تابع...معنى الصلاة على النبي و آله
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
- نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
- نحن لا نتبع من أهل البيت إلاالصالح إلا المتبع للسنةإلا الذي هو كذا و كذا هل هذه الروحية و هذه التساؤلات و الإشكالات صحيحة ؟
- الله سبحانه وتعالى هو من سيتكفل بأن يجعل لأمته هداة من داخل أهل بيت نبيه، في كل عصر بدون تساؤلات بدون تصنيفات.
- مع الدرس نسأل الله الهداية
فالصلاة في هذه الصلاة: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) التي نقولها هي تدل فعلاً على أن أمر الأمة أمر الدين وراثة الكتاب، الهداية إلى الحق إقامة العدل والقسط في الناس هو منوط بمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
قضية أن تأتي الصلاة عليهم على هذا النحو المطلق، هل في تفسير الآية عندما قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) هل أن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لا يعلم أنه سيكون في ذريته من ليسوا بصالحين؟ هو يعلم، فما هو الفارق؟ مثل الآية القرآنية تماماً {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} (فاطر:من الآية 32).
عندما يقول في الآية: (فمنهم... ومنهم... ومنهم...) يريد مِمّن؟ مِن مَن اصطفاهم بهذا الكلام: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} فمنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {مُّقْتَصِدٌ} ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} اليس كأنه يقول: على الرغم من آنافنا - إن صح التعبير -؟ ألم يجب الله على أي تساؤل من هذا القبيل؟ لحكمة، ليس لأنه يريد أن يربطك بظالم رغماً عنك أو بفاسق رغماً عنك، لا.
افهم المسألة على هذا النحو: نحن اصطفينا فئة من عبادنا، هذه واحدة، اليس معناها هكذا؟ جعلناهم ورثة للكتاب. أن تأتي أنت وتقول: (لكن فيهم، ولكن فيهم، ولكن فيهم، وكيف نعمل إذا فيهم؟) هو يعلم بكل شيء من قبل أن تعلم أنت، هو يقول لك: هنا وراثة الكتاب هنا، وأنا الذي سأتكفل بوضع الهداة داخل ورثة الكتاب. فأنا يجب علي أن أؤمن بأن هؤلاء هم صفوة، أي: هو اصطفاهم لأن يكونوا ورثة لكتابه، أليس هذا هو الواجب؟ في الآية القرآنية هل بإمكانك أن تقول: أن الظالم لنفسه ليس من الفئة التي اصطفاها؟ هل تستطيع أن تقول ذلك؟
وهو قال في الآية ثلاث مرات: فمنهم... ومنهم... ومنهم... ألم يقل هكذا؟ {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ} من من ماذا؟ ممن اصطفاهم {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} هل بإمكاني أن أقول: لا، أو بإمكان أي واحد أن يقول: لا، الظالم أبداً ليس من الفئة التي اصطفاها الله؟ هل بإمكاني أن أقول هكذا؟ سأكون مكذباً بالقرآن، هو منهم لكن هو شخصياً لا أتبعه، هو شخصياً لا أتولاه، لا علاقة لي به.
لكن افترض أنه اصطفى هذه الفئة بصورة عامة، لو قلنا بأن هذا الشخص الذي هو ظالم الآن فلان ابن فلان ظالم لنفسه مجرم، أصبح بكونه مجرما أو ظالما خرج عن دائرة الذين اصطُفوا، ثم نشأ منه ذرية صالحون ظهر منهم هداة، من أين هؤلاء؟ ألم نكن قد قطعنا الطريق نهائياً؟ ممكن أن يخرج الحي من الميت، هكذا، فيخرج من هذا الظالم من هو ولي وهادٍ وقائد للأمة، وهذا الشخص الجيد من أين؟ أليس ابن المجرم؟ اليس لا يزال من المصطفين؟ أي: الإصطفاء للمجموع، لهذه الفئة.
مثلما حكم بالميراث للورثة، ورثتك رغماً عنك يرثونك، الست احيانا تكره بعضهم؟ اليس بعضهم يحاول ان يعمل تمليكات ونذورات واشياء من هذه؛ لأنه يكره بعض الورثة؟ ولو أنت مؤمن تقي وابنك مجرم فسيرث منك رغماً عنك، اليس كذلك؟
هل لكون ابنك قد أصبح فاجر لم يعد يصح له أن يرث منك مالا؟ {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} (النساء: من الآية 11) لو أنت من عباد الله الصالحين من السابقين وابنك مجرم فسيرث منك ما دام وهو لا يزال محسوباً داخل ملتك. إذاً فالمسألة هي هنا،
حتى لاحظوا عندما نقول: (اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين) هل تعتقدون بأن كلمة: [الطيبين الطاهرين] هي استثناء أو ثناء؟ هي ثناء، نقول: اللهم صل على محمد وعلى آله، ثم نصفهم بأنهم (طيبين) ونصفهم بأنهم (طاهرين) أصبحت في مفهومنا استثناء أي: إخراج من ليسوا، ومن ليسوا.
