الله سبحانه وتعالى رحيمٌ بنا، يدعونا إلى المغفرة يدعونا إلى الجنة، يدعونا إلى ما فيه الخير لنا في الدنيا والآخرة، وهو جلّ شأنه يدعونا إلى ما فيه إنقاذنا، إنقاذنا من الذنوب، إنقاذنا من الأعمال السيئة التي لها خطورة كبيرة علينا نحن، أما الله سبحانه وتعالى فليس عليه منّا ومن أعمالنا السيئة أي خطورة ولا أي ضرر، أبداً، لا تضرّه معاصينا ولا ذنوبنا، ونجد دعوته التي تعبّر عن رحمته وفضله ورأفته بعباده في القرآن الكريم، وهي تتكرر كثيراً بعبارات مؤثرة جداً، عبارات تعبّر بالفعل عن الرحمة، عن الرأفة، ونجد أيضاً من خلال أنبيائه "عليهم السلام" كيف كانوا حريصين جداً على إنقاذنا، على خلاصنا، على دفعنا إلى ما فيه الخير لنا، على استنقاذنا من ذلك الهلاك من ذلك العذاب، من عذاب الله في الدنيا ومن عذابه في الآخرة، وبعبارات كذلك فيها ما يعبّر عن رأفتهم، عن رحمتهم، عن حرصهم الشديد على إنقاذنا وخلاصنا، الواحد من الأنبياء يأتي إلى قومه ويقول لهم: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[الأعراف : الآية59] {فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [هود: الآية3]
يسعى إلى خلاصهم، يتألم جداً عليهم من أن يهلكوا، رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" يقول الله جل شأنه عنه مخاطباً له: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}[الكهف: الآية6]، هو يدرك الخطر الكبير عليهم، نتيجة عنادهم إعراضهم، رفضهم للإيمان بهذا الهدى، ويدرك أين مصيرهم، ذلك المصير الرهيب جداً، وما يترتب على ذلك في الدنيا وما يترتب عليه في الآخرة، فهو يتألم جداً، هو حريصٌ على نجاتهم حريصٌ على إنقاذهم، إلى هذه الدرجة من الألم النفسي عليهم، {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} تكاد أن تهلك نفسك غمّاً وحزناً وضيقاً، من أجلهم، أنهم لم يهتدوا بهذا الهدى الذي فيه نجاتهم وفيه فلاحهم وفيه خلاصهم، وفيه إنقاذهم، وهكذا يأتي في القرآن الكريم التحذير المتكرر، وأيضاً في المقابل الدعوة التي تعبر عن رحمة الله "سبحانه وتعالى" وبعبارات رقيقة، وبعبارات كلها رحمة، وكلها رأفة من الله سبحانه وتعالى.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية السادسة 1441هـ.