مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يؤكّد السّيد أنّ القرآن الكريم قدّم نموذجاً عن بني إسرائيل, وخسارتهم الكبيرة في مختلف المجالات, بسبب انصرافهم وإعراضهم عن هدى الله, ويؤكّد أنّ الأمّة التي تعرض عن هدى الله تخسر خساراتٍ كبيرةٍ جدّاً, وتجلب الخسارة للأمم الأخرى يقول السيد: (ما تناولته الآيات السابقة التي سمعناها بالأمس حول بني إسرائيل قدمت فعلاً صورة فظيعة جداً في مختلف المجالات عمن لا يهتدون بهدي الله عمن يعرضون عن هدي الله، وكانت فعلاً صورة مقززة، صورة تشمئز منها النفوس، وكيف أن الأمة عندما تعرض عن هدى الله تخسر خسارات كبيرة جدا, وتجلب الخسارات أيضا على الأمم الأخرى) سورة البقرة الدرس السادس.

ويضيف السّيد أنّه كان لدى بني إسرائيل فيما مضى حضارة وعلوم راقية جداً, من أبرزها ما كان عليه الواقع العلميّ, والحضاريّ في دولة نبي الله سليمان (عليه السلام), وآثار حضاريّة راقيّة تدلُّ على إمتلاك وسائل علميّة متطوّرة جداً هي ممّا سخره الله لعباده, ويبيّن السّيد كيف أنّ هذه الحضارة الراقية, والتّقدّم العلميّ الكبير تعرّض للإنهيار, والتلاشي, واستُغلّ استغلالاً سيئاً جداً, وهابطاً, ومنحطاً, بسبب انحطاط اليهود, وانصرافهم عن هدى الله سبحانه وتعالى يقول السيد: (ذكر أيضاً قضية ما تزال ظاهرة فيهم إلى حد الآن: كيف أنه على أيديهم، وبسبب انحطاطهم الذي فقدوا به الإهتمام بالقضايا الكبيرة، الإهتمام بعمارة الدنيا على أساس هدي الله، هذا الإنحطاط الذي تصل إليه النفوس المعرضة عن هدي الله عندما تصبح لا تقدر للشيء مهما كان مهماً أي قيمة، حضارة معينة كانت يبدو - والله أعلم - كانت حضارة راقية - كما قلنا - من مظاهرها ما كان عليه نبي الله سليمان، وما كان عليه منهم من المقربين لديه من حاشيته، ومن كبار دولته: أنه يبدو أنه كان هناك في ذلك العصر علوم راقية، وتبدو مظاهرها - كما قلنا بالأمس - ما تزال في مصر، وقد يكون من مظاهرها ما هو في اليمن أيضاً، أشياء عندما تتأمل فيها ترى بأنها بعيدة أن تكون من عمل الإنسان بطاقته الطبيعية، وخبراته الطبيعية، أنه يبدو أنه كان هناك علوم تسخر بها أشياء كثيرة من مخلوقات الله سبحانه وتعالى تعتبر أسباباً لإنتاج أشياء لا ينالها الإنسان هو بطاقاته المحدودة, من أبرز ما حصل في تلك الحضارة، ومن مظاهر ذلك العلم ما حكاه الله سبحانه وتعالى في قصة [عرش بلقيس] كيف أن الذي عنده علم من الكتاب قال: ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾[النمل: من الآية40) قضية علمية هذه ليس معناها أنه مسألة دعاء معين، فيما يبدو - والله أعلم - ليست القضية قضية دعاء؛ عنده علم من الكتاب، تسخير أشياء معينة كما قلنا بأن مجمل ما يتحرك فيه الإنسان مهما تطورت العلوم لا تخرج عن مجرد استخدام لأسباب طبيعية الله سبحانه وتعالى هو الذي جعلها في هذا الكون، محيط هذه الأرض، في السماوات والأرض وما بينهما، لكن لاحظ كيف اليهود عندما انحطوا انحطاطاً رهيباً جداً كان الذي يهمهم من تلك العلوم، ومن تلك الحضارة الهامة: هو أن يتعلموا ما يفرقون به بين المرء وزوجه! فأضاعوا العلوم الأخرى، أضاعوا علوماً ابتنت عليها حضارة لهم هم في عهد سليمان كلها في الأخير تلاشت، خلاصة ما تبقى لديهم هي [علوم الشعوذة] - مثلما يقولون - وما زال هذا لديهم إلى الآن) سورة البقرة الدرس السادس.

ويبيّن السّيد أنّ اليهود حطّموا حضارةً قائمةً لديهم, وأضاعوا علوماً مهمةً جداً بسبب أنّهم لم يهتدوا بهدى الله سبحانه وتعالى, ويؤكّد السّيد أنّ هذه السياسة لا زالت قائمة لدى اليهود إلى الآن, وأنّ الحضارة والعلوم الحديثة الّتي تحققت الآن بسبب الثّورة الصناعيّة, وتحقّق الإزدهار العلميّ, والتّقدّم الحضاريّ معرضةٌ للإنهيار والتحطّم على أيديهم من جديد, وأنّهم يسوقون الدّول التي امتلكت حضارةً عالية, وعلوماً متقدّمة إلى الإنهيار, والخسارة الحضاريّة, والعلمية الرهيبة, من أجل تحقيق أطماعهم وأهدافهم في السيطرة والهيمنة على العالم, ويؤكّد السّيد أنّ أيّ أمة مهما تطوّرت, وتقدّمت, وامتلكت من علوم وحضارة هي معرضة للإنهيار, والتّلاشي إذا لم تسير وفق هدى الله سبحانه وتعالى, لأنّ هدى الله يعتبر من أهمّ الضّمانات لبقاء العلوم, والحضارات, واستمرارها يقول السيد: (إذاً وجدناهم بسبب أنهم لم يهتدوا بهدي الله حطموا حضارة قائمة، وأضاعوا علوماً هامة جداً، هذه الحالة ما تزال قائمة فيهم إلى الآن ما تزال إلى الآن الفكرة التي ما يزالون عليها هي تلك التي حكاها عنهم كانت كل هدفهم من علوم معينة: يفرقون بين المرء وزوجه. الآن العلوم الحديثة، هذه الحضارة الحديثة هذه أيضاً معرضة للنكسة على أيديهم هم فعلاً، الآن بعد الثورة الصناعية، وبعد ازدهار العلم حاولوا أن يتغلغلوا في داخل البلدان التي ازدهرت مثل: بريطانيا، في فرنسا، في أمريكا، أمريكا بالذات قد تكون أمريكا من أبرز البلدان الآن في مجال العلوم بل سمعنا في الفترة القريبة: بأنها ربما قد تكون تجاوزت أوروبا بما يساوي أربعين سنة، بالنسبة لأمريكا, الحضارة، العلم الذي عليه أمريكا، وبلدان أوروبا، والعالم كله معرض أيضاً للإنهيار على أيديهم، هم لديهم اهتمامات معينة اهتمامات هي أيضاً لا يبالون من أجلها أن يتحطم كل شيء فينطلقون بنفس الفكرة: التفريق تجدهم مثلاَ الآن يفرقون بين الإنسان ودينه، بين الإنسان وربه، بين المسلم وكتابه، يفرقون بين الأمم، يجزؤونها، يفرقون ما بين الحاكم وشعبه، أليست سياسة بارزة الآن؟ قضية بارزة الآن: موضوع التفريق ما بين الدولة والشعب، بغض النظر أن تكون دولة مستقيمة، أو دولة غير مستقيمة أعني: سياستهم بالنسبة لإيران كسياستهم بالنسبة للسعودية تماماً مع الفارق الكبير ما بين النظام في السعودية والنظام في إيران، التفريق ما بين الشعب والحاكم.

يسوقون العالم الآن يسوقون تلك البلدان التي امتلكت حضارة عالية، واحتضنت علوماً مهمة يسوقونها إلى ماذا؟ إلى حالة قد تؤدي فعلاً إلى خسارة علمية رهيبة، إلى خسارة حضارية رهيبة, هم يرون بأنه ليس بإمكانهم أن يحكموا العالم - لديهم مطمع معين: أن يسيطروا على العالم - إلا بعد أن يدخلوا العالم في صراعات رهيبة جداً بالطبع تكون في نتيجتها ضرب مصالح، المفاعلات، المعامل، الخبراء، علماء، مدارس، جامعات كلها تضرب، إذاً فهم كانوا وراء تحطيم الحضارات السابقة، وضياع العلوم السابقة والآن هم في الطريق لنفس ما عملوه في الماضي كما قلنا بالأمس بأن هذه تدل، مجمل ما قدمه الله سبحانه وتعالى، وما ذكره عن بني إسرائيل، بما فيها النقطة هذه: أن أي أمة تصل في علومها إلى درجة عالية هي معرضة للتلاشي بسبب ماذا؟ أنها ليست مهتدية بهدي الله، أن هدى الله سبحانه وتعالى هو من أهم الضمانات لبقاء العلوم الهامة، من أهم الضمانات التي تبنى عليها الحضارات وتدوم وتستمر) سورة البقرة الدرس السادس.

ويضيف السّيد أنّ العالم كلّه يضجُّ الآن من اليهود, وأنّهم أصبحوا يُشكّلون مصدر قلقٍ, وتهديدٍ حقيقيّ للعلوم, والحضارة في العالم كلّه, ويبيّن السّيد أنّ هذه الأمم الّتي لديها هذه العلوم المهمّة هي بأمس الحاجة لهدى الله فيما يتعلق بنظامها السياسيّ, والإقتصاديّ, وحركتها بشكلٍ عام, وهذا يعطينا ثقة بأنّ هدى الله, ودينه المتمثّل في القرآن الكريم, والإسلام هو من أهمّ ما تحتاج إليه البشريّة بشكل عام, لتستقيم في كلّ شئون حياتها, وليبق العلم ثابتاً, ومستمراً, ومزدهراً يقول السيد: (إذاً فما نراه اليوم بالنسبة لليهود ليس جديداً في الواقع، وكثير من المحللين يذكرون بأنه الآن أمريكا هي معرضة للإنهيار هي، بخبراتها العالية، بعلومها، بكل ما عندها معرضة للإنهيار على يد من؟ على يد اليهود فضلاً عن باقي الأمم؛ ولهذا ترى كيف أصبح الكثير يضجون منهم الآن، العالم الآن يضج من اليهود، في مؤتمر القمة الإسلامية سمعنا الوزير الماليزي عندما تحدث عن اليهود، وحصل تأييد له من أطراف كثيرة؛ ضجة من المناطق التي لليهود نفوذ فيها وهيمنة مباشرة عليها كثير من الكتابات حتى كتابات هنا في اليمن أذكر في بحث جميل في مجلة من مجلات الجيش يذكر خطورة السياسة الإسرائيلية وخطط اليهود على أمريكا نفسها، تؤدي إلى تحطيم أمريكا نفسها.

إذاً مثلما قلنا بالأمس لا يتصور الإنسان... لأنه ربما قد يكون من حسن حظنا نحن في الزمن هذا أن رأينا البلدان التي احتضنت العلم: هي معرضة للانهيار وبالشكل الذي ترى فعلاَ بأن تلك الأمم كانت بحاجة إلى هدي الله، تهتدي بهدي الله: فيما يتعلق بنظامها السياسي، فيما يتعلق باقتصادها، فيما يتعلق بحركتها بشكل عام، فهذا مثل مهم جداً نستطيع نحن عندما نتحدث مع الآخرين، أو نسمع من آخرين ممن يحاولون أن يعتبروا هذا الدين، أو يعتبروا الدين بشكل عام يؤدي إلى تخلف الشعوب والأمم وإلى التأخر، والمفروض نترك هذه الأشياء، ونلحق بركاب الآخرين! أنت لاحظ الآخرين إذا لديك فكرة وفهم، الآخرون معرضون لنكسة رهيبة، وخسارة للبشرية فيما لديهم من علوم، ما السبب في ذلك؟ بالتأكيد هم كانوا بحاجة إلى شيء يشكل ضمانة بالنسبة لهذه الحضارة، وهذه العلوم هو ماذا؟ هو هدي الله, إذاً فهذا يعطينا ثقة بأن هدي الله سبحانه وتعالى المتمثل في القرآن الكريم، دينه المتمثل في الإسلام بشكل عام هو من أهم ما تحتاج إليه البشرية بشكل عام لتستقيم في كل شؤونها، وليبقى ثابتاً ومتنامياً ومثمراً) سورة البقرة الدرس السادس.

ويوضّح السّيد أنّ الحضارة، والعلوم هي بحاجة إلى هدى الله الذي يشكل ضامناً لأن تبقى منتجة بشكلٍ مستمر لكلّ ما يشكل خيراً للبشريّة، ويبيّن السّيد أنّ اليهود يُشكّلون مصدر شرٍ على البشريّة بكلّها، وعلى مختلف الدّيانات، والجنسيّات، والبلدان فيقول: (إذاً ألم تكن تلك الحضارة أو تلك العلوم بحاجة إلى شيء يشكل ضمانة لبقائها يشكل ضمانة لأن تبقى مستمرة تنتج إنتاج خير للناس؟ الآن البشر كلهم يصيحون بأنه احتمال تحصل حروب رهيبة، يعني كلهم الآن يصيحون من نتاج العلم أليس من نتاج العلم وما توصل إليه الآخرون في علومهم؟ أصبح الآن يمثل شراً كبيراً من الذي جعل المسألة بهذا الشكل؟ هم هؤلاء أهل الكتاب اليهود بالذات الذين كانوا على هذا النحو.

إذاً فمعنى هذه لو يفهم الكل بما فيهم الأمريكيون أنفسهم بما فيهم الأوروبيون بأن اليهود يشكلون خطورة على البشرية بكلها الخطورة على البشر جميعاً على اختلاف دياناتهم على اختلاف جنسياتهم وبلدانهم) سورة البقرة الدرس السادس.

ويؤكّد السّيد أنّ القرآن الكريم قام على أساس تقديم رؤية تربويّة, ومنهجيّة للأمّة تجعلها على مستوى عالٍ من الوعي, واليقظة, والنّهضة بالشكل الذي يجعلها تستبق الأحداث, وبعيدةً عن تلقّي الضّربات المتكرّرة التي لا تستطيع الأمّة أن تعمل معها شيئاً فيقول: (إنّ الإسلام, إنّ القرآن الكريم قام على أساس أن يقدم للمسلمين تربية, تربية على مستوى عال جدا يستبقون بها الأحداث, يستبقون بها الأحداث فلا يكونون عرضة لأن يضربوا ضربات متكررة حتى يصحو, ومتى ما صحا وجد نفسه في وضعية لا يستطيع أو لا يتمكن أن يعمل شيئا) سورة البقرة الدرس السادس.

ويوضّح السّيد أنّ الأمّة وقعت في خسارةٍ كبيرةٍ جدّاً عندما لم تهتد, ولم تعمل بالقرآن الكريم, وأنّنا في هذا العصر, وهذه المرحلة ضحيةً للتقصير, والإنحراف الثقافي الذي حصل في مسيرة من سبقونا من المسلمين سنةً وشيعة, بسبب ابتعادهم عن القرآن الكريم فيقول: (إذاً ألم تكن خسارة كبيرة جداً عندما لم نعمل بالقرآن ألم نصبح نحن الضحية نحن الجيل هذا نفسه؟ أصبحنا الضحية أصبحت الأمة الجيل هذا من الأمة هو الضحية لتقصير السابقين لانحراف ثقافة السابقين في معظمها في معظمها فعلاً سنة وشيعة تتمثل كلها في ماذا؟في أنهم ابتعدوا عن القرآن) سورة البقرة الدرس السادس.

ويؤكّد السّيد أنّ بناء الأمم وتطوّرها، ورقيّها، أو تحطمها، وضياعها كلّه مبنيٌّ على مستوى تعاملها، واعتمادها، واتّباعها للقرآن الكريم فيقول: (تبنى أمم أو تحطم أمم بسبب الإعتماد على القرآن أو الإعراض عنه) سورة البقرة الدرس السادس.

ويوضّح السّيد هنا سعة, وشُموليّة, وإحاطة القرآن الكريم أمام تناوله لكلّ الأحداث, فمثلاً أمام معركة أحد نجده أحاط بها من كلّ الجوانب, وقدّم فيها الكثير من الدّروس, والعلوم الّتي لا يستطيع أيّ خبراء, وباحثين عسكريّين, وسياسيّين, وقانونيّون أن يصلوا إلى شيء من هذا, وهذا الشيء من عظمة القرآن الكريم, وهداه, وبيّناته, وعلومه, ومعارفه, ونوره, وبصائره الّتي يقدّمها للنّاس فيقول: (كم ذكر من أشياء كثيرة جدا حول [معركة أحد] وكيف يأتي يتعرض لموضوع المعركة هذه، كم قدم من دروس وأحاط بالقضية من كل جوانبها، لا يستطيع خبراء عسكريون ولا قانونيون ولا سياسيون على الإطلاق أن يصلوا إلى شيء من هذا؛ ولهذا قال عنه: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً﴾[الإسراء:88) ولو كانوا متعاونين كلهم لا يستطيعون؛ لهذا كانت خسارة كبيرة جداً على الأمة أن تبتعد عن القرآن يعطيها نور يعطيها معرفة يعطيها علم يحصل عندها شبه إحاطة بالقضايا من خلاله بالشكل الذي لا يمكن أن تحصل عليه من أي كلية أو أي جامعة على الإطلاق أو من أي جهة من الجهات مهما كانت خبراتها) سورة النساء الدرس الثامن عشر.

ويرى السّيد أنّه لا يمكن لأيّ أمّة من الأمم أن تحصل على خبرات، ولا خبراء من أيّ جهة على الإطلاق مهما كانت، بالشكل الذي يمكن أن تحصل عليه من خلال القرآن الكريم، مبيّناً كم هي خسارة الأمّة هذه, وهي تعيش في أسوأ وضعيّة, والقرآن الكريم موجودٌ بين يديها فيقول: (لا يمكن لأمة أن يحصل لها على الإطلاق لا خبرات ولا خبراء ولا أي شيء يكون مقاربا للقرآن هذا على الإطلاق, إنه خسارة كبيرة أن تكون الأمة هذه تراها في وضعية سيئة ووضعية جهل مفرط، والقرآن بين أيديهم) سورة النساء الدرس الثامن عشر.

ويؤكّد السّيد أنّ المسلمين لو اهتدوا بالقرآن الكريم, وكانوا هم مصدر الحضارة, والعلوم, والمعارف, والتّقدّم لاستطاعوا أن يبنوا الحياة, ويعمروها بشكلٍ أفضل, وأرقى ممّا هي عليه الآن, وبأفضل ممّا توصل إليه وقدّمه الغربيّون, وبشكلٍ صحيحٍ, وسليم لا يحمل أيّ أضرارٍ على الحياة, والبشريّة فيقول: (حتى في مجال البيئة ربما كان باستطاعة المسلمين أن يتوصلوا إلى أكثر مما توصل إليه الغربيون فينتجوا الأشياء الكثيرة التي هي نفسها لا تؤثر على البيئة، أو لو كان فيها ما يؤثر على البيئة لدفعهم تقواهم وصلاحهم وخشيتهم من الله إلى أن يحترموا هذا الإنسان فيحاولوا أن يعدلوا إلى المواد الأخرى التي هي أكبر حفاظاً على سلامة البيئة وإن كانت التي تلوث البيئة أقل تكلفة؛ لأنه هنا سيقال إنني في مقام مسئولية لا أريد أن أضر بعباد الله, ولكن ما الذي حصل على أيدي الغربيين؟ أليسوا هم من لوثوا البيئة؟ أليسوا هم من يحدثنا بأن البيئة قد تلوثت بشكل رهيب على أيدي من؟ على أيديهم هم؛ لأنهم انطلقوا عندما هم اخترعوا فسبقونا سبقونا فأصبحوا هم القوم الذين يتفكرون, لكن نفوسهم لم تكن صالحة، فما الذي حصل؟ لوثوا البيئة، ولم يرعوا حرمة الإنسان، ولم يحافظوا على سلامة الإنسان، المهم هو أن ينتج بأقل تكلفة فتأتي النفايات النووية وتأتي نفايات أخرى كثيرة جداً فيتحدثون عنها وهي تهدد العالم.. لكن ماذا كان سيحصل لو أن من بأيديهم هذه الأشياء هذه الآليات ومن هم سادة الإنتاج لو كانوا مؤمنين لكانوا يراعون سلامة الإنسان والحفاظ على البيئة فيعدلون إلى الأشياء التي فيها سلامة البيئة وإن كانت أكثر تكلفة.

