الدرس الثالث
نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع.
تابع...معنى الصلاة على محمد و آله
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
- نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
- تعرض أهل البيت عليهم السلام لحروب إبادة على مدى التاريخ و مع هذا فذرية سيدنا محمد صلوات الله عليه و آله من الحسن و الحسين هي أكثر ذرية منتشرة في كل بقاع الأرض.
- إن الله حفظ ذرية النبي كما حفظ القرآن الكريم.
- مع الدرس نسأل الله الهداية
من الممكن أن أصلي عليك، ممكن، الله يقول: {هُوَ الَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} (الأحزاب: من الآية43) أليس كذلك؟ بمعنى: أن يحوطكم بعناية ورعاية منه؛ ولهذا قال: {هُوَ الَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ليخرجكم من الظلمات إلى النور} (الأحزاب: من الآية43) أليست هذه عناية ورعاية؟ لكننا نريد نحن منك يا الله أن تصلي على محمد وآل محمد مثل الصلاة التي صليتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أليس كذلك؟
وهو متكرر فمعنى هذا أننا نريد منك أن تعطيهم - لأننا يهمنا أمرهم، ونحن نحبهم ونحن نرتبط بهم، ونحن على يقين بأن مسئوليتنا وأن أمر ديننا وأمرنا مرتبط بهم - نريد منك أن تمنحهم أحسن ما يمكن أن تمنح أحداً من عبادك الصالحين فيما له علاقة بأداء مهمتهم.
فعلاً في التاريخ وفي الواقع تجد أن آل محمد حظوا بعناية إلهية عجيبة، لو لم يكن هناك رعاية من الله لما بقي منهم أحد، في القرن الأول وحده، خلّ عنك إلى الآن، تعرضوا للسجون، وتعرضوا للقتل، وتعرضوا للتشريد، وقامت الدولة الأموية كلها همها الكبير هو مطاردة آل محمد ومحاربة آل محمد، محاربتهم شخصياً، ومحاربة فضائلهم، ومحاربة ذكرهم، وتنصيب آخرين بدلاً عنهم، أعلاماً آخرين، عقائد أخرى، تاريخ آخر، فضائل أخرى، عملوا كل شيء بديل. في كربلاء يصل الأمر إلى ألا يَسْلَم من أولاد الإمام الحسين إلا واحد، هو زين العابدين.
تأتي الدولة العباسية وتسير على هذا النحو تسير في محاربة آل محمد، وتجد ماذا؟ أليس آل محمد الآن أصبحوا أكثر انتشاراً في الدنيا، ذرية الحسن والحسين ملأوا الدنيا؟ أين هم ذرية عمر بن الخطاب؟ أين ذرية أبي بكر؟ أين ذرية معاوية؟ أين ذرية عبد الله بن عباس؟ أين ذرية فلان؟ كيف؟ ما الذي حصل؟ ((وبارك على محمد وعلى آل محمد)) بركة إلهية، على الرغم مما حصل لهم من تشريد وتقتيل وطرد يبارك فيهم ويبارك عليهم، ويرعاهم فيتكاثرون ويحفظون؛ لأنه كما قال الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في حديث الثقلين: ((لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)).
بل تجد من العجيب أنه حتى بقية أبناء الإمام علي من غير الزهراء، غير الحسن والحسين أيضاً ذريتهم قليلة جداً ونادرة جداً. ذرية الحسن والحسين هم ملأوا الدنيا، وأنسابهم معروفة مشهورة يحفظها العلماء من شيعتهم ومن غير شيعتهم، في (اليمن) وفي (إيران) وفي (العراق) وفي (الحجاز) وفي (مصر) وفي (أندونيسيا) في كل البلدان وبأعداد كبيرة.
لماذا لم يتكاثر ذرية عمر بن الخطاب؟ لماذا؟ هل أن ذرية عمر كان ممكن أن يتعرضوا للقتل؟ لا. بل كان ممكن أن يحظوا باحترام؛ لأن أكثر الأمة مرتبطة بعمر، أليس كذلك؟ كان بالإمكان أن يحظى ابن بنت عمر باحترام كبير، لكن أين هم؟
الكل يعرف شهرة ذرية الإمام الحسن والإمام الحسين في إيران وفي اليمن وفي كل المناطق معروفون، معروفون، بل بألقاب خاصة: في اليمن وفي إيران وفي العراق وفي الحجاز بلفظ [سيِّد] وفي مناطق أخرى في مصر وفي تونس وفي مناطق أخرى بلفظ [حبيب] في بلدان المغرب، وفي بلدان أخرى أيضاً بلفظ [شريف] وهكذا. الناس يميزون ذرية محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ذرية الحسن والحسين، في هذه آية إلهية لمن تأمل.
الم يكن علي وعمر وأبو بكر وعثمان يعيشون في عصر واحد؟ أين هم ذرية الثلاثة؟ أين هم؟ هل تعلم بأحد في اليمن من ذرية أبي بكر أو عمر أو عثمان؟ الكلام الآن عن ذريتهم أو تتصورن أنها قضية طبيعية؟ ليست هذه طبيعية أن يتكاثر الذين يتعرضون للقتل والتشريد والطرد ويتعرضوا للظلم، تكاثروا رغماً عن مئات السنين من الحروب ضدهم.
أليست هذه رعاية إلهية؟ والآخرون الذين كانوا ستحظى ذريتهم بالاحترام والإجلال ولا يتعرضون لشيء ليس لهم وجود. هل كانت السنية في أيام بني أمية سيحاربون ذرية عمر بن الخطاب؟ لا. أو سيحاربون ذرية أبي بكر؟ وفي أيام الدولة العباسية كذلك وإلى الآن لو رأوا احداً فيه رائحة من أبي بكر لبنوا عليه قبة وهو لا يزال حياً، إن صح التعبير.
هذه آية إلهية تدل فعلاً على أن لأهل البيت دوراً مهماً في هذه الأمة، وأنهم مرتبطون بالقرآن الكريم، وأنهم حظوا برعاية إلهية، وحفظ إلهي في بقاء وجودهم، وإلا فهم تعرضوا لاستئصال عرقي فعلاً؟ حفظوا كما حفظ القرآن الكريم، ألم يحفظ القرآن الكريم؟ لم يستطع أحد أن يغير أو يبدل أو يقضي عليه، آل محمد قرناء القرآن حفظوا.
حاول الطغاة بكل الوسائل القضاء على آل محمد فقتلوا وشردوا، حتى كان البعض منهم يبنون عليه عموداً وهو لا يزال حياً فيموت داخل ذلك العمود، ومع هذا لم يستطيعوا أن يقضوا عليهم.
ذرية معاوية أين هم؟ ذرية هارون الرشيد أين هم؟ ذرية أناس قريبين منذ أربعمائة سنة أو خمس مائة سنة أين هم؟ إذا كان هناك وجود لهم فقد يكون بأعداد نادرة جداً.
كذلك في المكانة في الدين الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) قال: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) أليست هذه المهمة كبيرة وفي الوقت نفسه فضل كبير لأهل البيت؟ أن يقرنوا بالقرآن في ضرورة التمسك بهم لتنجو الأمة من الضلال، هذه هي وراثة الكتاب التي أعطاها بني إسرائيل والتي تحدث عنها في القرآن كثيراً.
وهذا معنى الصلاة، الذي يقول لك: (الصلاة من الله هي الرحمة، ومن الملائكة الإستغفار، ومن المؤمنين الدعاء) هكذا يفسرونها تلقائياً، لا أدري من أين جاء هذا التفسير. لو أن الصلاة منا بمعنى الدعاء - نحن فعلاً ندعو ونقول: اللهم صل - لكن لو أن الامتثال لقول الله سبحانه وتعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ} يكون معناها: ادعوا له، لكان الامتثال كيف يكون؟ اللهم ارحم محمدا، اللهم اغفر لمحمد، اللهم أجزه عنا خيراً، أليس هذا هو الدعاء؟ أن ندعو له وندعو لآله على هذا النحو.
لكن هنا نحن نقول: [اللهم صل] فنحن ندعو أن الله هو الذي يصلي عليهم، فعندما يقولون: الصلاة منا هي الدعاء، لا، هي أن ندعو الله بأن يصلي، ليس معناها مجرد الدعاء منا، أن يكون الامتثال لقوله تعالى: {صَلُّواْ} هو: أن ندعو أدعية أخرى. صلوا عليه، قولوا: (اللهم صل) ألسنا في الأخير طلبنا من الله أن يصلي هو؟
كيف يقولون، الصلاة من الله الرحمة، الله قال في آية أخرى: {هُوَ الَّذِى يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَـاتِ إِلَى النُّورِ} (الأحزاب: من الآية 43) هذه الصلاة {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التوبة: من الآية 103) هذه أيضاً صلاة، كلمة [صلاة] هي تختلف عن أي دعاء بأي مفردة أخرى، أن أقول: اللهم صل على فلان، معناها: اللهم حُطه من لديك بعناية ورعاية وامنحه عزة وشرفاً أو أي شيء من هذه الأشياء التي يكون لها قيمة في نفسه، لكن الصلاة على محمد وعلى آل محمد جاءت متميزة، أن تكون على النحو الذي حصل لإبراهيم وآل إبراهيم.
وآخر الصلاة يفسر لنا معناها (إنك حميد مجيد) فأنت مصدر الحمد ومصدر المجد، فمنك الحمد ومنك المجد، أليس الحمد معناه الثناء، والمجد العزة والرفعة؟ إذاً فنحن دعونا من له الثناء والمجد أن يمنح محمداً وآل محمد ثناءً ومجداً: عزة ورفعة ومكانة... إلخ. ولو أنها كانت بمعنى الدعاء لكان آخرها (إنك غفور رحيم – مثلاً - أو إنك سميع الدعاء، إنك سميع مجيب) أو نحو هذه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة (معنى الصلاة على محمد و آله)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.