كانت هذه النقلة مزعجة جداً للعدو الإسرائيلي، الذي يرى نفسه يواجه هذه العمليات دون أن يتمكَّن من منعها، أصبحت جبهةً قويةً، مؤرِّقةً للعدو، مؤثرةً عليه، ودون أن يتمكَّن من التخلص منها، من خلال الاستناد على الأمريكي، والاعتماد على الأمريكي والبريطاني، وأصبح العدو الإسرائيلي في وضعٍ صعب؛ وبالتـالي كان يوبِّخ الأمريكي ويلومه: [لماذا لم ينجح في توفير الحماية له؟!].
الأمريكي كان منزعجاً جداً؛ ولـذلك اتَّجه إلى التصعيد في عدوانه على بلدنا، واستخدم وسائل جديدة في تصعيده العدواني على بلدنا، منها:
- طائرات الشبح، التي- ربما- هي آخر ما لدى الأمريكي في الطيران الحربي، يأتي بها من أمريكا رأساً لتنفذ عمليات قصف عدوانية في بلدنا، ثم تعود إلى أمريكا؛ لأنها- كما بلغنا، وكما هو منشور ومتداول عن هذه الطائرة- أنها ليست موزَّعةً في القواعد العسكرية الأمريكية في بقية البلدان؛ لأهميتها الكبرى لدى الأمريكي، ولما لها من مميزات كبيرة جداً، يحتفظ بها في أمريكا، وتنفذ عمليات من هناك، ثم تعود إلى أمريكا، وهذا يعتبر- يعني- تصعيداً كبيراً بالنسبة للأمريكي، وخطوةً يعتبرها خطوةً كبيرة، في محاولات ضغطه لمنع العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ومجاهديه.
- واستخدم أيضاً قاذفات الـ (بي-52)، وهي أيضاً من أهم ما بحوزة الأمريكي من سلاحٍ جويٍ مدمِّر، يعتمد عليه، وله هيبته عند مختلف الدول الكبرى، وجيوشها الكبرى بما تمتلكه.
- الأمريكي كثَّف أيضاً من الرصد الجوي، مع كل ذلك فشل، يعني: عمل على مستوى سلاح الجو على التصعيد حتى باستخدام هذه الوسائل، التي لا يستخدمها إلا نادراً، في حالات نادرة، في حالات استثنائية، مع ذلك فشل، استمرت العمليات: سواءً بالقصف الصاروخي، أو بالمسيَّرات، في العمليات البحرية، والعمليات المساندة إلى فلسطين المحتلة؛ لاستهداف أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي.
- استخدم الأمريكي حاملات الطائرات، التي كان يُرعِب بها كبار منافسيه ومناوئيه من الدول الكبرى في العالم، وأتى بها إلى البحر الأحمر، وإلى البحر العربي، ومع ذلك تم استهداف حاملة الطائرات، وأصبحت في حالة الدفاع، بدلاً من أن تكون في موقع الهجوم، بل تزامنت كثيرٌ من عمليات الاستهداف لها، مع تحضيرها وترتيبها لتنفيذ عمليات عدوانية على بلدنا، مع قوة الاستهداف، وكثافة العمليات التي تستهدفها، اضطُر الأمريكي إلى أن يهرب بحاملة الطائرات [روزفلت] من البحر الأحمر، ثم حاملة الطائرات [لينكولن] حتى من البحر العربي، ثم أتى بحاملة الطائرات [ترومان]، وهي تهرب باستمرار في كل عملية اشتباك معها إلى أقصى شمال البحر الأحمر، وتتموضع بعيداً جداً عن السواحل اليمنية، بما هو أبعد من ألف كيلو متر؛ ولـذلك كلما اقتربت من أجل تنفيذ عملية، يتم الاشتباك معها، ثم تهرب على الفور، وتغادر تشكيلاتها الجوية من الطائرات التي تقلع من فوقها لتنفيذ عمليات، تعود على الفور إلى فوقها، وتهرب وتغادر مسرح عملياتها.
هذا المستوى من التصعيد أيضاً لم ينجح به الأمريكي في الضغط على العمليات اليمنية لإيقافها، مع أنه من الخطوات المتقدِّمة جداً للضغط الأمريكي العسكري، فشلت حاملات الطائرات في أن توفر حالة ردع، لمنع العمليات اليمنية، أو أن تنجح في إيقافها بالفعل، لا بالردع، ولا بالفعل، ولا بالاعتراض؛ ولـذلك استمرت العمليات العسكرية بالقصف الصاروخي، والطائرات المسيَّرة، والعمليات البحرية، ولم تتوقف حتى تمَّ هذا النصر بفضل الله تعالى.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد رضوان الله عليه
26 رجب 1446هـ 26 يناير 2025م