فنلحظ من مواقفه الشريفة والمتميزة والمبكرة في صدر الإسلام مبيته في فراش الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة الهجرة في حادثة تستدعي أن يكون من يقوم بتلك المهمة حاضراً لبذل حياته وتقديم حياته في سبيل الله فتحرك الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- لا بد أن يكون له غطاء حتى لا ينتبه المشركون لحركة الرسول وخروجه من بيته فكان أن أوكل الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- هذه المهمة الفدائية الاستشهادية إلى الإمام علي -عليه السلام- الذي كان على استعداد تام وبدون أي تردد لبذل روحه لبذل حياته في سبيل الحفاظ على حياة الرسول من أجل الله ومن أجل الإسلام ومن أجل نبي الإسلام وكان أن قال للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-: أو تسلم يا رسول الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: بلى قال: فاذهب راشدًا مهديًا، وبقي على فراشه ونزلت الآية القرآنية التي كان أول مصاديقها هو الإمام علي -عليه السلام- {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207] فكان الإمام علي -عليه السلام- هو النموذج الأول والمصداق الأول لهذه الآية المباركة وهذا يدلل على حقيقة الإيمان وسمو أخلاق الإسلام عندما يكون الإنسان بهذا المستوى من الحضور للبذل والعطاء والتضحية لا حدود لعطائه لا حدود لمواقفه يستعد أن يجود بنفسه أن يبذل نفسه أن يعرض نفسه لأي خطر مهما كان، فكان هذا من بداية المواقف التي سجلها التاريخ لهذا الجندي العظيم بطل الإسلام ورجل المسؤولية ورجل المواقف الكبيرة والمهمات الصعبة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي -عليه السلام- 1433هـ