أولاً: يعطيك قاعدتين أساسيتين في الواقع العملي أولهما الصبر والأخرى الرؤية الواعية عن الواقع العملي عن الأداء العملي، الصبر والصبر مرتكز أساس للنهوض بالمسؤولية، لا يمكن أن يقف في مواجهة التحديات والأخطار وأن ينال هذا الشرف وأن يتحقق على يديهم العزة لأنفسهم ولأقوامهم، ولا يمكن أن يسجل التاريخ مثل هذا الشرف الكبير إلا للصابرين.
الناس الكسلون الناس الخاملون الناس الذين يفقدون الروحية العملية والطموح والهدف العظيم والدافع القوي، الناس الذين تغلب عليهم الوهن والكسل والفتور لا يمكن أن يتحقق على أيديهم خيرٌ أبداً، لا.
مثل هذه المسؤولية لابد فيها من صبر، لابد فيها من تحمل والصبر هناك في القرآن الكريم ما يساعدك على أن تكون من الصابرين، إيمانك بالله، قناعتك بالموقف، يقينك بأهمية ما أنت فيه وأهمية نتائجه العظيمة في الدنيا وفي الآخرة عند الله، يقينك بخطورة التقصير يقينك ووعيك بخطورة التفريط وما يترتب عليه من كوارث ومساوئ وفظائع وخسائر في الدنيا والآخرة، كل هذا يوجد عندك الطاقة القوية للتحمل والتحمل هو الصبر، قوة التحمل هي الصبر.
أنت إنسان تعي أهمية ما أنت فيه وخطورة أن تقصر فيه وأنت إنسان متطلع إلى ما وراء الموقف متطلع، إلى الله، إلى رضوانه، إلى جنته، إلى السلامة من عذابه، متطلع إلى الحرية والعزة والكرامة والشهامة والإباء، أنت إنسان تترفع عن الذل والهوان والاستباحة والخنوع، وهكذا تريد لنفسك الخير ولا تريد لنفسك الشر هذا يعطيك تحملاً فيما أنت فيه لما تدرك من قيمته، من أهميته، من جدوائيته، من نتائجه.
وهذه مسألة مهمة قوة التحمل لها أهمية في جانبين في مقابل المعاناة في الموقف من جانب العدو هذا جانب أن تتحمل ما يحدث من جانب العدو في المواجهة وأنت تتحرك لمواجهته ما تكون إنساناً كسلاً وهناً ضعيف النفس ضعيف المعنوية ضعيف العزم منكسر الإرادة، لا، الإنسان الذي هو منكسر الإرادة وهن في نفسه في همته ضعيف في تماسكه أبسط معاناة أو أبسط متاعب أو أبسط مخاطر أو تحديات وانكسر، بعضهم قد يصل إلى الجبهة ويجلس في طرفها ليلة وما بلا بايسمع أصوات القوارح يسمع أصوات القرح وما يتحمل إلا إلى الصباح ويغادر ! ، يعني هذا إنسان ما عنده ولا نسبه 1% من التحمل ما عنده عزم ما عنده إرادة ما عنده قوة نفس خامد على حسب التعبير المحلي بماتعنيه الكلمة، ما قد بلا يسمع القرح ويكون في خارج الجبهة وما يصبح على الصبح وعاد يتحمل إلى ثاني يوم، أو تتأخر عنه الوجبة يوم من الأيام وجبة طعام أو كذلك يتأخر عنه الماء وجبة الغداء أو وجبه فطور أو غير ذلك ما يطيق البقاء ، هذا ما ارتبط لا بهدف كبير ولا بموقف عظيم ولا بتوجه واعٍ ولا أي شيء رحله وعجل على رحلته يعود منها، لا.
قوة التحمل تفيد في الأعباء والمعاناة الطبيعية في الأحداث تنزل في الجبهة يحصل لك برد يحصل لك شمس يتأخر عنك أحياناً طعامك تحدث أشياء عادية، الإنسان يعاني حتى في أي مجال من مجالات الحياة، العامل الكادح التاجر المسافر كلهم يحصل له معاناة طبيعية في هذه الحياة، مع ذلك الإنسان الصابر عنده تحمل لأي أعباء فيما يحدث من جانب العدو فعنده قوة تحمل لمواجهة التحدي من جانب العدو وعنده أيضاً قوة تحمل لأعمال كبيره يتحرك بها في مواجهة العدو.
لاحظوا كثيرا من الأعمال تحتاج إلى صبر أعمال مهمة أعمال عظيمة أعمال مثمرة عمليات فعالة في مواجهة العدو لكن تحتاج إلى ماذا؟ إلى صبر يعني فيها تعب، الذي لا يمتلك الإرادة القوية ولا العزم ولا الهمة ولا الوعي اللازم ولا القناعة الكافية، إذا رأى أي عمل مهما كان عظيماً مهما كان مفيداً مهما كان مثمراً مهما كان منتجاً يرى فيه شيئاً من التعب يقل لا .. يتهرب يعني عنده خوف فظيع من التعب، تهرب شديد من التعب أي شيء فيه تعب ما يشتهيه أبداً، لو يمكن يدخل القدس ويفتحها ويطرد الصهاينة منها ولكن به تعب في الموضوع ما يشتي أبداً، لا.
الكثير من الأعمال الفعالة المفيدة المثمرة تحتاج إلى تعب وإلى تضحية بقدر ما تمتلكه من وعي بقدر ما تمتلك من إيمان بقدر قوة إرادتك وصلابة همتك وعزمك ومعنوياتك بقدر ما تكون فعالاً تتحرك بأعمال مهمة بأعمال كبيرة أعمال قوية وإن كانت متعبة، من الطبيعي أن أكثر الأعمال العظيمة والمهمة متعبة فيها تعب وإلا لكانوا الناس عظماء بكلهم لو كانت كل الأعمال العظيمة والكبيرة والمهمة بدون أي تعب لكان الناس كلهم أجمعون لكانوا عظماء كلاً يساعده يجي عظيم ومهم وله دور كبير في الحياة وله أعمال محسوبة في الحياة، ولكن لا.
فلذلك نحتاج إلى الصبر في أن نتحمل أعباء التحديات والأخطار من جانب العدو، يصبر على المرابطة يصبر على التصدي للعدو يصبر على الأعمال اللازمة لتقوية الموقف الميداني، ويصبر على المتاعب للقيام بأي أعمال عظيمة ومهمة فيبادر ويتحمل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن التعبئة العامة
27-01-2017