يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه حول هذه المؤامرة في (الدرس السابع من دروس رمضان) :
(البيت جعله الله مثابة للناس، لا يجوز لأي طرف أن يتحكم فيه بما يحول دون أن يصلوا إليه، بل واجبه أن يقدم خدمات، وليس أن يحول لا بفرضيات معينة، أي: أن المفترض أن البيت الحرام في الحج إليه، واعتماره يكون له طرق سالكة لا تتوقف لا على (جوازات)، ولا على أي ترتيبات من هذه الأشياء التي يعملونها، إلا فقط الجوانب الأمنية التي تعني: خدمة، خدمة: تفتيش لا بأس تفتيش، مراقبة الحجاج يعني هؤلاء من منطقة كذا، وهؤلاء الحجاج من منطقة كذا، إحصائية من أجل ماذا؟ لتقديم خدمة أمنية .
عندما يكون هناك مبالغ تؤخذ سواء في البلد الذي أنت تحج منه، أو من نفس الدولة التي تهيمن على هذا البيت الحرام، وعلى المشاعر المقدسة، تطلع لك تكلفة الحج في الأخير بحوالي (5000 ريال) هنا وأنت في أقرب منطقة إلى البيت الحرام، كيف ستكون التكاليف بالنسبة لمسلمين آخرين من بلدان أخرى من الهند من الصين من بلدان أخرى كم ستكون تكاليفهم؟
إذاً فهذه جريمة، في نفس الوقت المفترض أن لا يترتب لأن الله جعله للناس، مثابة للناس، لا يجوز لأي جهة أن تهيمن عليه، وإنما تعتبر خادمة له، ولمن يحج إليه، وكان المشركون، كان المشركون يتنافسون على خدمة الحجاج، وكان البعض منهم يعدون الشراب، وأناس منهم يعدون الطعام كانوا يفتُّون للحجاج الخبز مع اللحم، مع غيره، يطعمونهم، يتنافسون على خدمتهم، وهؤلاء يقولون: ضيوف الرحمن، ويختلسونك وأنت ما زلت هنا تقطع (جواز) وأنت ما زلت تقطع جوازاً هنا محسوب حوالي (500 ريال) محولة هناك لمكتب الوكلاء الموحد سعوديون، وتدخل والأشياء ترتفع أسعارها، يرفعون أسعار الأشياء: أسعار الشقق السكنية، أسعار المواصلات، السيارات، أسعار المأكولات المواد الغذائية، أسعار كل شيء ترتفع وتضَّاعف بنسبة هائلة، لا يتركون الوضعية على أقل تقدير يتركون الوضعية وضعية طبيعية .
إحدى المرات في مكة استأجرنا (شقة) بأربعة آلاف تقريباً وخمسمائة ستة أيام، نسأل واحد مستأجر قال هو مستأجر الشهر بسبعمائة ريال، الشهر بسبعمائة ريال! لماذا حجاج بيت الله تستغلونهم بهذا الشكل ستة أيام بأربعة آلاف وخمسمائة ريال؟ بينما الشهر بسبعمائة ريال في الأوضاع العادية!. يجب عندما يقول الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنَاً)[البقرة: من الآية125] يجب أن تكون حركة من يرون لأنفسهم أن هناك حقوقاً معينة، أو اعتبارات معينة أن يكونوا قائمين على ما يتعلق بالمشاعر المقدسة أن يكون كل عملهم في هذا الإطار، أي: فيما يسهل أن يكون مثابة للناس وأمناً فيثوبون إليه، فيما يسهل عملية أن يثوبوا إليه، أن يترددوا عليه ليحجوا ويعتمروا أليست تقتضي أشياء كثيرة وتسهيلات؟
يترك طريقاً سالكة هناك (خط) إذا هو يريد أن يقفل على مدن أخرى حتى لا يدخلها أحد، يترك خطاً سالكاً لمكة والمدينة والمشاعر المقدسة لا تربطه بأي شيء، حتى لو تريد أن تعمل عليه (شبك) اعمل على بلادك (شبك) إذا أنت تريد تهيمن عليها، اعمل عليها (شبك) حتى لو تريد أن تسقفه. اترك خطا سالكاً ولا يكون مرتبطاً بأي رسميات على الإطلاق: جوازات معينة، أشياء معينة. لم يكن بهذا الشكل مئات القرون في تاريخ الأمة هذه، كان يحج من يحج، ويحج الناس بتكاليف بسيطة جدًّا...
يجب على من يرون أنفسهم قائمين بشؤون البيت الحرام أن تكون كل أعمالهم بالشكل الذي تسهل عملية أن يثوب الناس إلى هذا البيت، وأن يكون مكاناً آمناً تأمن فيه على أموالك، وتأمن فيه على نفسك، تأمن فيه على وضعيتك، لا تكون هناك ولا تدري كيف، أنت تريد مثلاً أن تنام فأمامك مباني الغرفة ـ مثلاً ـ بخمسمائة ريال سعودي أو بأكثر خلال أيام معدودة، حتى الإيجار يرفعونه بشكل كبير، يستغلون هذا المكان الذي هو للناس جميعاً ويبنون فيه مباني شاهقة، وفيها مئات الغرف، ويؤجروها بأغلى الأثمان، أليس هذا استغلالاً لما قد جعله الله للناس جميعاً، المهمة هذه قال الله عنها:(وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)[البقرة: من الآية125] أن يكونا خادمين لهذا البيت، نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل أنبياء من أعظم أنبياء الله، مهمتهم رعاية هذا البيت، وتسهيل مهمة الطواف، والركوع والسجود، أي أن يكون هذا البيت بالشكل الذي يستطيع الناس أن ينالوه وبخدمات تتوفر لهم حتى يثوبوا إليه، ويقوموا بتفاصيل عبادية تؤدى نحوه.
إلى أن يقول:
ثم مع هذا تراهم يستغلون الآخرين، أي: يتوفر لهم الرزق هناك بالشكل الذي يستطيعون أن يقدموا تسهيلات كبيرة جدًّا للحجاج، وليس أن يأخذوا منك خمسمائة ريال سعودي مقابل استخدام (الزفلت) استخدام الخطوط!.
إذاً ما هي الأشياء هناك التي تأخذها مجاناً ؟ هل هناك شيء؟ لا يوجد، بل تأخذ بأغلى الأثمان، أحياناً يصل نقل الحجاج من منى إلى مكة بخمسين ريال سعودي فوق شبك الباصات، وهي بريالين في الوضعية العادية، في غير الحج بريالين فقط، تنقل من منى إلى مكة بريالين فقط قالوا).