مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يدور الآن حديث واسع، وتساؤلات عديدة في السّاحة السّياسيّة اليمنيّة، وعلى مستوى الوطن العربيّ، والسّاحة العالميّة بشكل عام، سيّما في ظل المتغيّرات، والاعتبارات المحليّة، الإقليميّة، والدّوليّة، حول من يلي أمر الأمّة، ولأيّ نظام, واعتبار يخضع؟ هل يكون نظام رئاسي برلماني؟ أم رئاسي فقط؟ أم برلماني؟ وهل يكون ديمقراطي، أم شوروي, مدني فيدرالي؟ أو عسكري؟ إلى غير ذلك من التساؤلات، وتطرح في نفس الوقت تساؤلات عديدة عن مهام الولاية في الإسلام، ماهيّة النّظام السّياسي في الإسلام، فيما يتعلق بنظام هيكلة الدولة، ومهام السّلطة التنفيذيّة والتشريعيّة؟

أوّلاً: هذه التساؤلات أساساً غير صحيحة، لأنّه في واقع النّاس ليس هناك فصل ما بين سياسة واقتصاد، واجتماع، وثقافة، وتربية، ورعاية، وأشياء من هذه, بل لقد ترسّخت مفاهيم خاطئة عن مفهوم الولاية, والسّلطة في الإسلام, وكأنّ الموضوع متوقف على ما نسميه سلطة سياسيّة فقط, سلطة تنفيذيّة لأوامر, ونواهي جافة, وتسلّط, وقهر, وتجبر على ما هو عليه الواقع اليوم.

لكن في الحقيقة إنّما برزت هذه التساؤلات، وجاءت هذه المفاهيم، عندما برز في حياة الناس رؤساء، وملوك، وأمراء تزعمّوا البشر، وحكموهم على مختلف مراحل التّاريخ، وإلى يومنا هذا, وهم لا يمتلكون أيّ رؤية, ولا قدرة فيما يتعلق بالرّعاية, والتربية, والتثقيف, لا يمتلكون من مهام السّلطة إلاّ القدرة التّنفيذيّة, ولا يجيدون إلاّ القهر, والتسلط, والحكم بقوّة الحديد والنار, والسّلطة لديهم هي الأمر, والنّهي, والسّجن, والقتل, والنّفي, ومصادرة الحقوق والحرّيّات, كما هو واقع المسلمين المعاش اليوم.

وترسّخت هذه المفاهيم المغلوطة لدى الفرق, والمذاهب الإسلاميّة, حتّى لدينا نحن الزيديّة كما يقول السيد/ حسين بدر الدين حيث قدّمت (ولاية الأمر) في كتب الفقه السّياسيّ, ومباحث السّياسة, والإمامة في الإسلام بشكل منقوص (رئاسة عامة), وأصبحت مهام رئيس الدولة, أو ملك, أو خليفة المسلمين, أو إمامهم هي: (تجيش الجيوش, وإعلان حالة الحرب والسلم, وجمع الزكاة, وإقامة الحدود, وتعيين ولاة وعزل آخرين, وانتهى الموضوع وبالله التوفيق), كما يقول السيد.

بينما هذه المهام بإمكان أيّ شخص تنفيذها, وممارستها دون أن يحتاج إلى الحنكة السّياسيّة, فهذا معاوية وهو نموذج للحكام اليوم قد استطاع أن يحكم الأمّة عشرين سنة على هذا النحو, ويرى السيد بأن معاوية لم يكن بالرجل الدّاهية, والمحنّك كما تقدّمه كتب السّير, والتاريخ, بل كان إنساناً منحطاً على كلّ المستويات, يقول السيد (لم يكن معاوية يمثل شيء لأنه بالطريقة هذه تستطيع أن تحكم العالم كله), ويضرب لنا السيد مثلاً بما هو عليه الواقع اليوم, فيقول: (الأمريكيون والإسرائيليون أنفسهم متجهون الآن لأن يحكموا العالم وفق هذه الطريقة والمنهج, لا يقدمون للعالم والحياة إلا الفساد والخراب والدمار).

وفي جانب الوصول إلى السّلطة، وممارسة الحكم على هذا الأساس، يقول السيد: (فيما يتعلق بالجوانب الأخرى فبإمكان أي شخص أن يحكم سواء عبر الإنتخابات ضمن النظام (الديمقراطي) أو عبر الإنقلابات العسكرية أو عن طريق الوراثة, وتوريث السلطة في الأنظمة الأسرية (الملكية) فيصل إلى الحكم ويحكم ولو أربعين سنة ولكن لن يكون له أي أثر في تربية الأمة ونشئتها وبناءها بناء صحيحا).

كما هو عليه الحال في الدول العربية, وفي مقدّمتها دول الخليج التي يحكمها الملوك, والأمراء منذ عقود من الزّمن, وأوصلوها بهذه الطريقة, ووفق هذه المفاهيم إلى الحضيض, وتردّت الأمّة إلى أسفل سافلين.

ويرى السيد أنّ الإمام علي (عليه السلام) وفقا ًلهذه الطريقة, والمنهجيّة المغلوطة, كان بإمكانه أن يخضع العالم لحكومته, فيقول: (لقد كان بإمكان الإمام علي (عليه السلام) أن يخضع الجزيرة هذه ويخضع البلاد الإسلامية ويدير الأمور بأحسن مما عمل معاوية ومما هو حاصل الآن وفق هذه الرؤية والطريقة, بل أبسط شخص من أصحاب الإمام علي كان بإمكانه أن يعمل هذا).

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر