درس الثلاثاء
تابع...فإما يأتينكم مني هدى
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
- نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
- إن الله رحيم، بالغ الرحمة بعباده، لا يمكن أن يهملهم، ويضيعهم إطلاقاً. وإنما نحن من أضعنا نفوسنا؛
- المجتهد لا يجوز له أن يقلد أحداً،
ما هي الآثار الكارثية على واقع الأمة نتيجة هذه الثقافة؟
- هل ينسجم الخلاف والاختلاف مع دين الله ولو كان تحت عنوان مذاهب؟
- خطورة تغييب المفاهيم المهمة من قبل بعض العلماء والمرشدين.
- كيف نقرأ كتب أصول الفقه؟
- مع الدرس نسأل الله الهداية
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران105) مما يبدو أنه مؤشر أن الناس بالإمكان أن يتوحدوا على نهج معين واحد هو حبل الله، ما هكذا معنى الآيات؟ ونحن نأتي نقول: لا، دينه هو متعدد على هذا النحو بتعددنا، أن الله متعدد بتعدد الأمة، ما معناه: أن كل واحد هو، أن ينطلق وما أدى إليه نظره يتعبد الله به؟ إذاً كان المسألة ألا يوقعنا الباري في حيرة، يلهم كل شخص الأشياء التي سيتعبد بها، ألم يكن بالإمكان هكذا؟ أم أن الله لا يقدر، ما هو يستطيع أن يلهم؟ طيب: إذا قلنا بأنه ألهم كل واحد، وأنه يفهِّم كل مجتهد، فلماذا يطلعون مختلفين، متضادين، هذا يكفر هذا، وهو فهمهم جميعاً؟ ألم يجعلهم يتمشكلوا هو؟ فهمك كيف تكفر ذاك، وفهم ذاك كيف يكفرك، يفهمك حكم ويجعل ذاك فاسق عندك، ويفهم ذاك حكم ويجعلك ضال عنده. إذاً الله ما يمكن أن يعمل هكذا، الحكيم ما يعمل هكذا، إذاً ما هناك شيء، معناه في الأخير ما هناك شيء، في الأخير يعني ما عمل شي، أهمل، ما معناه أهمل، معناه: أن القضية أهمل إهمالاً كبيراً جداً، وليس فقط إهمالاً عادياً. كان في الأمم الماضية يرسل بعد كل ثلاث مائة سنة، أو بعد خمس مائة سنة، أو بعد مائة سنة نبياً هكذا، ما كان يأتي أنبياء؟ يرسل باستمرار، حتى يصل إلى عند هذه الأمة التي ستواجه زمناً شديداً، والدنيا في أزهى عصورها، واتساع شؤونها، واتساع مجالات الحياة، وشؤون الحياة، واتساع العالم هذا بكله، ثم يقطع المسألة، ويغلق الملف، وما بقي شيء، يقفله!. هكذا الواقع، نجدهم هكذا في الأخير يتحدثون عن الله بهذه المعاني إذا لم نعتبره حكيماً، وعليماً، ورحيماً، وإلا فلماذا تقول: الله لطيف بعباده، رحيم بعباده، الرحمن الرحيم، {حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (الزمر1) هكذا في آيات كثيرة أنه الرحمن الرحيم. الرحمن الرحيم المتكررة كثيراً في القرآن الكريم، رحيم بمن؟ رحمن بمن؟ رحمن بمن أنزل القرآن إليهم، أو رحمن بالأمم الماضية؟! ما هو يعني رحمن بمن أنزل القرآن إليهم؟ فكل ما يقول: رحمن، ورحيم، هو رحيم بعباده، إذاً نحن من عباده، وهو نزل القرآن إلينا، ألم ينزل القرآن إلى الناس؟. إذاً هو رحيم بالناس، هو الرحيم {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (فصلت2) القرآن تنزيل من الرحمن الرحيم، و{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} في أول كل سورة، ماذا تعني هذه؟ أن الله رحيم، بالغ الرحمة بعباده، لا يمكن أن يهملهم، ويضيعهم إطلاقاً. إذاً فنحن من أضعنا نفوسنا؛ لأنه ما هو الضياع الآن؟ إلا إذا كنا نقول بأنه تعدد الأقوال! تعدد المذاهب، اختلاف الآراء، التعبد بالأشياء المتضادة، أليست خللاً؟ يخل أم لا؟ إن كان شيئاً طبيعياً ليس فيه أي خلل فسابر، وإن كان خللاً كبيراً جداً على الأمة، وعلى الدين، يطلع الدين متعارض متناقض ويطلَّع الأمة متعارضة، متناقضة، متضادة، فيعني أنه خلل ليس من عند الرحمن الرحيم، فلماذا نتعبده بما ليس من عنده، بما هو مضاد لحكمه وأمره. إذاً فله منهج واحد فقط، وله طريقة واحدة فقط، ثم يحرم علينا التفرق والإختلاف، وما نقوله بأنه يجوز لكل واحد منا أن ينطلق على ما غلب في ظنه، على ما رآه، على ما رجحه، وكل عامِّي له أن يقلد من رآه، وكل مجتهد مصيب، لا يمكن أن يكون من دين الله أبداً، وإن كان من دين الله، تمام، لكن ليس منسجماً. أليس هذا هو - إن صح التعبير - صمام الأمان بالنسبة لدين الله القرآن، ليس منسجماً مع القرآن، وهم يعرفون بأنه غير منسجم مع القرآن، لكن في الأخير يقولون: [ما سبر إلا كذا، ما معنا إلا كذا] يعني: أن الله أوقع الناس في حيرة، أوقعهم في أزمة، أوقعهم في مشكلة، [ما معنا غير كذية، كل واحد هو يقوم يدور!] لماذا أدور؟ قالوا: [قد تأتي أنت تقلد هذا، وقد يكون مخطئ، وإن تريد تقلد هذا فقد يكون مخطئ، ولا هناك إلا كذا! ما بقي إلا تبحث أنت بنفسك، إما تخطي والاّ تصيب، قد أنت من جيزاهم] هذا هو المنطق في الأصول، والفروع. عندما يقولون لك: لا أحد يقلد في الأصول، عندك أنه وسام، يعطوا واحد وسام، أو يمدحونه يكون عظيماً؟ لا، معنى القضية - وهم صرحوا - بأنه قد يقلد هذا قد يخطئ، يقلد ذاك قد يخطئ؛ لأن نفس المجتهدين، والناظرين أنفسهم هم يغلطون بالتأكيد، يغلط منهم كثير. كيف نعمل يا جماعة؟ قالوا: قم أنت، ما معك إلا هكذا، إما تخطي والاّ تصيب! رجعنا إلى الفروع، قالوا نفس الشيء، ننطلق على نفس الإنطلاقة في مجال النظر في معرفة الله، ما معك إلا هكذا. الذين يتصورونه وكأنه عبارة عن شيء يرفع الإنسان، أساس المسألة هي من أساسها هي إحراج، أي ما معنا إلا كذا، ما هناك شيء إلا كذا، أساسها يعني: نتيجة أزمة، نتيجة إشكالية، ليست نتيجة أن هذا هو الشرف، وهذا هو الرفعة في الدين، وهذا هو المكانة، وهذا هو الحرية، لا، ترجع إليهم يقولون: لا يوجد معنا إلا كذا، ما يوجد معنا إلا الكتاب والسنة، هكذا، هم يضطرون أن يسلموا أنهم يختلفون في القرآن، أليسوا يختلفون في القرآن، في فهمه، وفي استنباط الأحكام منه، يختلفون اختلافاً كبيراً، هم يستنبطون ما يضرب القرآن نفسه، من القرآن!. تقول: لماذا يا جماعة؟ قالوا: ما سبر إلا كذا: أن نجتهد حتى لا يكون ذاك مخطي، إذا أنت مجتهد، المجتهد لا يجوز له أن يقلد أحداً، يقولون: المجتهد لا يجوز له أن يقلد أحداً، لماذا؟ لأنه هو يجب أن يتعبد بما غلب في ظنه؛ لأنه قد يكون ذاك مخطي، وقد يكون ذاك مخطي، تطبق أنت بنفسك، وامش وانت وحظك. تعود إلى الناس الآخرين أما الناس الآخرين فإنهم فرطوا فيهم بزياده، عامة الناس الذين الدين أساساً لهم، الدين أساساً للأمة، أليس للأمة، العلماء المجتهدون لا يمثلون ولا واحد من المليون في الأمة، لا يمثلون ولا واحد من المليون في الأمة. طيب: كيف هؤلاء الناس العوام من الأمة؟ قالوا: والله ما معهم غير الحاصل، كل واحد يمشي بعد من [وثق به] أليست عبارة ضياع هذه؟ أم أنها عبارة حرية؟ هكذا، عبارة ضياع، وإحراجات، وإشكالات، [ما معنا الا هكذا] تقول: الناس قد يختلفون، الناس قد يكونون كذا.. قالوا: [ما معنا الا هكذا!]. وقول الله: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}(الشورى13) {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}(الأنعام159) قالوا: تمام لكن ماسبر إلا كذا، أليس هذا ضعف إيمان وثقة بالله؟ فعلاً؟. فالذي لم يضيع [عاس] شعة زرع في عهد داوود وسليمان، وهم اثنين موجودين، ويتدخل في المسألة بطريقة ليس فيها وحي، {فَهَمْنَاهَا} كما تقول الآية القرآنية، يضيـع أمة بأكملها، وما ضيـع قليل زرع لواحـد فلسطيني - على ما يقولون - !. لكن هم يقرأون الآيات هذه وهم فقط منشغلين بتجويدها {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} يهتمون بالمد فيها، وأشياء من هذه، ولا نأخذ منها عبرة، ولا أي شيء!. ألم يكن داوود، وسليمان، يحاولون يأخذون في القضية كيف يحكمون فيها؟ {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْما} لكن ليست القضية على هذا النحو، أنا أريدها كذا. أيضاً أصحاب أصول الفقه متفقون على أن النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ما كان يجتهد أبدا، هذه صريحة، داوود عنده علم وحكمة، وسليمان مثله عنده علم وحكمه {إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} يعني هم يفكرون - مثلما تقول - في كيف يكون الحكم فيها؟ هل الباري أوكل المسألة إليهم في قضية قليل زرع، وغنم؟ أوكل المسألة إليهم أو لا؟ لم يوكلها إليهم، أليسوا مجتهدين؟ مجتهدين هم، ولهذا قال: {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْما} يقول لك: أنهم جالوا في المسألة ربما، أو يفكرون، أو ينتظرون كيف يكون الحكم فيها. {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ}(الأنبياء78) كان الباري بعيد فتركهم هم يتولون القضية؟ {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} لمحاولة حكمهم، وإصدار حكمهم في القضية، تدخل {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} فهمناها سليمان، ما قال ففهِمها سليمان، هل قال هكذا: ففهمها سليمان؟ أو {فَفَهَمْنَاهَا} فهمنا الحكم في القضية سليمان، وهم مجتهدين، هم علماء {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} يعني: يؤكد لك أن أصغر القضايا لا يمكن أن يدع غيره يتولاها، كيف يوكل دينه كله إلى كل واحد منا، يقرأ قليل، ويطلع مجتهد، وما غلب في ظنه يمشي عليه، حتى هو نفسه جعلوه خاضع لما طلع في نظر كل واحد!! هذه واحدة من الأشياء التي هي ضلال داخلنا، ونتعبد الله بها، عندما نقرأ ما هو يحصل هكذا؟ خلّي عنك التي نعملها، أشياء كثيرة جداً جداً، خلل كبير، يقوم واحد يوعظ، ودائماً يوعظ للجمعة، وخطبة الجمعة دائماً يصبّها على جوانب محدودة، محدودة ما يجرأ يطلَّع كلمة حول مسألة جهاد، حول مسألة وحدة المؤمنين، حول الإهتمام بأمر الدين، حول واجب المسلمين حول الإنفاق في سبيل الله، ما شي إنما فقط تلك التي يسمونها أخلاق، حتى يفهم الناس أن الدين ليس إلا هذه، هو فقط تلك التي نسمعها من هذا، وسمعناها من ذلك، وقرأناها في هذا الكتاب، وسمعناها في هذا الشريط. نتحرك كدعاة، ومعلمين، ومرشدين، وخطباء، لكن ليس من النوع {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ} (الأحزاب39) يترك الذي فيه خطر! أليس الناس هكذا؟ ثم في الأخير نضفي على هذه العملية شرعية، نعتبرها هي الحكمة، لا تتكلم في أهل البيت؛ لأنك ستثير آخرين، سيأتي منهم طلاب أو لا يقولوا كذا، سكته؛ لاجل يمشي الدين! أليست هذه واحدة؟ لا تتحدث عن الإمامة، لا تتحدث عن الجهاد، لا تتحدث عن وحدة المسلمين، لا تتحدث عن باطل يحصل، عن وضع سيء؛ لأن هذه ليست حكمة، أنت ستثير الآخرين علينا، اتركنا نحافظ على المذهب!. ماذا بقي من مذهب؟ ماذا بقي؟ ونحن أصبحنا نبلغ رسالات الله بكل خوف، ونترك كلما نتوهم بـأنه يخيف، أليس هكذا يحصل؟ ما نتوهم أنه يخيف، أو يثير الآخر - وليس فقط إنما خوف - يثير، يزعج واحد هناك، قد تخليه، إما يعارض، أو تخليه ما عاد يرضى يمشي معنا أو... ونعتبر أن هذا هو البلاغ لرسالات الله، والعمل لخدمة الدين، والدعوة إلى سبيل الله، ثم في الأخير نقول لأنفسنا {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت33) ونصبغ كل هذه الأشياء التي نخاف منها بصبغة الحكمة، أنها هي الحكمة، ألا نتحدث عنها، ليست قضية هامة، وهذه ما هي هامة! نتحدث بهذه التي لا تثير. لو أمكن تبليغ رسالات الله على هذا النحو لما كان هناك معنى لقوله تعالى: {وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ} يعني: أن فيما يبلغوه، مما يثر الخشية، مما يثير الخوف، مما يثير القلق، ما يكون صرخة في وجوه آخرين، ما يكون قاصم لآخرين، وهكذا معناه: يثير خشية، خشية معناها: خوف يدفعك إلى توقف، لا، الذين يبلغون رسالات الله هم يخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله، أو يبطِّل، لا يتولى مسألة أنه يبلغ رسالات الله، وأنه داعية. ألسنا في المنتدى، والآخرين هكذا، في المراكز، في المدارس، والوهابيين من جهة، ونحن من جهة، دعاة، دعاة، مرسلين دعاة، والإخوان المسلمين من هناك دعاة، وهنا في اليمن الوهابيين مخرجين دعاة، وفي السعودية مخرجين دعاة، ونحن في المراكز مخرجين دعاة، وملأنا الساحة دعاة، ولكننا نصفِّر على الأشياء التي قد يكون فيها خشية، وخوف من الآخرين! ألسنا نصفِّر عليها؟ وزحمة دعاة، ملان الدنيا، ونوعظ الناس، ونقدم أشياء مغلوطة كثيرة، تبرد أعصابهم، وتخليه يكون إنسان طيب، وتخليهم بعيدين عن الإهتمام بالقضايا الكثيرة، يعني: نجني على الدين، ونجني على الناس، وكل مجتهد مصيب. أليس كل هذا يحصل؟. [هناك ابتعاد عن القرآن الكريم] الإمام علي يقول فيه: (هو بحر لا يدرك قعره)، بحر علم، بحر معرفة، لا يدرك قعره، لا أحد يستطيع أن يحيط به، العلماء لا يشبعون منه، العلماء ممن يتجهون إلى القرآن نفسه، أنفسهم هم، لا يرى نفسه بأنه قد شبع من القرآن، أو أنه لم يعد يستفيد من القرآن، أو أنه لم يعد يفهم جديداً من القرآن، أو أنه لم يعد يكتشف أي شيء من القرآن، لو يتعمر كمَّا يتعمر ما يزال شاباً. هو المعرفة، هو العلم، أو نرى بأنها رصات الكتب مثلاً من أصول الفقه، ومن كتب علم الكلام، ومن كتب المحدثين؟!. ستستفيد علم من كل شيء بواسطة القرآن، أليس الله قال في القرآن: {وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ} تفصيل كل شيء، ومعرفة تفصيل كل شي هو علم، أم أنه ليس علماً؟، {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}(النحل89) هو علم، أو أنه ليس علماً؟ هدى للعالمين، أن تملك معرفة تهدي العالمين هو علم، أو أنه ليس علماً؟ أو تقرأ منهجية مغلوطة، وترى أمامك رصات من الكتب، وداخلك رصات من الجهل، والضلال؟. هذا علم يرى بأنه قد أصبح عالماً؛ لأنه قال: قرأ على العلماء كذا كذا كذا، وقرأ كذا، وقرأ، وقرأ، ولا يذكر في مقروآته القرآن الكريم إلا يوم كان صغيراً، ولا لديه اهتمام بالقرآن الكريم، والاستفادة منه. الإنسان يعتمد على القرآن قبل ما ينطلق يقرأ في كتب أصول الفقه، أو في كتب علم الكلام، أو في أي شيء آخر، وستزداد معرفة لكن بطريقة أخرى، ترى كم فيها من إشكاليات، كم ترى فيها من خلل، كم ترى فيها من باطل، كم ترى من آثار سيئة! هذه معرفة، أليست هذا معرفة؟ هذه معرفة إيجابية، عندما تدخل تبدأ بالقرآن، وتهتم بالقرآن، وتعتمد عليه، تعتمد على الثقلين كما قال النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ثم عندما تنطلق سترى [كم ستزداد معرفة].
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة: {فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُمْ مِنِّيْ هُدَىً}
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.