نحن بحاجة إلى أن نعيد صلتنا هذه، هذه الصلة التي تربطنا بالمسيرة الإلهية، بالمسيرة الإيمانية الدينية بشكلها التام، بشكلها الصحيح، بدون نقص وبدون تحريف، وألَّا نبحث للبدائل عن ذلك من هنا وهنا من جانب أعدائنا، لن يأتينا من جانب أعدائنا إلا ما هو شرٌ لنا، وخطرٌ علينا، وضرٌ في واقعنا، وما لا ينسجم مع انتمائنا لهذا الدين العظيم، لهذه الرسالة الإلهية العظيمة. ثم إذا أردنا أن نقفز وألَّا نتصل بهذه الصلة؛ فلن يكون أمامنا إلَّا الاختلاف، وهذا ما حصل في واقع الأمة: الاختلاف الكبير، التضارب الكبير فيما يقدَّم باسم الدين من مفاهيم، من عناوين، وتصبح المشكلة كبيرة في واقع الأمة.
فنجد من خلال هذه النصوص القرآنية المباركة والمهمة أهمية هذه المسألة على مستوى الدين؛ لضمان استمراريته بشكلٍ صحيح، ولضمان قيامه في واقع الأمة بشكلٍ صحيحٍ وسليم، ثم على مستوى أثره في واقع الأمة، دين الله -سبحانه وتعالى- بشكله الحقيقي هو نعمةٌ عظيمة، هو التوجيهات والهداية الإلهية التي أتتنا برحمة الله، وبحكمته، وبهدايته، وبتوفيقه، وبعلمه، وأيضاً يتصل بها رعاية إلهية مباشرة، عون من الله، ونصر من الله، وبركات من الله، وتأييد من الله، ورعاية شاملة من الله، ولكن هذا كله إذا تحركنا وفق ما رسمه الله -سبحانه وتعالى- لنا، إذا لم يبق لنا هذا الاتصال بشكل صحيح بهذا المنهج الإلهي، فالمسألة خطيرة جدًّا، لم نعد نستشعر أنها نعمة؛ لما نفقده منها في واقع حياتنا؛ لأن النقص في الجانب الجوهري أضاع هذه النعمة في أثرها في الحياة، فتصبح هذه الأمة أمة ضعيفة، أمة مليئة بالمشاكل والنزاعات والخلافات، أمة لا تبني واقعها وترتقي على المستوى الحضاري بناءً على هذا المنهج الإلهي؛ وبالتالي أمة ضعيفة أمام أعدائها، وأتى قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، ليبين لنا ذلك، بما أنَّ الله -سبحانه وتعالى- قد أكمل دينه، وبما يضمن استمراريته بشكلٍ صحيح، وجعله نعمةً بكل ما تعنيه هذه العبارة في أثره العظيم في واقع حياتنا، وحل مشاكلنا، وصلاح حالنا، وصلاح أنفسنا، لكن تبقى المسؤولية علينا نحن: أن نتجه لنتولى الله -سبحانه وتعالى- بهذا المفهوم العظيم، بهذه الصلة من كل واقع حياتنا، لنسير على منهجه كما رسم هو -سبحانه وتعالى-، ولنقيم هذا المنهج في واقع حياتنا كما رسم هو -سبحانه وتعالى-، وكما قدَّمه جلَّ شأنه لنا، وأن نحرص أيضاً في سيرنا على أساس هذا المنهج العظيم أن تكون صلتنا بولاية الله -سبحانه وتعالى- هي هذه الصلة، التي تضمن لنا سلامة وصول هذا المنهج إلينا، وسلامة تطبيقه في واقعنا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة يوم الولاية 1441هـ