دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الاسبوع=درس اليوم:
درس الإثنين و الثلاثاء
تابع... مسؤولية طلاب العلوم الدينية
ألقاها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
🌴 لا يمكن أن تحصل على معرفة الله بالشكل الكافي من كتب علم الكلام و إنما من القرآن الكريم.
🌴 الإحسان هو الإهتمام بمصالح الناس وخدمتهم.
🌴 مواقف إحسان عظيمة في حياة نبي الله موسى عليه السلام
نصر الرجل المستضعف على الرجل الظالم
السقي لبنات شعيب
مواجهة ظلم فرعون و إنقاذ بني إسرائيل من بطشه.
🌴 في مسيرة الجهاد و الإحسان ستمر بمراحل أهمها
مرحلة الإستضعاف و الخوف
ثم تأتي مرحلة المشوار التصاعدي
🌴 ثق أن الله لا يضيع أولياءه ولا تحسب حساب الأخطار و الصعوبات في طريق الجهاد والإحسان.
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
فعندما أُخبِر فرعون بأن زوال ملكه - كما أخبره الكهان والمنجمون - أن زوال ملكه سيكون على يد غلام من بني إسرائيل اتجه إلى اتخاذ قرار بقتل من يولد من بني إسرائيل، بقتل الأطفال، ماذا حصل؟ الله سبحانه وتعالى اتجهت إرادته إلى أن يجعل فرعون هو من يربي ذلك الغلام الذي سيكون زوال ملكه على يديه.. لاحظوا يقتل أولئك الأطفال في تلك البيوت هناك وهناك، ويربي الغلام والطفل الذي سيكون زوال ملكه على يديه، في قصره يغذيه بأفضل التغذية، ويحوطه بأحسن الرعاية.. لماذا؟. لأن الله غالب على أمره.نحن من نقول: [نحن مستضعفون، نحن ضعاف، لاحظوا كيف أولئك]. ننسى أن الله في القرآن الكريم عرض لنا أمثلة كثيرة على أن الله غالب على أمره، ارتبِط وثق بمن هو غالب على أمره، فإذا ما ارتبطت ووثقت بمن هو غالب على أمره، بمن لا يستطيع أحد أن يهدي إلى ما يهدي إليه.نحن قلنا في كلام بالأمس مع بعض الإخوان أنه من الأشياء العجيبة أن الله سبحانه وتعالى - وهو يحدث الناس عن أعدائهم في مجال تأهيل المؤمنين لمواجهة أعدائهم - يخبرهم بأن أولئك الأعداء على هذا النحو: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ}(آل عمران:111).هل أحد يستطيع من ضباط المخابرات الأمريكية، أو مخابرات أي دولة مهما كانت تمتلك أدق الأجهزة، وأكبر الخبرات في هذا المجال، هل أحد منها يستطيع أن يرفع قراراً إلى البيت الأبيض بأنه في حالة المواجهة مع إيران، أو حالة المواجهة مع طرفٍ ما [فإنهم لن يضروكم إلا أذى، إن أولئك المسلمين لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون]. هل أحد يستطيع؟. كلها احتمالات، نحاول أن نعمل كذا، ربما من أجل يحصل كذا، لكن الله هو من يقطع، لأنك ارتبطت بمن هو عالم الغيب والشهادة، بمن هو عالم بذات الصدور، بمن هو عالم بالإنسان بخصائص نفسه، بمن بيده ملك السموات والأرض، يهيئ ويغير، كل ما في السموات والأرض بيده، أنفس الناس بيده، هو من استطاع أن يملأ قلوب المشركين رعباً في بدر.. أليس كذلك؟. هل أحد يستطيع أن يرفع قرارا كهذا؟. لكننا نحن متى ما جهلنا عظمة إلهنا، متى ما جهلنا ماذا يعني ملك الله، أنه الملك، ماذا يعني أنه عالم الغيب والشهادة، متى ما جهلنا معاني أسمائه الحسنى حينئذ سنبقى ضعافاً.