وعلى كلٍ الحرمة لقتل النفس البشرية أتى التأكيد عليها في القرآن الكريم، وفي كتب الله السابقة، لدرجة أنَّ الله -جلَّ شأنه- جعل هذه الحرمة مشددة ومؤكد عليها بقوله تعالى: {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً}، {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة: من الآية32]، عندما يترسخ في الواقع العام هذا المفهوم، ويدرك الجميع الخطورة الكبيرة على المستوى الإنساني والإيماني والديني لهذه الجريمة، هذا بحد ذاته سيمثل عاملاً مهماً في الحد منها، في التخفيف منها، في التقليل منها، الحالة الخطيرة في واقع الناس هي حالة اللامبالاة والاستهتار والتهاون، هذا التهاون الذي يدفع البعض للقتل لأبسط وأتفه الأشياء، أحياناً كلمة أغضبته من شخص فاعتدى عليه وقتله، في مقابل كلمة قالها، وكان بإمكانه أن يقابل الكلمة بكلمة، أو الإساءة بإساءة، أو السب بسب… أو غير ذلك. أحياناً طمع في شيء تافه قد يؤدي بالبعض إلى ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة جدًّا، أحياناً خلافات، يمكن أن تحل تلك الخلافات عن طريق الشرع، أو عن طريق الصلح، فيلجأ البعض إلى القتل والقتال في أتفه الأمور: نزاع على أرضية، نزاع على شيءٍ ما من المختلف عليه بين الناس، وكم يحصل مما يؤثر حتى على السلم الاجتماعي، والله أراد على مستوى الواقع البشري أن يكون واقعاً قائماً على الاستقرار والسلم، ثم على مستوى الأمة الإسلامية، أن يكون الواقع الذي يحكم الجميع هو الأخوة الإيمانية: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: من الآية10]، وأن تعم حالة الاستقرار التي بها تعمر الحياة، ويترتب عليها آثار إيجابية وصالحة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
(جريمة القتل الأسباب والآثار والمعالجات)
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السادسة عشر مايو 23, 2019م