مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مسألة التهجير لأهالي قطاع غزة، والضفة الغربية، والتصفية للقضية الفلسطينية، هي جزءٌ من المشروع الصهيوني، الذي يسعى أيضاً إلى التمدد، والتوسع، وقضم الأراضي، والاحتلال، وأيضاً- في نهاية المطاف- الاستهداف للمقدَّسات الإسلامية في فلسطين، وعلى رأسها: مسرى النبي "صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَعَلَى آلِهِ" (المسجد الأقصى)، هو مهدد مع كل ما هناك من جزئيات وتفاصيل، في إطار المشروع الصهيوني التدمير العدواني ضد أمتنا بكلها، وفي المقدمة: البلدان العربية، ثم سائر المقدَّسات الإسلامية، التي هي مستهدفة في إطار المشروع الصهيوني؛ ولـذلك لا ينبغي أن تكون النظرة من جانب العرب، ومن جانب العالم الإسلامي، نظرةً جزئية، وكأن المشكلة في هذا المستوى فقط، وبهذا الحجم فقط، الأمريكي والإسرائيلي ينتقلان في كل مرحلة إلى خطوة، لكنها خطوة تعتبر جزءاً من مشروعٍ متكامل، هو بكله عدواني ووحشي؛ ولـذلك ينبغي أن يكون هناك وعي تجاه هذه الخطوة، وما قبلها، وما بعدها، هذه مسألة مهمة.

الخطة الأمريكية، التي هي طغيانٌ واضح، وفضيحة بكل ما تعنيه الكلمة، وباطلٌ محضٌ وخالص، لا غطاء عليه، ولا يستطيع أحدٌ أن يبرره، مع كل ما هي عليه من الانكشاف والوقاحة، ومن الطغيان والعدوانية، إلَّا أنَّ نجاحها متوقِّفٌ على قبول العرب بها، هذه نقطة مهمة جداً، نقطة مهمة جداً، يعني: لا يمكن لتلك الخطة أن تنجح، وهي بما هي عليه من الانكشاف، والوقاحة، والقبح، والظلم، والباطل المكشوف الخالص، لا يمكن أن تنجح مهما تحدث عنها الطاغية الكافر [ترامب]، مهما روَّج لها، لا يمكن أن تنجح إلَّا بقبول العرب، وبالدرجة الأولى الأنظمة العربية المجاورة لفلسطين، يعني: مصر والأردن، معهما أيضاً النظام السعودي، له دور مهم في هذه المسألة، في أن يقبل أو لا يقبل؛ لأنه يسعى إلى إقناع الآخرين، ويُستغل للترويج للأمور التي يسعى الأمريكي لفرضها على أبناء أمتنا.

وبما أنَّ المسألة متوقِّفة على قبول العرب بها، ولا يمكن أن تنجح إلَّا بذلك، فمعنى ذلك: أنَّ هناك مسؤولية كبيرة على العرب، وعلى الأنظمة العربية، وعلى الشعوب العربية، مسؤولية إنسانية، وأخلاقية، ودينية، ومسؤولية أيضاً مرتبطة بأمنهم القومي.

هناك في الموقف المعلن موقفٌ واضحٌ برفض خطة [ترامب]، وهذا الموقف واضحٌ من المصريين، من الأردنيين، من السعوديين، هذا شيءٌ مهم، لكن الأهم هو الثبات على هذا الموقف، الثبات بصدق، وأن يستفاد تجاه هذه المسألة- كما قلنا في الكلمة الماضية- من الإجماع، هناك إجماع فلسطيني، إجماع عربي، إجماع إسلامي، إجماع دولي، على أن خطة [ترامب] لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، هي خطة باطلة، وسيئة، وغير مقبولة، لكن- كما قلنا سابقاً- الآخرون قد يصل مستوى موقفهم إلى التعبير والشهادة، أن يشهدوا لأمتنا وشعوبنا أن خطة [ترامب]، التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وتستهدف العرب والمسلمين جميعاً، أنها خطة باطلة، وسيئة، وظالمة، لكن على مستوى الموقف، على مستوى الفعل، قد لا يتحرَّكون لخطوات قوية، لخطوات عملية؛ أمَّا العرب- والمسألة أصلاً متوقِّفة على أن يقبلوا أو لا يقبلوا- فلا يجوز لهم أن يقبلوا بها أبداً، أن يقبلوا معناه: أن يكونوا- هم- أن يكونوا مشاركين وبدورٍ أساسي في هذا الجرم الفظيع الكبير جداً، أن يكونوا مشاركين مع الأمريكي في هذه الجريمة الرهيبة، الفظيعة، العدوانية، في هذا الباطل المحض، وهذه قضية خطيرة، وأن يكون الدور الأساس لأن تنجح تلك الخطة الباطلة، الظالمة، العدوانية، لهم هم؛ ولهذا الأمريكي يسعى للإيقاع بهم في فضيحةٍ كبيرة، وفي جريمةٍ كبيرة، وفي أمرٍ شنيعٍ للغاية، ضد دينهم، ضد أمتهم، ضد مصلحة بلدانهم وشعوبهم، ضد أمنهم، يعني: خطر بكل الاعتبارات في الدين والدنيا، في الدين والدنيا، هذه نتيجة من نتائج خذلانهم لغزة على مدى خمسة عشر شهراً: طمع الأمريكي فيهم أن يكونوا هم من يشاركون بأنفسهم في تصفية القضية الفلسطينية، بهذا الشكل الوقح، والباطل، والمكشوف.

ولـذلك بما أنَّ هناك إجماع فلسطيني على رفض هذه الخطة العدوانية الإجرامية، وإجماع عربي إسلامي، وموقف عالمي مؤيِّد للموقف العربي، وللحق العربي المسلم، فيجب الاستفادة من ذلك، والتوحد من الجميع، والتعاون من الجميع، كفُّوا عن حالة الانقسامات، وعن حالة المراوغات، اتَّجهوا هذا الاتِّجاه الجماعي، لرفض هذه الخطة، ورفض أن تكونوا أنتم الأدوات التي تنفِّذها، والأداة التي تسعى إلى أن تحوِّلها إلى واقع، اتركوها لتبقى كلاماً في الهواء، لا يمكن تطبيقه أبداً.

الشعب الفلسطيني موقفه واضح، وهو ثابت، والشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة مضحٍ، وصابر، وثابت، ويقدِّم التضحيات، لكن يجب أن يتَّجه الجميع لإسناده، لإعانته، للوقوف معه، وأن يحذر الكل من الطعن في ظهره، ومن الغدر به، ومن التعاون مع الأعداء عليه، هذه مسألة مهمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات 14 شعبان 1446ه 13 فبراير 2025


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر