مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما فرَّطت الأمة في هذا الواجب المقدَّس؛ اتَّجهت نحو اهتمامات أخرى، غلبت على أبنائها المصالح الشخصية، والفئوية، والأهواء، والرغبات، والأطماع، وهبطت الأمة، هبطت أخلاقياً، هبطت فكرياً وثقافياً، هبطت في أهدافها، في دورها، هبطت في كل شيء نحو الأسفل، واستمر هبوطها إلى أن وصلت في الحضيض، وأصبحت قوى كثيرة من أبنائها تمدُّ يدها للبريطاني، والبعض يمدُّ يده- في مراحل مختلفة من التاريخ- إلى قوى أو قوى هناك من قوى الكفر، والظلام، والباطل؛ لتستند إليهم في تحقيق نفوذ ومصالح هنا أو هناك، أو تستند إليهم في حسم صراعات ومشاكل داخلية، مع خصمٍ هنا أو خصمٍ هناك من داخل الأمة، هذا أوقع الأمة في الحضيض، وجعلها في مقام المؤاخذة الإلهية؛ فَقَدت عزتها، فَقَدت قوَّتها، فَقَدت دورها بين الأمم، وأصبحت ساحةً مفتوحةً لكل الطامعين من مختلف القوى الكافرة، التي أصبحت تتسابق طامعةً في هذه الأمة، في بلدانها، وثرواتها، وموقعها الجغرافي، ومنافذها البحرية المهمة... وغير ذلك، وهكذا حصل، وأتى ما أتى من جانب البريطاني، ومعه الأمريكي، ومعه القوى الغربية، والمشروع الصهيوني، في ظل تلك الوضعية السيئة جداً.

ولهذا لابدَّ لأمتنا أن تسعى بجد لتصحيح وضعيتها؛ لأنه في الحال الذي تخرج فيه من دائرة المؤاخذة الإلهية، وتتجه للثقة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والتوكل عليه، من أجل النهوض بمسؤوليتها، تتحرك فعلياً بإنابةٍ صادقةٍ إلى الله، للتحرك عملياً؛ سيمدها الله بالعون، بالنصر، بالتأييد، بوعده الصادق الذي لا يتخلَّف أبداً، كما مدَّ وأعان وأيَّد ونصر أوائلها، الذين تحرَّكوا تحت راية الإسلام، في صدر الإسلام الأول، وأمدَّهم الله بالتمكين العظيم.

واقع الأمة إذا اتَّجهت للنهوض بمسؤوليتها، وإنابة إلى الله؛ فذلك الحبل سينتهي: {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ}[آل عمران:112]، إذا قطع الله ذلك الحبل: حبل المؤاخذة والتسليط عن هذه الأمة؛ حينها سينتهي الحبل الآخر الذي من الناس، عندما تتحرك هذه الأمة، تقف على قدميها، تنهض بمسؤوليتها، تعتمد على الله ربها، وتثق به، وتتوكل عليه، وتطهِّر ساحتها من الظلم والفساد، وتسعى لدورها العالمي والريادي، عندما تتَّجه هذا التوجه بصدق وجد مع الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ فمنذ البداية يعطيها الله العون، النصر، التأييد، تمكين، وحينها سترى الكثير من القوى الغربية نفسها في موقف العاجز، الفاشل، المستسلم، الخاسر، المستسلم في ما يتعلَّق بأهدافه داخل هذه الأمة، سيرى أنَّ ساحة هذه الأمة أصبحت محصَّنة، وقوية، ومنيعة، وأنَّ هذه الأمة اتَّجهت اتِّجاهاً جاداً، هذا شيءٌ مهم.

أمَّا في الحالة التي يقف فيها البعض من أبناء الأمة، في الحالة نفسها: حالة التخاذل، والإعراض، والتجاهل، والتعامي عن كل الأحداث، وعن خلفياتها، وعن أسبابها، وعن نتائجها؛ فيمكن للأمة أن تتكبَّد الكثير من الخسائر، ولكن الاتِّجاه من أبناء الأمة، الاتِّجاه الواعي، الاتِّجاه الذي يستجيب لله تعالى، يتحرَّك في إطار المسؤولية المقدَّسة لهذه الأمة، ينهض بواجبه، يتصدى للأعداء، ينطلق من المنطلقات الإيمانية والقرآنية، ليحظى بتأييد الله ومعونته، فهو سيحقق هو النتائج، مهما كان هناك من أعباء، من محن، من متاعب، هي نتيجةً للوضعية التي وصلت إليها الأمة بتفريطها في المقام الأول؛ ولــذلك يتحرك أحرار الأمة في هذه المرحلة، يتحرَّكون من نقطة الصفر، فكانت هناك أعباء كبيرة، وصعوبات كبيرة، ومتاعب كبيرة؛ لأن التحرك من نقطة الصفر، ولكن معه رعاية إلهية، معه عونٌ من الله تعالى، ولذا نرى ما عليه إخوتنا المجاهدون في فلسطين من ثبات وفاعلية، بالرغم من الظروف الصعبة جداً، ولكن نرى هذه الرعاية الإلهية، عندما كان هناك من استجاب لله، وما رأيناه في لبنان أكثر، وما قامت عليه تجربتنا في اليمن كذلك... وهكذا أبناء الأمة الأحرار في مختلف البلدان، الذين استجابوا لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وتحرَّكوا وفق هدي الله وتعليماته.

اليهود لا يمتلكون المقومات الذاتية لأن يفرضوا لهم كياناً متماسكاً، قوياً، صامداً، ولا يستندون إلى حقوق يعتمدون عليها، هم في موقف العدوان؛ ولذلك أتى بهم البريطاني، وأتى من بعد البريطاني أتى الأمريكي، وأتت الدول الغربية، ومن بعد ذلك حتى الأمم المتحدة تعترف بالعدو الصهيوني عضواً كأي دولة أخرى في مجموعة الأمم المتحدة، الأمم المتحدة في جمعيتها ومجموعتها تعترف بالعدو الصهيوني ضمنها، يعتبر هذا من الشواهد الواضحة على أنها لا تقوم على أساسٍ من العدل، العدل مغيَّب في ظل الهيمنة الغربية، في ظل هيمنة الطاغوت المستكبر الظلامي، لا وجود للعدل، العدل مضيَّع، يضيَّع على شعوب بأكملها، على شعوب بأكملها.

أمَّتنا الإسلامية استهدفت بشكلٍ كامل، بغياب العدل بشكلٍ كامل؛ ولهــذا- كما قلنا في الأسبوع الماضي- الأمة الإسلامية هي المعنية بإقامة القسط، وأن تفرض القسط في العالم، والعدل في العالم؛ أمَّا البقية:

  • ما الذي تفعله لك الأمم المتحدة؟! اعترفت بالعدو الإسرائيلي القائم على الاغتصاب، والظلم، والجرائم الفظيعة، وقتل الأطفال والنساء، والتهجير القسري للملايين من ديارهم، والاغتصاب لبيوتهم، لقراهم، لمدنهم، لأراضيهم، اعترفت به عضواً فيها.
  • المحاكم الدولية ماذا تفعل وفعلت؟! متى فعلت شيئاً؟
  • مؤسسات تأسست من بعد القضية الفلسطينية بزمن، ومنذ أن تأسست إلى اليوم لم تفعل شيئاً لفلسطين، بل خدمت العدو الإسرائيلي، وقدَّمت له الخدمات الواضحة.

ولـــذلك فالعالم الغربي، الذي ينظر إليه الكثير من أبناء أمتنا على أنه عالم الحُرِّيَّة، والحضارة، والحقوق: حقوق الإنسان، وحقوق الحيوان، ويغترون به بكل غباء، هو أسند هذا الظلم والباطل الإسرائيلي ضد أمتنا، وضد الشعب الفلسطيني، ضد لبنان، عندما اتَّجه العدو الإسرائيلي لاحتلال لبنان، ضد كل بلداننا العربية التي استهدفها العدو الإسرائيلي: سوريا، الأردن، مصر، اتَّجه ضدها كلها، ولم يفعل لها شيئاً.

في الدور الأمريكي، الدور الأمريكي كان- كما قلنا وحسب بعض المصادر التاريخية- من وقت مبكر، دفع بالبريطاني إلى فعل ذلك، ثم تولى- بعد الانحسار للدور البريطاني- تولى هو كِبْرَ هذا الجرم، وتولى هذا الوزر العظيم، بأن يكون شريكاً للعدو الإسرائيلي، وداعماً أساسياً له، مع بقاء الدعم البريطاني، والمشاركة البريطانية، والإسهام البريطاني، وكلهم يرتبطون مع العدو الإسرائيلي في الاعتقاد بالمشروع الصهيوني، عقيدة دينية، وأطماع استعمارية، وأحقاد على هذه الأمة، ويعتبرونها فرصة مهيأة لهم، زادت من طمعهم وضعية الأمة.

ولــذلك استمر الأمريكي، ويستمر، ويتنافس- على مدى عقود من الزمن- الحزبان (الجمهوري، والديمقراطي) في أمريكا، في الانتخابات الرئاسية، وفي الانتخابات للكونغرس، يتنافسون أيهم يقدِّم خدمات أكثر للعدو الإسرائيلي، وللمشروع الصهيوني، وهذا شيءٌ واضح، معلنٌ في حملاتهم الدعائية.

وكذلك يتعاقب الرؤساء الأمريكيون رئيساً بعد رئيس، في أن يحسب لكلٍّ منهم أنه قدَّم للعدو الإسرائيلي، وللمشروع الصهيوني أكثر مما قدَّم الرئيس الذي قبله، أو أيُّ رئيسٍ قبله من رؤساء أمريكا، هذا أيضاً شيءٌ واضحٌ؛ ولــذلك حرص [المجرم بايدن] في فترة رئاسته لأمريكا، أن يقدِّم من الدعم العسكري، والسياسي، والاقتصادي، والإعلامي، للعدو الإسرائيلي، ما لم يقدِّمه أيُّ رئيسٍ كان قبله، حرص على أن يكون بهذا المستوى من الدعم والتعاون مع العدو الإسرائيلي، ومع المشروع الصهيوني، وهو أعلن عن نفسه جهاراً نهاراً بأنه صهيوني، [بايدن] بنفسه قال عن نفسه بأنه صهيوني، يعني: يعلن للعرب أنه يؤمن بالمشروع الصهيوني، الذي يستهدف أرضهم، وعرضهم، وبلادهم، وأوطانهم، وثرواتهم، ومكَّتهم ومدينتهم، وقدسهم، يتكلم بكل صراحةٍ ووضوح، وتعلن وسائل الإعلام ذلك، وتُشَاهَد الفيديوهات وهو يتحدث بذلك.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة

الخميس 5 جماد الأول 1446هـ 7 نوفمبر 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر