، لماذا هذه الهجمة؟. لأن هذا الشخص الذي يعبدها ولا يؤمن بالله كإله واحد، هو نفسه لن يكون لديه قابلية أن يتقبل هدي الله، سيبقى معرضاً عن تقبل هدي الله... الشرك لهذا. إضافة إلى أنه قول باطل، تأثيره على صاحبه أنه إذا أنا لست مؤمناً بوحدانية الله، فلن أؤمن برسوله، ولن أؤمن بكتابه، وحينئذ يكون واقعي أنني معرض عن هدي الله، بل سينطلق ذلك المشرك إلى ميادين القتال للصد عن سبيل الله. فالمشكلة الأساسية في الشرك بالنسبة لصاحبها: هو أنه على وضعية تجعله معرضاً عن هدي الله، وصادا عن سبيله. فهل الإعراض عن دين الله وهديه، والصد عن سبيله غير مسموح هنا ومسموح هنا؟ هو نفسه يصدر ممن يحمل اسم إسلام.أليس كذلك؟ الكثيرون يصدون عن سبيل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ}(التوبة: من الآية34) أليسوا علماء دين؟ أم مشركون؟ علماء دين، {لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}(التوبة: من الآية34).فأولئك الذين يقولون: [هذا تهديد للكافرين لاحظ هو يقول: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} ويقول: {إِنَّ الْمُشْرِكِيْنَ}، نحن لسنا كفارا ولا مشركين] طيب ما الذي تغير لدينا؟ أنت تعتبر أن مجرد تغيير الاسم هو كل شيء؟! إن الله ينظر إلى الأعمال، وليس إلى مجرد الأسماء، ينظر إلى الأعمال, وينظر إلى القلوب. نقول: هؤلاء الكافرون ما هي المشكلة لديهم؟ لأنهم هكذا: صادون عن سبيل الله.ولهذا تعرض القرآن الكريم - عندما تتأملوا آياته - تعرض بالتفصيل لأعمال المشركين، ألم يقل في بعضها: {الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}(فصلت: من الآية7) ألم يقل في بعضها أنهم{يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}(الأعراف: من الآية45)؟ ألم يقل في بعضها أنهم {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}(النساء: من الآية76)؟ هو يتعرض بالتفصيل لأعمال الكافرين، ولأعمال المشركين، وأنها هي الأعمال الممقوتة.وإنما مسألة الشرك هي نفسها وراء أن يكونوا على هذه الحالة, فيتوجه الكلام كثيرا إلى الشرك ليقلعه من نفوسهم، لتصبح تلك النفوس قابلة لأن تهتدي بهدي الله، ولأن تبتعد عن الصد عن سبيله، ولأن تلتزم بدينه، فيقلع الشرك من قلوبهم, يقلع الشرك من أذهانهم، وتقاليدهم وأفكارهم، لآثاره؛ لأنه معلوم عن الله سبحانه وتعالى أنه لا تضره معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه، وكل هديه يتوجه إلينا نحن؛ لأننا نحن المحتاجون إليه، يتوجه إلى أنفسنا، ولأن كل عمل باطل هو فساد علينا نحن، هو ضد مصالحنا نحن.فعندما يأتي ليتحدث عن الشرك والكفر، ليس لأنه أصبح يخاف من ذلك الصنم، أو أنه إذا تجمع الآلاف حول ذلك الصنم سينازعه هذا الصنم في ملكه؛ إنما ليبعد هؤلاء عن عقيدة جعلتهم يبتعدون عن هدي الله، وجعلتهم ينطلقون في الصد عن سبيله، وجعلتهم بعيدين عن التخلق بالأخلاق التي أراد أن يتخلق

 

بها عباده الذين يسيرون على هديه.إذاً فكل من صد عن سبيل الله، كل من ابتعد عن دين الله، كل من أعرض عن هدي الله، وإن كان يحمل اسم مسلم، حكمه حكم أولئك. وهذه قضية مفروغ منها في القرآن الكريم؛ مفروغ منها؛ لأنه من غير الطبيعي، ومن غير المقبول أن تفترض أن المسألة إنما هي مجرد تغيير اسم، فتقول: أولئك فقط لأن اسمهم [كافرين] أما نحن فلو انطلقنا في نفس الأعمال التي تصدر منهم فإننا قد أصبحنا مؤمّنين من عذاب الله، هذا شيء غير طبيعي.الله البشر كلهم عبيده، وهو رب العالمين جميعاً، ولن يكيل بمكيالين معهم، لن يعذب هذا المجرم على أعمال هي نفسها التي لا يعذب عليها شخصا آخر صدرت منه, وحالته وموقفه حالة هذا الشخص الآخر. لا يمكن، إلا إذا كان هناك توبة.والتوبة ألم يتوجه الأمر بالتوبة إلى المسلمين؟ لماذا التوبة؟ لو أن المسألة هكذا مفروغ منها أن الكلام كله حول الكافرين حول المشركين أما نحن فقد أسلمنا لما كنا بحاجة إلى توبة إذاً فلماذا التوبة؟ التوبة لا بد منها؛ لأنك أنت أيها المسلم فيما لو اقترفت عملا من أعمال أولئك ستعذب فهذه هي التوبة تب.والتوبة معناها: الإقلاع عن المعصية، الرجوع إلى الله، الندم على ما صدر من الإنسان من تقصير، من تفريط في جنب الله، من تقصير في الأعمال التي ترضي الله سبحانه وتعالى، ما حدث منه من معاصي لا بد أن يتوب منها، وإذا لم يتب فلا فرق بينه وبين ذلك الشخص الآخر.ألم يقل عن المنافقين: أنهم في الدرك الأسفل من النار؟ ولا تصدقوا أن المنافقين هم كلهم من يبطن الكفر ويظهر الإسلام. بل إن في المنافقين من ذكر الله عنهم بأنهم في واقعهم معترفون, مؤمنون كإيمان أي واحد منا بأن الله هو رب العالمين، وهو الإله وحده، وأن القرآن من عنده، وأن محمدا رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) ألم يقل هو: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ}(التوبة: من الآية64) ألم يقل هكذا؟. يعلمون أن القرآن منزل من عند الله بل هم يخافون؛ لأنهم يعلمون أن الله عليم بذات الصدور, فهو يعلم ما يسرونه في أنفسهم فيخافون أن تتنزل سورة تفضحهم، أي هم مؤمنون بالقرآن أنه من عند الله، ومؤمنون بأن هذا الرجل هو رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، الذي يتنزل عليه القرآن، ومع هذا قال الله عنهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}(النساء: من الآية145).قد يكون هناك فئة، فئة قليلة من المنافقين هم من قد يقال عنهم أنهم في واقعهم مبطنون للكفر، أي هم غير مؤمنين بالله، ولا مؤمنين بكتابه، ولا مؤمنين برسوله، إنما ألجأتهم الظروف إلى أن يتلونوا خوفا على أنفسهم، هذه النوعية من المنافقين إنما تكون في فترات محدودة، في الفترة التي تكون الغلبة فيها لجانب الإسلام, لجانب الحق فيرى الكفار أنفسهم مضطرين إلى أن يتمظهروا بالإسلام من أجل أن يأمنوا على أنفسهم وأموالهم.لكن تجد المنافقين هم من كانوا كثيرين في المدينة، وهم من أهل المدينة، ومن غير أهل المدينة، وهم من قال عنهم أنهم مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. فلا هم مع المؤمنين ولا هم كفار مع الكافرين. هم يتلونون يظهر نفسه للكافرين وكأنه معهم، ومتى ما كانت الغلبة للمسلمين أظهر نفسه أنه معهم وتملق لهم، وأظهر أنه واحد منهم، يقول عنهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}(النساء: من الآية145) بل وجدنا القرآن الكريم يتوعد بالعذاب الشديد، بالعذاب العظيم لمن قتل مؤمناً متعمداً، يتوعد بالخلود في النار لمن لم يلتزم بحدود الله في المواريث في [سورة النساء] يتوعد, والمواريث تخاطب من؟ أليست خطاباً للمسلمين؟ يتوعد بالعذاب, والخلود في جهنم لمن لا يقف عند حدود الله ويلتزم بما حدده الله سبحانه وتعالى في قضية المواريث وحدها خلي عنك أشياء كثيرة أخرى.هل من المعقول أن يكون الصد عن دين الله مسموح للإنسان الذي يحمل اسم إسلام؟ وهل معقول أن يكون الإعراض عن هدي الله مسموح لمن يحمل اسم إسلام؟ ستصبح كلمة: [لا إله إلا الله محمد رسول الله] عبارة عن بطاقة تضعها في جيبك، ثم تنطلق إلى أسوأ مما كان عليه المشركون والكافرون في أعمالهم.وحينئذ سيكون هذا الدين رخصة لظلم الناس، ورخصة لتدنيس النفوس تنطلق أنت لتضل عباد الله، من الذي سمح لك بهذا؟ هو الدين, هو الذي أمنني، لأن بإمكاني أن أنطلق في مجال كهذا ثم لن أعذب ولن أخلد في جهنم، بل لن تمسني النار إطلاقا. وهذا ما لا يجوز على الله سبحانه وتعالى.وعندما تقرأ في بعض التفاسير فيقول لك: هذه الآيات هي تتحدث عن كافرين، هي تتحدث عن مشركين فهي آيات تعني أولئك، أما نحن فلا، نحن حملنا اسم إسلام وسيشفع لنا رسول الله فاعرف أن هذا غرور، وأن هذا خداع، وسيكون واقع من يعتقدون هذه العقيدة كما حكى الله عن بني إسرائيل: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}(آل عمران: من الآية24).

 

هذه افتراءات افتروها أناس سابقون وقدموها لنا ونحن قبلناها منهم, وبالطبع لا ينفق شيء من الباطل إلا إذا ما حمل اسم [دين] وقدم إلينا باسم [دين] فيقال: عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، قال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)! ويكون ذلك الحديث في بطون المجاميع الحديثية التي يعتبرونها هي مجاميع السنة، ألم يقدم الباطل باسم دين؟ هكذا {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}.وكما أسلفنا: أن القرآن تحدث عن جهنم, ووصفها بشتى الأوصاف وكذلك تحدث عمن داخل جهنم سواء كان يحمل اسم [مسلم]، أو يحمل اسم [يهودي، أو نصراني، أو مشرك]. أو كيفما كان.

 

 اسئله اجوبتها في درس اليوم

 

1_كيف يصطرخ الكافرين في جهنم؟وماهي وسيله النجاة منها؟وماهو مصير المسلم المنطلق في اعمال الكافرين؟

2_مالذي يغرق في مستنقع الجريمه؟وما معنى (وغرهم في دينهم ماكانوا يفترون)؟وما خطورة القول بالشفاعه؟وماهي المشكله الاساسيه بالنسبه لصاحبها؟

3_ماهي الاعمال الممقوته؟ومامعنى التوبه؟

4_ناقش الاتي:

=كيف يقدم البعض الاسلام كرخصه للمجرمين 

 

#وهيئ لي من امري رشدا 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر