وبدأ رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- عمله بشكلٍ نشط، أتى بهذه الدعوة المباركة، بهذه الرسالة الإلهية العظيمة، التي تمتلك كل عناصر النجاح، فهي دعوة حق، وهي رسالةٌ من الله “سبحانه وتعالى”، من الله الذي هو الرب والملك والإله، ما يأتينا منه هو الحق الذي لا باطل فيه، هو الحكمة، هو الخير لنا كبشر، وهو الحق علينا الذي ينبغي أن نتقبله، وأن نلتزم به، وأن نستجيب لله فيه؛ باعتبارنا عبيداً لله “سبحانه وتعالى”، هو ربنا وإلهنا وملكنا، ثم هي الرسالة التي هي في مبادئها وقيمها وأخلاقها وتعليماتها تنسجم مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ويصلح بها واقع الحياة، فأتت هذه الرسالة، وتحرك الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- لتبليغها بكل ما تمتلكه من جاذبيةٍ في مضمونها، إضافةً إلى ما كان عليه رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- من قيمٍ رائعة، من تجسيدٍ لهذه الرسالة في روحيتها، في قيمها، في مبادئها، في أخلاقها على أرقى مستوى، فيجعل منها في واقعه العملي حالةً قائمة، جاذبيتها قائمة في الساحة كحالة عملية موجودة في واقع المجتمع، وهذا يبرز جاذبيتها، ويظهر إيجابيتها بشكلٍ كبير في واقع الناس وأمام أعينهم كحالة متجسدة في الساحة، في الواقع البشري.
وما امتلكه رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- من خلال التأهيل الإلهي من مقومات عظيمة على مستوى أدائه لهذه المسؤولية، سواءً على مستوى نشاطه الدعوي، ونشاطه التبليغي لإبلاغ الرسالة الإلهية، فيما آتاه الله من البيان، والقدرة على التقديم، والقدرة على التوضيح للحق، وفيما يمتلكه- أيضاً- من عناصر أخرى في واقعه العملي والسلوكي وحكمته وشخصيته، وكل العناصر اللازمة لطبيعة هذه المهمة الإلهية العظيمة، كل هذا توفر، وأقام الله الحجة على ذلك المجتمع المكي على أرقى مستوى، ولم يكن في واقع الرسالة ولا في واقع الرسول -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- ما يبرر للمجتمع المكي أن يبتعد، أو ينفر، أو لا يتقبل، أو يعاند هذه الرسالة، فلم يكن هناك من قصور على الإطلاق، لا في النبي -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، ولا في أساليبه في حركته بالرسالة الإلهية، وفي دعوته إلى الله، ولا في مضمون هذه الرسالة التي يقدِّمها، مع ما كان يستند إليه كمعجزةٍ عظيمةٍ باهرةٍ هي القرآن الكريم، الذي انبهروا به، وأطلقوا عليه مسمى السحر، وعلى النبي -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- تهمة الساحر؛ لانبهارهم بهذه المعجزة العظيمة الربَّانية.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الهجرة النبوية 1442هـ