تجد الله سبحانه وتعالى كيف أنه فيما خلقه وفيما صنعه كيف كانت سنن هذه الحياة كلها قائمة على الحفاظ على البيئة.. ترى مثلاً مخلفات الحيوانات أليست هي مما يساعد على تخصيب التربة؟ تتلاشى تلقائياً ثم تتحول من جديد إلى فوائد للتربة، لكن حاول أن تغير زيت سيارة عند مزرعة ما الذي سيحصل؟ تسكب هناك الزيوت أليست نفايات السيارات ستترك أثرها فتحرق المزرعة وتتلفها؟ لأن المؤمنين حينها سينطلقون ليتخلقوا بأخلاق الله سبحانه وتعالى فيكونون حريصين على أن يحافظوا على البيئة فهم من كان سيعمر الحياة ويعمر النفوس ويتجلى على أيديهم المعرفة الواسعة لله تعالى، فما الذي حصل؟ عندما أصبح الإنتاج بأيدي الآخرين وكان الآخرون هم المبدعون وهم المخترعون وهم من طوروا علوم الصناعات وطوروا الصناعات وغيرها، ما الذي حصل؟ جاء اليهود ليستخدموا الثورة الصناعية فاستغلوها في الجانب الثقافي أن يقدموا للمسلمين بأن عليكم أن تتخلوا عن دينكم حتى تكونوا كمثلنا فتلحقوا بركابنا، استغلوها أيضاً في الجانب الاقتصادي فملأوا الدنيا ربا، استغلوا الاقتصاد السياسي في الهيمنة على الشعوب واستنزاف ثرواتها.

أليس اليهود هم الذين استفادوا من الثورة الصناعية؟ أليسوا هم من مسخ وجه العالم؟ لو كان المؤمنون هم من سبقوا لقُدِّم العالم بشكل آخر) معرفة الله نعم الله الدرس الثاني.

ويؤكّد السّيد أنّ كلّ ما وصلت إليه الأمم من علوم, ومعارف حضاريّة, وعلميّة هي من نعم الله سبحانه وتعالى, وممّا سخّره لعباده, وأنّ هذه العلوم, والمعارف تترك أثراً كبيراً في مجال معرفة الله, وتذكّر نعمه, وطاعته, والخشية منه بالشكل الذي يشكل ضمانةً في تسيير كلّ هذه العلوم في المجال الذي يريده الله سبحانه وتعالى, وفي عمارة الأرض وإصلاحها, ولا يشكل أيّ ضررٍ, أو شرٍ, وخطرٍ على البشريّة, والحياة يقول السيد: (من هنا نعرف أهمية أن يذكِّرنا الله وأن يطلب منا أن نتذكر نعمه العظيمة علينا؛ لأن لها علاقة كبيرة بنا، باعتبار أنها هي الآليات التي بها نطيع وبها نعصي، فمتى ما تذكَّرنا أنها نعمة منه فإن هذا سيوجد في أنفسنا حياء من الله، أن نتوقف عما طلب منا فيها، أو أن ننطلق لاستخدامها في معاصيه.

من الأشياء التي يظهر بتذكر أن ما بين أيدينا هو من نعمة الله علينا كونها من مفردات هذا العالم الذي نحن خلفاء لله فيه, لاحظ كم سيظهر من أثر كبير لتذكر نعمة الله، أنت عندما تتقلب داخل مفردات وأجزاء هذا العالم فتصنِّع وتنتج وتبدع وتعمر .. وأشياء كثيرة، إذا ما كنت متذكراً بأنها من نعمة الله، إذا ما كان الناس متذكرين بأن هذه الأشياء هي من نعمة الله عليهم فإنهم سيخشون من الله وسيستحيون من الله أن تستخدم في معاصيه، أو أن تستخدم في الإضرار بالآخرين من عباده, عندما انطلق الغربيون في التصنيع، وباستخدام المنتجات المتعددة في مختلف المجالات، ألسنا نرى ما أكثر ما تستغل في الإفساد في الأرض، وفي إفساد عباد الله وفي ظلم الناس؟ لو كانوا هم ممن يتذكر بأن ما بين أيديهم من طاقة، ما بين أيديهم من آليات، ما بين أيديهم من إمكانيات هي نعمة من الله عليهم، نعمة, يتذكرون هذه: أنها نعمة لاستحوا من الله أن تستخدم فيما هو إفساد لعباده وإبعاد لعباده عن طاعته وعبادته، فيصبح حينئذٍ تذكر أنها نعمة من الله يشكل ضمانة في تسيير كل هذه المسخرات في المجال الذي يريد الله سبحانه وتعالى، في عمارة الأرض بالصلاح) معرفة الله نعم الله الدرس الثالث.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر