بقلم / د.يوسف الحاضري
تناقلوا منذ قرون كثيرة كلام نسبوه الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن رمضان ، ومن هذا الكلام ما أطلقوا عليه (حديث قدسي على لسان الله حسب زعمهم) ونصه التالي ((عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ))
دعونا الآن نعرض هذا الطرح على القرآن وذلك كالتالي :-
- مادام ان الكلام هذا منسوب إلى الله فلماذا لم ينزله آية قرآنية مثل بقية الآيات الأخرى خاصة وهو مهم جدا وحسب وصفهم انها من أهم العبادات والأوامر والتوصيفات لها ؟؟
- الحديث هذا مروي في كتابين (البخاري ومسلم) وبلفظه (محمد صلى الله عليه وسلم) وبدون كلمة (وآله) والذي فيه حديث ينهى فيه عن الصلاة عليه بصلاة البتراء وهي التي لا تذكر فيها آله في الصلاة في تناقض واضح يكفي لنسف أي كتاب ونسف مصداقيته وعقلانيته
- (كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإنه لي ) ....
أولا الله عندما خاطب العباد بلفظه (بني آدم) في القرآن في 7 مواضع كلها خطاب قبل إيمانهم وانما للتنبية من الشيطان وللتنبية من الإنحراف عن الصراط المستقيم وأيضا للخطاب في ذكر أفضال الله ونعمه عليهم (يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج أبويكم) و ( ولقد كرمنا بني آدم ) وغيرها ... فلماذا يكون هنا الخطاب بلفظه شاملة للمؤمنين وغير المؤمنين والتي استخدم في القران في نفس موضوع الصيام لفظه (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ) ....
الله يقول أيضا عن الصيام (لعلكم تتقون) والتقوى هي للأنسان يكتسبها كنتيجة صيامه صياما حقيقيا وصحيحا ،،، ويقول (من عمل صالحا فلنفسه) أي ان الصيام من الأعمال الصالحة وهي للأنسان نفسه ....وايضا (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ) ... عوضا عن ان الله هو الغني العزيز عن عبادة العالمين اجمع ... لذا فكل عمل أبن آدم له هو.
- ( وأنا أجزي به ) ...
هل يعني ذلك أن العبادات الأخرى لا يجزي الله بها خاصة لأنها لنا فيكفي نتائج العبادات التي نحصل عليها من العبادات ولكن الصيام التي هي لله لا يوجد فيها شيء لنا من منطلق انها عباده شاقة متعبة فوق طاقتنا وتحملنا وغالبا نمرض ونرهق ونتعب وووو
لذا الله سيعيطنا جزاء التعب هذا سواء جزاء دنيويا او أخرويا .... مما يعني ان الجنة مقياسها فقط (الصيام)
وبقية العبادات لا شيء منها للجنة !!! سواء فرطنا فيها او لم نفرط فلن يخسر الله شيء (ﻻنها لنا وليست له )
لكن التفريط في الصيام سيغضب الله لأننا سننقص مما هو له والحقيقة التصحيحية لهذه الفكرة المغلوطة
جاءت في القران ( ليس بأمانيكم ولا اماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به .......
ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا )
وقال (ليجزيهم الله احسن الذي كانوا يعملون ) ...
لذا النص الحقيقي (كل عمل إبن آدم له والله يجزيه به )
- ( واذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب )....
معنى الرفث هو إتيان الرجل زوجته (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نساءكم)
وهذا شيء واضح في القرآن ولكن وضحها الكثير بمعاني اخرى كالسب والشتم ....
(ولا يصخب ) ... الصخب هو العمل والقول الغير أخلاقي الطائش والذي هو في الأساس منهي عنه ومحرم على كل مؤمن طول حياته
وليس فقط في نهار رمضان حسب ما هو موضوح هنا ،
حيث ان الرفث محلل للصائم ليلة الصيام فهل الصخب أيضا محلل له ليلة الصيام أم ان هذا السبب الذي سعى إليه مؤلفوا ما يسمى أحاديث النبي للوصول إليه !!!!
(وقولوا قولا معروفا ) و (وقلن قولا معروفا) فقول المعروف واجب على كل مؤمن بل هو من سماته الطبيعية .
- (فإن سابه احد او قاتله فليقل إني امروء صائم ) ....
هل يعقل ان الله جل جلاله وعظمت قدرته أن يستخدم هذا اللفظة للتعبير عن حالة سباب او مضرابة او قتال تواجه الصائم او حتى غير الصائم (اني امروء صايم ) فماذا تعني هذه الجملة خاصة والمجتمع كله صائم فأي جديد أضافه للوضع النفسي المحيط المكتظ بسباب وشتائم ومضرابه وقتال !!!!
هل تعرفون ما هو الوضع الذي يجب ان يقوم به الانسان عندما يسبه احد او يشتمه ،، ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة "إدفع بالتي هي أحسن " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فهنا العظمة الأنسانية ضمن القانون الرباني العظيم الذي بالفعل يص
در من الله العظيم وليس (إني امروء صائم ) !!!
- (خلوف فم الصائم اطيب من المسك) ...
ماذا يريد اساسا مؤلف الحديث هذا من طرح هذه المعلومة !!! أساسا الصيام قد يجعل فم الصائم ريحته غي مستحبه وغالبا لا تتغير ريحته وسواء تغيرت او لم تتغير فلا ضير فيه ، رغم انه في الاساس أن ريحة الصائم صوما حقيقيا تصبح ريحا صحيا من الصحة البدنية والنفسية التي يحصل عليها الصايم من الصوم ...ثم ماهو المسك اساسا هل هو ريحة والله وصفه انه نكهة لشراب من اعظم شراب الجنة (يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ) ....فهذا الطرح لا يتعلق بهدف الصيام في الدنيا واهدافها في الجنة بل تضيع وتضلل العقول عن الأهداف الرئيسية للصيام والتي تتمحور في ( لعلكم تتقون )....
- (للصائم فرحتان يفرحهما إذا افطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ) ...
هذا الطرح يعتبر أخطر ما يمكن ان نستشفه ضمن اهداف مؤلفي الأحاديث هذه ،
والتي جعل من موضوع الاكل قضية هامة ومتعلقة بالنفسية الانسانية التي تجعله ينتظر للحظات الفطور
أنتظارا يفرح بها وكأن لحظات ما قبل الفطور لحظات مؤلمة متعبة نفسيا (فالفرح نفسي) ..!!!!
ويشارك هذا الخبث في الطرح أكذوبة ما قالوا عنه حديثا (مازالت امتي في خير ما عجلت الفطور وأخرت السحور)
فأي مقياس خير وضعه الله ورسوله في مسالة الاكل وبهذه الطريقة ؟؟؟؟
وماذا يقصدون ب(إذا لقي ربه فرح بصومه)
هل يقصدون ان الانسان لما يصوم يرتبط بالله ويلقاه ولما يفطر يترك الله او يتركه الله ؟؟؟؟؟؟
سأترك الأجابة هنا لعقولكم لتشغلوها قليلا مستنكرين هذا الطرح والذي يجعل ترك الله فرحه (واذا افطر فرح بفطره) !!!!
عموما ، يلزمكم جميعا أن تكتفوا بما ورد في القران بل اذا قمتم بما فيه فهنيئا لكم لذا لا تحتاجون التشعب في مؤلفات واكاذيب جاءت لتشتتكم عن القران ..
فالقران شرح الصوم في خمس ايات فلماذا نتشعبة في البحث عن الصيام في مئات وآلاف الكتب التي وضعها
اناس ليسوا اعظم وارفع فكريا ونفسيا وأيمانيا
من علماء العصر هذا (القرضاوي العريفي القرني آل الشيخ العرعور وغيرهم ) والذي نتعايش معهم ونشاهدهم رأي العين !!!!