مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} (الأعراف:129)، أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، هنا يذكرهم موسى بأن نفس الأذية القائمة الآن عندما تصبروا ستنتهي إلى شيء عظيم جداً،{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}، هذا يبين بالنسبة لموسى أنه يعرف وضعية قومه، يعرف حالتهم، فبعد ما قالوا:{أوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا}، هي عبارة قاسية هذه، نحن ملان مشاكل من قبل ومن بعد، عارف بحالتهم قال لهم {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} ويعطيهم أملاً{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ..} .

{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (الأعراف:130)  كما قال سابقاً أنها سنة لديه أن يصيب الأمم ببأساء وضراء لعلهم يضرعون، كذلك بالنسبة لآل فرعون أرسل عليهم أشياء كثيرة، وبدوا على هذا النحو:{فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ} (الأعراف: من الآية131) نحن جديرون بها {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} (الأعراف: من الآية131) ما أصابهم هو من عند الله، وأساسه وسببه من عندهم.{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} (الأعراف: من الآية131) نعوذ بالله من الضلال كيف يصل، العبارة هذه سيئة جداً، اقنع لسنا مؤمنين بأي شيء تأتي به نهائياً، تعتبر خسارة كبيرة على أنفسهم .

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائيلَ} (الأعراف:134) وهذا عهد، هو قال سابقاً: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ} (الأعراف: من ال آية102).

{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} (الأعراف:136)، عندما تلحظ بالنسبة لجماهير الناس الذي جعلهم على هذا النحو، كونهم منشدين إلى ماذا؟ إلى كبار الدولة فرعون وملئه، أما بالنسبة للمجتمع إذا فهم المسألة وما يتعلق بهؤلاء الكبار الذين هم مضلون فممكن يؤمنون، ممكن يستجيبون، لكن خنقوا نفوسهم بماذا؟ عندما ربطوا أنفسهم بكبار العشائر، مثلما ذكر بالنسبة لقوم نوح، ومن يخنقون أنفسهم بالملك، وملئه: كبار رجال الدولة.

 قد يكون من مظاهر هذه التي تحصل عند الناس، وقد تناولناها في آيات سابقة، المقارنة، فهم يرون مثلاً الملأ كبار الشخصيات في المجتمع ناس لهم ثقلهم، وناس عندهم إمكانياتهم، فيكون عندهم أن هذا ربما إذا اتبعوه فيمكن يقعون في إشكاليات كبيرة، أو ربما ما عنده ما ينجذبون إليه من الناحية المادية، باعتبار ما يتعلق بالمقام الاجتماعي، وما يتعلق بالإمكانيات، كذلك المصريين يقارنون ما بين موسى بما هو عليه، ليس لديه جنود، ما عنده ملك، ما عنده إمكانيات مادية، وما عليه فرعون! هنا يبين في هذه القصة الأولى مما ذكر من الأمم هذه كلها، من كان مجتمعا عشائرياً، أو مجتمع دولة، أن هؤلاء ينتهون بأتباعهم إلى الخسارة، يخسرون، ينزل عليهم العذاب، ويكونون هم في مقدمة من يهلك.

 هذه الحالة ما زالت قائمة عندما تتمعن الناس، قائمة في الناس إلى الآن، المقارنة بين من يدعونهم إلى الهدى، يكون عندهم ماذا يمكن أن يقدم، مع أنه في القرآن يقدم بأن أولئك الذين كانوا يدعونهم إلى الهدى، إتضح بأنهم كانوا ينجون هم ومن آمن معهم، والآخرين الذين كانوا يعتبرون أنهم يشكلون حماية، يشكلون وقاية لمكانتهم وممتلكاتهم أنهم الذين يؤدون بهم إلى الخسارة، ألم يتضح من خلال ما سرده من القصص هذه؟.

الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم


 [الدرس السابع والعشرون – من دروس رمضان]

(سورة الأعراف)

ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي/ رضوان الله عليه.

بتاريخ   27رمضان 1424هـ

الموافق: 21/11/2003م

اليمن ـ صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر