الشاعر / فؤاد الراشدي
جوارَ غزة قومٌ ما همُ عربُ
لا الدينَ حركَهم كلا ولا الحسبُ
تباً لهم غزةٌ ترجو إغاثتهم
وما استثارتهمُ قربى ولا نسبُ
فرعونُ يذبحُها والجارُ يخنقُها
ولم يَثُرْ لأخٍ سيفٌ ولا غضبُ
يا شعبَ مِصرَ أما في جمعِكم رجلٌ
أما بكم غيرةٌ أم أنَّكم خَشبُ
كنتم كنانةَ أمتِنا وقلعتَها
فأين إمدادُاكم والعونُ والسببُ
ذا يومُ عزِّ تكم لتفرجوا كرباً
كيما تُحُلَّ إذا نزلت بكم كرب
ما خط بارليف أوقفَ زحفَ جندِكمُ
فاجتازُوا اليومَ خطَّ الوهنِ واحتسبوا
ما تفعلون لدى رب سيرزقكم
رزقاً حلالاً كثيراً ما به خببُ
أولى خطوطِ دفاعِ القدسِ خطُّكمُ
وسيولُنا ردفُكم، في الحالِ تنسكبُ
هي فرصةٌ إن تَفُتْكم لن ترَوا خيراً
فلا الرياضُ ستنفعُكم ولا الذهبُ
إن تخذلوا اليومَ غزةَ لن تروا عزاً
بُعيدَ خسرانِكم لن ينفعَ العتبُ
رجالُ غزةَ هم ترسٌ لأمتِنا
عرينُ أسدِ الوغى والنورُ واللهبُ
لولاهمُ صارَ مسرى المصطفى باراً
يُقامُ فيهِ الخنا واللهو والطربُ
يا عربُ فلتحضنوا الأقصى وأهليها
أم أنْ منفاهمُ سيناءُ والنقبُ
يا عربُ ماذا جنيتُم من تخاذلِكم؟!
وغيرُكم إذ يناصرُها بما انقلبوا؟