إذا كنت تريد أنت أن تخرج، أنت لست بحاجة إلى أن تفكر بأن تخرِّج أو تدخل، لا تفكر في الموضوع من أساسه كيف؟ لأن القضية هي شهادة باصطفاء هذه الفئة لهذه المهمة.
[آل محمد] اليس هذا اسماً عربياً؟ إسم عربي معروف في اللغة العربية، (آله) أي: ذريته، هؤلاء هم المصطفين لوراثة الكتاب، وأن يكونوا هم قرناء الكتاب؛ ولهذا قرنهم في حديث الثقلين، اليسوا هؤلاء؟
إذاً هؤلاء هم الآية نفسها: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} أليست كلمة (اصطفينا) أرفع من كلمة: (صلِّ) التي نحاول نتمسك بها ونحاول أن نوجهها لا تنصرف كذا أو كذا؟ (اصطفاهم) ثم يقول لك: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} هنا ارتبط عملياً بالسابق بالخيرات، في نفس الوقت أنت ملزم بأن تؤمن بأن هنا وراثة الكتاب، هنا آل محمد الذين أمرنا بأن نصلي عليهم، على آل محمد. فصل عليهم الصلاة المطلقة نفسها التي صلاها عليهم رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وجعلها جزءاً من الصلاة عليه.
هل هو استثنى؟ إذا قلنا بأنه لم يستثن، أي: أنه يريد أن يدخل الظالمين والفاسقين فيهم؟ القضية ليست قضية تقسيم صلاة، أن أقول: اللهم صل ثم أقسمها وأنظر كم نصيب هذا وكم نصيب هذا، وأقول لهذا: أنت ليس لك شيء، اخرج، وأقول لهذا: ليس لك نصيب ’’ رُح لك’’. ليست المسألة على هذا النحو، أبداً؛ لأنها أكثر ماتعني في دلالتها بالنسبة لنا نحن، لا يعني أن صلاتك هي التي ستجعل محمداً وآل محمد يرتفعون إلى عنان السماء. الله قد رفع ذكر محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وأشاد بذكره في الأذان: (أشهد أن محمداً رسول الله) فقرن اسمه باسمه فأنت تشهد أن لا إله إلا الله كما تشهد بأن محمداً رسول الله {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الشرح:4).
ألم يقل هكذا في القرآن الكريم؟
لكن بالنسبة لنا، نحن نفهم: أن يقدم لنا هذا الذكر على هذا النحو هو من أهم أبواب الهداية لنا؛ لنفهم أن المسالة مهمة وأنه لا بد أن نكون مرتبطين بمحمد وآل محمد، وأن رسول الله هو الذي أمرنا، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر رسوله، ثم عندما أتساءل: لكن كيف؟ أنت ثق بالله أولاً. والمسألة هي كما قال الإمام زيد: (أهل بيتي فيهم - كما قلت - المخطئ والمصيب إلا أنه لا تكون هداة الأمة إلا منهم). هذا شيء مؤكد.
المسألة هي على هذا النحو. حتى لا تكن مقسماً لصلاتك على ما قلنا سابقاً.
أمرنا أن نحبهم فنحبهم، أمرنا أن نصلي عليهم فنصلي عليهم، أمرنا أن نرتبط بهم جملة، أمرنا بأن نؤمن بأن هناك وراثة الكتاب وهناك الهداية للأمة، هذا هو الشيء المهم.
إذا جئنا إلى المسألة من جانب آخر ثم أقول: (الذي أعرفه من أهل البيت وهو صالح فأنا سأحبه، لكن لا شأن لس بهم). كيف أصبحت روحيتك ونفسيتك بالنسبة لأهل البيت؟ أليست نفسية انتقاء من البداية؟ أي: أنت أساساً لست مرتبطاً بأهل البيت ولكن إذا ظهر لك أن هناك واحد جيِّداً فأنت ستحبه، أليس كذألك؟ والمطلوب هو العكس هو أنني أرتبط بأهل البيت، أحب أهل البيت، أصلي على محمد وآل محمد، أتولى آل محمد على هذا النحو، اليس كذلك ؟ ثم في ميدان العمل أرتبط بالهداة، في ميدان الولاء عندما يتبين لي شخص سيء أرفضه. هكذا الطريقة. لا أكون في الواقع رافضاً للكل، إلا إذا ظهر لي فلان او ظهر لي واحد من هناك سأتولاه، الا يوجد فرق بين المسألتين؟ لماذا؟
لأن القضية هي قضية هداية من الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لنا يهدينا إلى كيف تكون نظرتنا لأهل البيت، وكيف نرتبط بهم، لم يترك المسالة لنا نحن للإنتقاء؛ لأننا سنختلف في موضوع الإنتقاء أليس هذا هو الذي حصل؟
السنية أنفسهم هم يؤمنون بمحبة أهل البيت، ومن عقائدهم وجوب محبة آل محمد، لكن ماذا يقولون؟ يقولون: (لكن من كان منهم متبعاً للسنة)لاحظ كيف، فالشافعي منهم يريد من كان من أهل البيت على مذهبه، والحنفي منهم يرى من كان من أهل البيت بأنه صالح، أي : على ما هو عليه ، أليس كذلك؟ والمالكي كذلك، والحنبلي كذلك، والزيدي كذلك، والجعفري كذلك، والباطني كذلك وكل طائفة على هذا التصنيف.