فنحن نقول: إن أهم مصدر لمعرفة الله لمن يريد أن يعرف الله وأشرف العلوم الذي يجب أن تهتم به في مجال معرفة الله بالذات هو القرآن الكريم، اعرف الله سبحانه وتعالى من خلال القرآن الكريم، كتب علم الكلام لا تستطيع أبدا أن تصنع لك معرفة تربطك بالله بالشكل الذي يصنعه القرآن الكريم لا يمكن أبداً.فنحن نسيء إلى أنفسنا إذا ما اعتقدنا بأننا سنهتدي بغير القرآن أكثر مما نهتدي بالقرآن. والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يقول في ذلك الحديث الطويل: ((ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله)) وأنت تَنْشُد الهدى، وأنت تبحث عن الهدى، وأنت لا تعطي أولوية مطلقة للقرآن الكريم في مجال أن تهدي نفسك، وأن تهدي الآخرين فإنك ستضل، وتضل الآخرين.ولا يعني الضلال هنا هو أنك ستدخلهم في معصيةٍ مَّا من المعاصي المعروفة، الضلال بمعنى الضياع، ستضيع أنت وتضيّع الآخرين معك.[ضياع حتى فيما يتعلـق بالمعـرفة الحقيقية بالله سبحانه وتعـالى ولهـذا يروى عن الإمام القاسم أنـه] قـال: (ما عُرِف أن متكلماً خشع) من علماء الكلام (ما عُرِف أن متكلماً خشع)؛ لأن المعرفة التي تقدمها كتب [علم الكلام] محدودة جداً.[القرآن هو أهم مصدر لمعرفة الله سبحانه وتعالى] وهذا هو رأي [الإمام القاسم بن محمد] الذي نقله عنه مؤلف شرح الأساس الكبير الشرفي بعد أن حصل حديث وخلاف حول هل يصح الإستدلال على معرفة الله بالآيات القرآنية أم لا؟ فاختلفوا، بعضهم قال: بالآيات المثيرة، وبعضهم قال: بها مطلقا، قال: (القرآن هو أهم مصدر لمعرفة الله، ومن لم يقل بذلك أو أنكر ذلك فقد رد قول الله تعالى: {هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (إبراهيم:52)).أليست هذه غايات أربع مهمة؟ لا
تستطيع أن تحصل عليها إلا من خلال القرآن الكريم؟ وإذا ما رأيت نفسك أنك حصلت على شيء منها بالاعتماد على مصادر أخرى فإنما هي نسبة ضئيلة ربما قد يترافق معها من السلبيات أكثر من الإيجابيات؛ لهذا نقول: إن من يعرف الله سبحانه وتعالى لا بد أن يكون على وضعية تختلف عما نحن عليه.نرجع إلى موضوع موسى وفرعون، ما الذي حصل؟. نشأ موسى في قصر فرعون، تربى في قصر فرعون، وموسى عندما نشأ كيف كان ينظر إلى نفسه وينظر إلى الآخرين؟. - وفي هذا درس يجب أن يهتم به كل طالب علم، كل من يريد العلم - نبي الله موسى لم يقل: الحمد لله أنني هاهنا في هذا القصر آمن والآخرون يُقتلون، كان يهتم بأمر الآخرين، كان يهتم بشأن المستضعفين، كان لا يرى كل ذلك النعيم الذي هو فيه، وذلك الأمن الذي هو فيه، وذلك المقام الرفيع الذي هو فيه لا يراه شيئاً أبداً مقابل ما يرى من ظلم للمستضعفين، مقابل ما يرى من جبروت فرعون. فعندما كان على هذا النحو، لديه اهتمام بأمر الآخرين, يهمه أمر الناس، يهمه أمر المستضعفين من عباد الله قال الله عنه: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص:14) {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} هذه العبارة تعنى أنها سُنَّة إلهية، أنه يمنح الحكمة والعلم من توفرت فيه هذه الصفة فكان من المحسنين. ما هو الإحسان؟ هل هو ما يقال: [أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك]. هذه, عبارة [تعبد الله] عبارة واسعة ومهمة، لكن الإحسان في القرآن الكريم قد تناوله القرآن في عدة مواضع كلها تبدو أنها اهتماماً بأمر الآخرين، اهتمام بأمر الدين، والدين مرتبط بالآخرين. {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص:14).حتى تعرف أنه محسن، وتعرف أن الله منحه حكمة, ومنحه علماً, لاحظ كيف أنه عندما
رأى رجلين يقتتلان واحد من الفئة المستضعفة في المجتمع وواحد من الفئة المستكبرة، هاجم هو ذلك القِبْطِي الذي هو من الفئة المستكبرة من الفراعنة {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ}(القصص: من الآية15). ثم هل ندم على ما صنع؟ باعتبار أنه أضر بمصالحه، وأنه عرض نفسه للخطر، وأنه.. وأنه.. ما الذي حصل لديه؟. قال فيما بعد - عندما رأى نفسه أنه اتخذ موقفا هو الذي ينبغي لمثله أن يتخذه، أنه وقف موقف حق - عدّها نعمة كبرى من نعم الله عليه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} (القصص:17).موقف عظيم، ليس موقف من يبحث عن المبررات، عن التبريرات الشرعية، عن حِيَل شرعية، عن وجه شرعي للقعود للجلوس، للسكوت عما يرى، لإغماض عينيه عما يناله الآخرون من الظلم والاضطهاد. لا.. ولم يندم على ما صنع بل عدّها نعمة كبرى عليه من الله أن اهتدى إلى أن يتخذ مواقف، مواقف حق {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}. أصبح ولياً من أولياء الله، وهو قبل النبوة، قال هذه العبارة قبل النبوة. متى جاءته النبوة؟ عندما عاد من الشام وهو في طريقه إلى مصر جاءته النبوة.{رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} عندما اتجه بعد أن أخبره أولئك الناصحون له أن يخرج من المدينة خرج وهو غير نادم أيضاً على أنه اقترف عملاً أدى به إلى أن يُفوت نعمة كبرى عليه، وإلى أن يؤدي به الحال إلى أن يخرج من المدينة، خرج منها وكله شوق إلى الله، وكله حب لله، وكله ثقة بالله سبحانه وتعالى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} (القصص:22). ولأنه يحمل النفس الكبيرة، يهتم بالآخرين، ذكر الله عنه تلك القصة في الطريق {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ}(القصص: من الآية23) أهمه أمر المرأتين يسأل لماذا؟. لماذا هن وأغنامهن بمعزل عن الآخرين؟. لم يقف هناك ويقول: أنا تاعب لا أستطيع أن أعمل شيئاً، أو لا يتساءل عن حالة تلك الفتاتين، بل اهتم بالأمر وانطلق ليسألهما عن لماذا؟ {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا}(القصص: من الآية23)؟!. هذا شأن من يهتم هو أن يسأل، من يهمه أمر الآخرين.. بعكس ما نحن عليه، نحن لا نسأل بل نحن لا نكاد أن نفهم, لا نكاد أن نعي من يذكرنا بأمر الآخرين، أما موسى فإنه من سأل، وهو تاعب {مَا خَطْبُكُمَا}؟. {قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}(القصص: من الآية23) نحن لا نزاحم مع الآخرين، وليس هناك من يقوم بهذا العمل غيرنا. لم يقل: [إذاً امسكن طابور حتى يخرجوا، أنا تاعب والله سأرتاح لا أستطيع أن أعمل لكم شيء، امسكن طابور حتى ينتهي الرعاة من سقي مواشيهم ثم..]. ذهب هو ليسقي لهما؛ لأنه يحمل روحاً كبيرة.
(محسن، محسن) هذه العبارة المهمة.والإحسان دائرة واسعة، يدخل ضمنها الإيثار على النفس حتى أنه في مجال النكتة عندما تحدثنا عن هذا الموضوع قلنا لبعض الشباب ونحن نتحدث معهم: لاحظ متى ما وجدت عندما تقدم المائدة لطلاب علم تقدم لهم لحم مثلا تجد هناك من يحاول أن يَقْضِم أكثر، يضعه في يده ويلتهمه فإن هذا لا يصلح أن يحمل علماً، بل هذا لا يحصل على علم، ليس محسناً، يهمه أمر نفسه فقط، يهمه أمر نفسه! هذا ليس محسناً، المحسن يهتم بالآخرين حتى في أبسط الأشياء.وقف بديلاً عن ذلك الإسرائيلي المستضعف ليقتل خصمه، أليست هذه قضية كبيرة؟. ووقف بديلاً عن تلك الفتاتين ليسقي لهما، له نفس يتميز بها هي نفس الإنسان المحسن.لما عاد إلى الظل ماذا قال؟ لم يتأوه أنه أين أصبحت؟ لا أمتلك شيئاً وأنا من كنت في نعيم، وكنت في مقام رفيع، وكنت.. وكنت.. ماذا قال؟ يعبر عن ثقته بالله سبحانه وتعالى: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}(القصص: من الآية24) أليس هو هنا يعبر عن أنه في حالة لا يمتلك فيها شيئاً، لكنه ليس في حالة النادم؟ هو في حالة المرتاح لما هو عليه باعتباره موقف صحيح, وحالة من هو مرتبط بالله، يعلم أن ما لدى مولاه هو أكثر مما فاته لدى الآخرين، أن يرتبط بالله هو أفضل وخير له من أن يرتبط بفرعون ومقام فرعون ونعيم فرعون، وثقته العظيمة لا ترتبط بالشكليات أمام عينيه: هناك قصور وهناك نعيم، ثقته بالله - وإن كان في أمس الحاجة إلى أبسط الأشياء - لا تتضعضع {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.لاحظ كيف انتهى المشوار الذي قد يكون عند الآخرين يعني الضياع والابتلاء والمصائب والمشاكل، فعلاً أدى بموسى ذلك الموقف إلى أن يصل إلى هذه الحالة، لكنه ارتبط بمن لا يضيع أولياءه، ارتبط بالله الذي لا يضيع أولياءه، ألم يصل موسى إلى درجة الصفر؟ {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} يبدأ المشوار التصاعدي الذي يبرهن على أن الله لا يضيع أولياءه من بعد تلك الحادثة {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} (القصص: من الآية25) ما هذا بداية المشوار أن يحصل على الرعاية؟.{قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}(القصص: من الآية25) انطلق {فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ}(القصص: من الآية25) أليس هذا أول نعمة؟ وأول ما حظي به؛ لأنه وثق بالله؟ هل فكر عندما رأى نفسه لا يمتلك شيئاً أن يعود من جديد إلى فرعون ويعتذر مما صنع؟ أم أنه كان في تلك الحالة عظيم الثقة بربه فلم يضيعه الله، فبدأ مشوار الرعاية الإلهية من هنا.تحقق له الأمن {لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(القصص: من الآية25) ثم ماذا؟ زوَّجه بإحدى بناته، وبقي عنده فترة طويلة، ثم بعد ذلك يتوجه إلى مصر بأغنامه, بمواشيه مع زوجته، ثم في الطريق حتى لا يعود إلى مصر إلا وهو في أعلى مقام يمنحه الله سبحانه وتعالى، خرج من المدينة خائفاً يترقب أليس كذلك؟ إنساناً عادياً فليعد نبياً يهدد جبروت وملك ذلك الطاغية، فتأتيه النبوة في الطريق، لماذا لم تأته النبوة وهو في بيت شعيب؟ أو ينتظر الموضوع حتى يصل مصر؟ في الطريق، مشوار تصاعدي نحو الكمال الإلهي والرعاية الإلهية، مصاديق الرعاية الإلهية، الدلائل العظيمة على أن الله لا يضيع أولياءه، تأتيه النبوة في الطريق فيدخل مصر وهو رسول لله، رسول لله واثق من الله، يرى أن غاية تلك الرسالة قد تكون في الأخير هو أن ينتهي ذلك الجبروت وذلك الظلم. خرج خائفاً فيعود إلى مصر فيدخل قصر فرعون ويطالب فرعون بتوحيد الله وعبادته، ويطالبه أيضاً بتحرير بني إسرائيل {فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرائيلَ وَلا تُعَذِّبْهُم}ْ (طـه: من الآية47). القضية التي أهمته في البداية هاهو يعود لتحقيقها والمطالبة بها وهو في أرقى مستوى، أليس الله معه هنا؟ {فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرائيلَ وَلا تُعَذِّبْهُم} تأتي مسيرة النبوة في مصر.. وماذا يحصل؟ في الأخير يحكي الله عن تلك المرحلة في تلك الآية العظيمة التي هي عبرة للناس جميعاً {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (القصص:6) يقول هذه قبل بداية القصة {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ}(القصص: من الآية7) ثم تكلم عن القصة.ما الذي حصل؟ ألم ينته جبروت فرعون وهامان على يد موسى؟ ألم ير أولئك المستضعفون فرعون وقومه في أعماق البحر؟. هذه رعاية إلهية تكون لأوليائه، ومثل يضربه الله للسائرين على هديه.من الذي يحتاج إلى فهم دروس داخل هذه القصة؟ من الذي يحتاج؟ من يبحث عن ما يسمى بحكم شرعي؟.
ونحن حتى ننسى مثلا أن هناك واجبات شرعية علينا كطلاب علم كحملة علم أمام الآخرين، ننسى حتى أن نُصنِّفها ضمن قائمة الأحكام الشرعية.القصة هذه يحتاجها كل إنسان يحمل اسم إيمان، يحمل اسم تقوى، يأخذ منها الدروس العظيمة التي تعزز ثقته بالله من حيث أن الله صادق في وعده, لا يضيع أولياءه، ومن حيث أن الله قادر قاهر، عالم جبار، غالب على أمره.
اسئله اجوبتها في درس اليوم
1_تحدث بإيجاز حول:
=ارتبط وثق بمن هو غالبا على امره..(قصه موسى عليه السلام نموذج)
=قاعده ثابته:
*القرآن اهم مصدر لمعرفة الله(من ابتغى الهدى في غيره أضله الله)
=الغايات الاربع المهمه في الآيه:(هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكروا أولوا الألباب)
=الدروس المهمه في قصة موسى عليه السلام:
*لم يقعده ذلك النعيم والامن والمقام الرفيع الذي كان فيه عن الاهتمام بالآخرين ونصرة المستضعفين
*لم يندم على إي موقف اتخذه تجاه المستكبرين باعتبار انه عرض نفسه للخطر ثم اضر بمصالحه الشخصيه(موقف حق)
*لم يبحث عن مبررات او حيل او وجه شرعي عن السكوت واغماض عينه عما يناله الآخرين من ظلم واضطهاد
*اعتبر مواقفه نعمه من الله ولهذا لم يتوقف عن الاحسان حتى وهو منهك وتعب من السفر
*ازداد ثقه وارتباط بالله بزيادة المصائب والمشاكل
*واهم مافي القصه: ان الله صادق في وعده لا يضيع اوليائه بل يحيطهم بالامن و الرعايه الالهيه
*منحه الله اعلى مقام ليعود الى نفس القصر نبي يهدد جبروت ذلك الطاغيه
2_ناقش الأتي:
=(لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون)
=ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما" وعلما" وكذلك نجزي المحسنيين)
=(قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا" للمجرمين)
=(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)
#وهيئ لي من امري رشدا