إن شعبَنا اليمني بمختلف فئاته، وأعني كُلّ الأَحْرَار في هذا البلد، وبالتأكيد لا أقصُدُ المتخاذلين ولا المثبطين ولا الخونة ولا العملاء، الشرفاء في هذا البلد، الأَحْرَار في هذا البلد، الصامدون في هذا البلد، الأوفياء في هذا البلد من كُلّ مُكَوّنات هذا الشعب وقفوا متوكلين على الله مراهنين على الله، معتمدين على الله، وواثقين بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهو رهان في محله، رهان لا يخيب من حمله، ولا يخيب من بنى عليه واعتمد عليه، الرهان على الله، التوكل على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو أساس النجاح وأساس الثبات وأساس الفلاح، هذا الصمودُ العظيمُ الذي كان فيه صبرٌ كبيرٌ على المتاعب وعلى التضحيات، التضحيات الجسام، الآلاف المؤلفة من الشهداء الأبرار وعشرات الآلاف من الجرحى والآلاف من المعاقين، العدد الكبير من المنازل المدمرة، الصبرُ على معاناة الجوع والفقر والمرض، الصبرُ على كُلّ المعاناة بكل أشكالها، في المدن وفي الريف ومن مختلف فئات الشعب، صبرُ العدد الكبير من الموظفين مع انقطاع المرتبات لأوقات طويلة ولأشهر متتابعة، هذا الصبر له هذه الثمرة، صمود شموخ، ثبات، حرية، إباء، استقلال، كرامة، هذا الصبر هو الذي حفظ لنا استقلالَنا كشعب يمني، هو الذي نتج عنه هذه الرعاية الإلهية، هذا العون العظيم من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فتمكن شعبنا من الصمود بالرغم من كُلّ ما هنالك من إمْكَانات، بالرغم من حجم العدوان وحجم الجرائم ومستوى المعاناة على النحو الكبير. فإذن هذا الصمود له قيمته، وكان لتماسك الجبهة الداخلية بالحد الأدنى في التفاهمات القائمة والتعاون القائم والتفاهم القائم، والانسجام ولو على نحو ما، كان له ثمرة طبية وإيجابية كبيرة وساعد على فشل الكثير من مؤامرات الأعداء ومُخَطّطات الأعداء.
من خطاب السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي
في لقاء حكماء وجهاء اليمن 19-08-2017