هذا التصنيف هو ملغي أساساً، لا قيمة له داخل تشريعات الإسلام بكلها، هذه الروحية ألغيت من أول أمر إلهي توجه إلى آدم، أن أقول: لا بأس الذي يظهر لي منهم أنه مؤمن سأحبه، لكن انظر كيف ستكون الفوارق، الذي يظهر للشافعي من هناك، أليس هو غير الذي سيظهر لي؟ ألسنا في الأخير سنختلف؟
والمسألة هي أنه يريد أن يربط الأمة كلها بأهل البيت، فليؤمنوا بأن هنا وراثة الكتاب، ان هنا العترة التي أمر بالتمسك بهم مع القرآن، ودعوا التصنيفات، وباقي المسألة هي على من؟ على الله، أليست على الله؟ مثلما فهمها الإمام الهادي، مثلما فهمها الإمام زيد مثلما فهمها الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الأمر الذي يجب أن نفهمه نحن أيضاً، وإلا فمعنى ذلك أننا لسنا واثقين بالله، عندما تقول: كيف يأمرنا بمحبتهم وفيهم كذا، وفيهم كذا؟ كيف يجعلنا نتمسك بهم وهم كذا، وهم كذا؟ ألست تستنكر على الله؟ الله أسجد الملائكة لآدم عندما قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ} (البقرة:من الآية30) ألم يقل الملائكة هكذا؟ ليس كلامهم هذا بشيء عند الذي يصدر منا من الكلام.
إذا قد صح لي فقط بأن الله يريد مني أن أتبع أهل البيت ويريد من الأمة جميعاً أن تتمسك بأهل البيت؛ إذاً فلنتمسك بأهل البيت، ولو حصل التمسك بأهل البيت من أول يوم من بعدما مات الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لما تفرقت الأمة أبداً، ولما اختلفت في الدين أبداً، فما نشأت هذه التساؤلات إلا من بعد، ولأنني أنا بطبيعتي وفطرتي، أي واحد منا سيعرف، هو يميز، سأعرف بأن ذلك هو الجدير بأن أتبعه وليس ذلك الجاهل، وليس ذلك الفاسق.
هل أحد منا سيتجه إلى الجاهل يتبعه؟ هو ليس لديه أي شيء يمكن أن أتبعه فيه، لكن أحبه لأنه من قرابة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).
ذلك الفاسق من أهل البيت هل أحد منا سيفكر أن يتبعه؟ وإذا كان هناك أشخاص-مثلاً-فاسقين من أهل البيت ومعهم ناس يتبعونهم هل هم يتبعونهم على أساس أنهم متبعون لأهل البيت؟ اسألهم! لا. معلوم هذا.
فالناس بطبيعتهم يميزون، والله سبحانه وتعالى هو من سيتكفل بأن يجعل لأمته هداة من داخل أهل بيت نبيه، في كل عصر بدون تساؤلات بدون تصنيفات، ومتى قد قال الله لك أن تحب الفاسق منهم أو تتولى الفاسق؟ هل قد قال كذاحتى نقول: كيف؟ لماذا؟ لم يقل لنا نهائيا، لم يقل.
لكن أنت عندما تنتقد عليه فأنت تنتقد على الله سبحانه وتعالى فتقول: كيف؟ وكيف؟ ولماذا؟ بعدما صحت القضية التي منها: أننا نؤمن جميعاً بأن الصلاة عليهم مع الصلاة على النبي وآله هي من أذكار الصلاة التي هي خير الأعمال، أليس هذا دليلاً؟
إذاَ فالمطلوب هو الإرتباط بأهل البيت هكذا، محبة أهل البيت هكذا، وليس الرفض-إلا إذا ظهر لي ذلك أنه مؤمن فأنا سأحبه! فتكون قاعدتي العامة ألاّ أرتبط بهم إلا إذا رأيت واحد صالحاً، الصالح عندما ترى صالحاً فيجب أن تحبه وتتولاه من أي فئة كان.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة (معنى الصلاة على محمد و آله)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.