مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في مقابل ذلك ندرك ويتضح لنا أهمية وقيمة وعظمة الدور المناهض لهذا الدور السلبي، إذا كان هذا الدور السلبي والتخريبي والخطير جدًّا يتحرك في واقع الأمة مستنداً إلى إمكانات، وإلى جمهور، وإلى أتباع، وإلى جيوش، وإلى قدرات ضخمة يتحرك بها في الساحة الإسلامية، وفي الأخير وصل إلى السلطة؛ كانت القضية خطيرة جدًّا على المجتمع الإسلامي بكله، إذا تمكَّن هذا الدور من أن تستحكم قبضته بشكلٍ تام، ولم يبق هناك من دورٍ صحيحٍ يناوئ هذا الدور، لضاع الإسلام نهائياً من واقع هذه الأمة، الإسلام في أصالته، الإسلام في حقيقته، الإسلام في مبادئه العظيمة، ولتحولت كل الساحة الإسلامية إلى واقعٍ مختلف وفق الصناعة الأموية، الشكل الذي قدَّمه أولئك، لكانت المسألة في غاية الخطورة جدًّا جدًّا، لكن في المقابل كان هناك الدور العظيم والمهم الذي حفظ للإسلام امتداده، بالرغم من ذلك الدور التخريبي والسلبي لبني أمية، كان هناك الدور العظيم والمهم الذي حفظ للإسلام امتداده بأصالته، ليبقى حاضراً في الساحة يتصدى لذلك الدور التخريبي، وموجوداً عبر الأجيال ليمتد وليصل إلينا- بنعمة الله -سبحانه وتعالى- في هذا العصر.

 

الإمام عليٌ -عليه السلام- كان له الدور الأول من بعد وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- والنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما تحدَّث عن الإمام علي -عليه السلام- بتلك النصوص، وسعى إلى أن ترتبط الأمة به من موقعه بعد وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- في الهداية والقيادة لهذه الأمة؛ باعتباره يمثِّل الامتداد الأصيل والنقي والصحيح لهذا الإسلام العظيم، النبي أسس لأن يمتد هذا الإسلام بهدايةٍ من الله، بأمرٍ من الله، بتوجيهٍ من الله -سبحانه وتعالى- ولهذا الإمام عليٌّ -عليه السلام- في حديث النبي عنه -صلوات الله عليه وعلى آله- الحديث الواسع عن منزلته، عن مقامه، عن دوره، عن أن تفهم الأمة أنه مع القرآن والقرآن معه، حينما كان يقول للأمة: (عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي)، (عليٌ مع الحق، والحق مع علي)، عندما أعلن ولايته في يوم الغدير، عندما أتى بالكثير من النصوص بشأنه، وأنه منه بمنزلة هارون من موسى، إلَّا النبوة، عندما تحدث عن دوره المستقبلي أنه: يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبي على تنزيله، وهذا من أهم النصوص، فيما يفيده من حفاظ على المفاهيم الإسلامية؛ لأن الخطر فيما بعد وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- الخطر على هذه الأمة هو يأتي من التحريف للمفاهيم، الله حفظ القرآن الكريم في نصه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: الآية9]، والنبي جاهد في مرحلة التنزيل، يوم كان العرب يكذِّبون بهذا القرآن حتى بنصه، الإمام عليٌّ -عليه السلام- كان له هذا الدور: أنه يقاتل على التأويل كما قاتل النبي على التنزيل؛ لأن الإمام علياً حفظ لنا المفاهيم الصحيحة والمصاديق للنصوص القرآنية، يوم أتى علماء السوء الموالون لبني أمية ليقدِّموا مفاهيم وتفاسير للنصوص القرآنية وللدين الإسلامي تخالف الحقيقة في عملية تزييفهم وتضليلهم.

 

الإمام عليٌّ -عليه السلام- كما تحدَّث عنه النبي أيضاً أثبت الواقع أنه نهض بهذا الدور، فكان هو الذي تصدى للدور الأموي وحاربه بنو أمية، عندما كان في الوقت الذي التفت حوله الأمة كخليفةٍ لها قام بنو أمية بمحاربته، ولم يطيقوه أبداً، فحاربوه حرباً شعواء، لكنه -سلام الله عليه- قام بدوره على أكمل وجه في أوساط الأمة، تحرَّك -عليه السلام- في أوساط الأمة بكل ما يستطيع، مع ما عاناه من تخاذل المتخاذلين، مع ما عاناه مما في واقع الأمة من تأثيرات سلبية أثَّرت على الكثير منها في مدى الاستجابة، لكن حركته، وجهاده، ونشاطه العام، وتقديمه النموذج في فعله وفي قوله وفي سلوكه المعبِّر عن أصالة الإسلام، قد حفظ لنا الإسلام، قد ثبَّت لنا الموقف الحق، واكتشف الكثير من الأغبياء فيما بعد استشهاده -عليه السلام- أهمية هذا الدور عندما استحكمت قبضة بني أمية بعد استشهاده -عليه السلام-؛ لأنهم لم يتمكنوا من أن تستحكم قبضتهم على الأمة بشكلٍ كامل إلَّا بعد استشهاده -عليه السلام-. أدرك البعض- آنذاك- خطورة دور بني أمية، وندم البعض على تخاذلهم في مناصرة الإمام عليٍّ -عليه السلام- ممن لم يكن يستوعب مستوى تلك الخطورة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدرالدين الحوثي

بمناسبة ذكرى عاشوراء 9 محرم 1441 هـ سبتمبر 14, 2019م

مرحلة الحكم الأموي

عصر الظلمات واستباحة الإسلام والمقدسات.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر