في مواجهة واقع كهذا يأتي التوجيه الإلهي بالجهاد في سبيل الله والله غني الجهاد في سبيل الله ليس معناه دفاع عن الله إنما قتال وتحرك عام في مواجهة أولئك الذين يمثلون شرا على الحياة وعلى البشرية وعلى الناس المعتدين المفسدين الأشرار الطغاة لمواجهة شرهم لمواجهة طغيانهم ووفق الطريقة التي رسمها الله سبحانه وتعالى ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة190] إن الله لا يحب المعتدين، فهو لا يقبل بالعدوان العدوان بغير حق على أحد مهما كان ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة194] ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾[التوبة14] ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ﴾[النساء75 ].
هكذا يأتي الأمر من الله سبحانه وتعالى للمستضعفين أنه اجعلوا من أنفسكم قوة تواجه هذا التحدي تواجه الشر تواجه العدوان تتصدى للظالمين والجائرين والمستكبرين، لا تقفوا مكتوفي الأيدي ليقتلوكم ليذلوكم ليقهروكم ليتكبروا عليكم ليستبيحوكم ويستبيحوا حياتكم، لا تستسلموا لهم ولا تهنوا لهم ولا تخضعوا لهم ولا تسمحوا لهم باستعبادكم؛ لأن الله أراد لكم الكرامة أراد لكم العزة أراد لكم الحرية أراد لكم ألاَّ تكونوا عبيدًا إلاَّ له لأنه خالقكم هو ربكم الحقيقي فلا تقبلوا بأحد آخر أن يجعل من نفسه ربًّا لكم وهو عبدٌ حقيرٌ سيئٌ شريرٌ حتى لو استعبدكم إنما يستعبدكم بالطغيان والقهر والإذلال والظلم. هكذا تأتي التوجيهات الإلهية.
من خطاب السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد 1437ه