فنرى- في حقيقة الأمر من خلال نظرة موضوعية- أنَّ كل فردٍ من أبناء الأمة في هذه المعركة يحتاج إلى أن يتسلح بالوعي والبصيرة والفهم، ولا بدَّ له أيضاً أن يتاح له أن يكون في موقع المسؤولية والفعل والموقف، بمعنى: لا بدَّ لنا جميعاً من موقف، إذا كنا خارج إطار أن يكون لنا موقف؛ لن نكون بمأمن من حالة الاستقطاب، من حالة الاندفاع في الموقف الخاطئ في الموقف المنحرف، من حالة الاستغلال تحت عناوين أخرى، لا يأبه لها الكثير من الناس، لا ينتبه لها من لم يحرص على أن يمتلك الوعي اللازم والكافي تجاه الخطر الأمريكي والإسرائيلي، من يسخر ممن يقولون له: يا أخي لا بدَّ لك أن تدرك أن طبيعة هذه المعركة خطيرة جدًّا، وأنها تحتاج إلى وعيٍ عالٍ، نحتاج فيها إلى القرآن الكريم، نحتاج فيها إلى النظرة الموضوعية والواسعة، نحتاج فيها إلى المنطلق الصحيح الذي يجعل منها أولوية، البعض الذين لم يقبلوا حتى بأن تكون هذه أولوية، أن تكون أولويتنا ومنطلقنا في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا: أن نتصدى للخطر الأمريكي والإسرائيلي وما يلحق به، فلم يقبلوا أن تكون هذه أولوية، في نهاية المطاف ألم يرسموا لأنفسهم أولويات أخرى؟ ألم تكن الكثير من تلك الأولويات الأخرى على النحو الذي ترغب به أمريكا، وترغب به إسرائيل، يرغب به اللوبي اليهودي في كل العالم، يراه يمثِّل خدمةً له، مصلحةً له، يراه قابلاً للاختراق والتوظيف والاستغلال، هذا حاصل، هذا حاصل.
عندما نلحظ ما يتحرك فيه الآخرون، وما عليه واقعهم، أليس هو الواقع الذي لا يشكل- في أقل أحواله- لا يشكل عائقاً أمام المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية؛ بينما نرى من يتجهون اتجاه أن يجعلوا من الخطر الأمريكي والإسرائيلي، ومن هذه المعركة الشاملة التي تستهدف الأمة في كل المجالات، وبكل الوسائل والأساليب، أن يجعلوا منها أولوية، ألم يكن للذين اتجهوا هذا الاتجاه الصحيح في كل أنشطتهم (أنشطتهم التوعوية، وأنشطتهم العملية)، ألم يكونوا هم في أعمالهم، في مواقفهم، في توجههم الصحيح، والصائب، والمسؤول، والواعي، والديني، والأخلاقي، والإنساني، والوطني، ألم يكونوا هم من يصنعون العوائق أمام المخاطر هذه، أمام المؤامرات هذه من جانب أمريكا وإسرائيل، هذه مسألة واضحة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية للصرخة 1441