درس الأحد
تابع.... درس الأحد
تابع.... وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
🌴 سؤال للمتخاذلين
متى ستتحركون؟ ومتى ستغضبون؟
🌴 القرآن الكريم جعله الله نوراً للمؤمنين، نوراً للمسلمين يهتدون به قبل أن تهجم عليهم الظُّلْمة، يتحركون هم على أساسه قبل أن يهجم عليهم العدو إلى عُقرِ ديارهم.
🌴 إن من ينتظرون، ويصمتون هم من سيكونون أذلاء إذا ما هجم عليهم العدو، هم من سيكونون معرّضِين لأن يُفتنوا عن دينهم،
🌴 الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) ربّى المسلمين على الاهتمام، ربّى المسلمين على المبادرة، ربى المسلمين على استشعار المسئولية، على أن تكون لديهم روح وثّابة داخل كل شخص منهم، روح جهادية روح تستشعر المسئولية فتنطلق، لا تنتظر الأعداء وإن كانوا كباراً، وإن كانوا يمتلكون مختلف وسائل القوة، لا ينتظرونهم حتى يهجموا عليهم.
🌴 كيف تحدث الشهيد القائد رضوان الله عليه عن طبيعة الإستعمار الحديث؟
🌴 من يسخر من هذا الشعار، أو يتهرب من المشاركة فيه، أو يخوّف الآخرين من أن يرفعوه....، فهذا هو من ضعف الإيمان..... لماذا؟
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
وفي الحقيقة أنه من الغريب أن نحتاج، ونحن كمسلمين، مؤمنين بالقرآن الكريم أن ننتظر إلى أن نرى المشاهد السيئة ضد ديننا، وضد أمتنا وحينئذٍ عسى أن نتحرك على أقل وأدنى مستوى. بينما الواقع الذي يفرضه القرآن الكريم: أن المسلمين حتى وإن لم يُغزوا إلى بلادهم، وإن لم يصل فساد الآخرين إلى بلادهم هم مكلفون، هم ملزمون من جهة الله سبحانه وتعالى أن يهتموا على أعلى مستوى من الاهتمام أن يكونوا هم من يتحركون إلى الآخرين، هم من ينطلقون ليصلوا بإسلامهم إلى أعماق أوروبا، ليصلوا بإسلامهم إلى أمريكا، ليهُدُّوا كل بناء للطواغيت في أي مكان من هذه الدنيا. هذا ما يفرضه القرآن الكريم، وهذا ما أَهَّلَّ القرآن الكريم هذه الأمة لأن تنهض به. فلماذا نحن وصل بنا الأمر كمسلمين إلى هذه الدرجة؟ وصل بنا الأمر نحن كزيود وشيعة لأهل البيت (عليهم السلام) إلى هذه الدرجة، أن نرى ما يبعث على الخزي أن نرى ما هو مؤسف حقا من عمل ضد الإسلام، والمسلمين في كل منطقة، ثم بعد نحن لم نتجه اتجاهاً جاداً، أو الكثير بعد لم يخطر على باله، لم يخطر على باله بعد أن يتحرك، أو أن يعمل شيئاً ما، هذا يدل على انحطاط إلى أحط مستوى في فهمنا لديننا، وفي ثقتنا بربنا، وفي اعتزازنا بهذا الدين، وافتخارنا بهذا الدين العظيم، أن لا نتحرك حتى على الرغم مما نشاهده، مما نعلمه حرباً شديدة ضد ديننا، وضد أمتنا، وضد كل فرد فينا، وكل أسرة في مجتمعنا. القرآن الكريم جعله الله نوراً للمؤمنين، نوراً للمسلمين يهتدون به قبل أن تهجم عليهم الظُّلْمة، يتحركون هم على أساسه قبل أن يهجم عليهم العدو إلى عُقرِ ديارهم، سواء بفساده، أو أن يصل بقدمه وبنفسه، ألم يتحرك الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) هو في غزوة [تبوك] ليهاجم هو، وعلى مسافة طويلة جداً من المدينة نحو (750 كم) إلى تبوك ليواجه دولة عظمى في ذلك الزمن هي دولة الرومان. أراد أن يقول لأمته: إن من ينتظرون، ويصمتون هم من سيكونون أذلاء إذا ما هجم عليهم العدو، هم من سيكونون معرّضِين لأن يُفتنوا عن دينهم، ولأن يتنازلوا ببساطة عن دينهم إذا ما هجم عليهم العدو إلى داخل ديارهم، الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) ربّى المسلمين على الاهتمام، ربّى المسلمين على المبادرة، ربى المسلمين على استشعار المسئولية، على أن تكون لديهم روح وثّابة داخل كل شخص منهم، روح جهادية روح تستشعر المسئولية فتنطلق، لا تنتظر الأعداء وإن كانوا كباراً، وإن كانوا يمتلكون مختلف وسائل القوة، لا ينتظرونهم حتى يهجموا عليهم. أولم نسمع أن الأمريكيين فعلاً دخلوا اليمن؟ وسمعنا في هذا الأسبوع ما يؤكد فعلاً أن الأمريكيين شئنا أم أبينا سيصنفون اليمن دولة إرهابية، وأنهم سيعملون على أن يكون لهم وجود هنا في اليمن، وقواعد في اليمن، أي أن يسيطروا على اليمن سيطرة مباشرة، أما الهيمنة فهي قائمة، كل الدول العربية تخضع لأمريكا في مختلف شؤونها، في المجال السياسي، وفي الاقتصادي، وفي الثقافي، وفي مختلف المجالات، لكنهم لا يكتفون بهذا، هم يريدون أن يدخلوا مباشرة إلى أعماق كل قطر إسلامي، وإذا ما دخل الأمريكيون - ونحن من عانينا كثيراً من فسادهم كيهود ونصارى، وهم من لا يزالون في بلادهم، وصل فسادهم إلى كل أسرة داخل بلادنا, وصل فسادهم داخل كل أسرة في البلاد العربية، فكيف إذا ما دخلوا هم بأنفسهم؟ - سيذلّون الناس، سيحاربون الدين من داخل البلاد، سيذلون كل إنسان سيقهرون اليمنيين، سيذلونهم، سيجعلونهم عبيداً لهم، خيرات بلادنا سينـتهبونها، سيتحكمون في كل شيء في هذه البلاد، فلا تتصوروا أن دخولهم سيكون دخولاً عادياً، ولا تنتظر أنت أن تراهم أمامك، هم سيبنون قواعد عسكرية لهم هنا وهنا وهناك، لا يسمح لليمنيين بأن يدخلوا إليها. ونحن مَنْ تفكيرُنا سطحي؛ نريد أن نرى الأمريكي أمامنا مدججاً بسلاحه حتى نتأكد أنه هنا، هم إذا ما تواجدوا في قواعد - ولن تكون قواعدهم إلا في أماكن استراتيجية مهمة داخل اليمن - فإنهم حينئذٍ يكونون قد خنقوا اليمن وأمسكوا بزمام أمر اليمنيين. ولنعد إلى القرآن الكريم لنعرف ماذا إذا سيعملون إذا ما تحكموا إلى هذه الدرجة؟ أليسوا هم من قال الله عنهم: أنهم دائماً يسعون في الأرض فساداً، وأنهم لا يودون لنا أي خير، وأنهم لا يحبوننا، وأنهم يعضّون علينا الأنامل من الغيظ، إنهم أعداء، فإذا ما استحكمت قبضة عدوك منك فماذا تتوقع منه إلا ضربات مخزية، ضربات مؤلمة لنفسك ولممتلكاتك، ولكل شيء عزيز عندك. هكذا أصبحنا إلى هذه الدرجة لأننا ابتعدنا كثيرا كثيراً جداً عن القرآن الكريم، أي نحن بحاجة إلى كلام كثير وكثير وكثير حتى نتحرك أمام الخطر الذي قد وصل إلى داخل كل بيت. كأننا نلمس بالنسبة لكم - وهو الذي نرجو إن شاء الله لأنفسنا جميعاً - أن نكون قد فهمنا مسؤوليتنا أن يكون لنا موقف وأن نكون قد حصلنا على نسبة لا بأس بها من الوعي، ولكن قد نكون مقتنعين نحن، وننسى أن يكون لنا موقف ممن ينطلقون في تثبيط الناس من داخلنا أو من أي بقعة كانوا. أنت إذا ما انطلقت بجد في عمل معلن عمل للدين فإن القرآن الكريم هو من في توجيهاته الكثيرة يعلمنا: أنه إذا اتجهت أنت، وتظن أن بإمكانك أن تسير على هذا الخط، وتكون معرضاً عن أولئك الذين يثبطون الآخرين عن أن يقفوا معك، أو يثبطون من قد دخلوا في العمل الذي أنت فيه، فقعدت عنهم حينئذٍ سترى نفسك تسير بمفردك. القرآن الكريم في (سورة التوبة) - وسورة التوبة هي من أجمل السور في القرآن الكريم في مجال التعبئة العامة للمسلمين في مواجهة أعدائهم - تناولت كل مواضيع المواجهة، أولئك الذين ينطلقون للتثبيط هاجمتهم مهاجمة قوية، توبيخ عنيف، سخرية منهم استهزاء بهم، تحطيم لمشاعرهم، وفعلاً الإنسان الذي يتجه إلى الحق، ويكون موقفه موقف حق لا تتوقع أن بإمكان الباطل أن يقف أمامك إلا إذا حصل تقصير من جانبك، أو أنت لم تهيئ نفسك بالشكل المناسب في أسلوبك، في تقديمك للحق بأن يكون بالشكل الذي يزهق الباطل.
نحن بعد أن رفعنا هذا [الشعار] شعار: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]. من المتوقع أن تسمع من بعض الناس هنا، وهناك: يسخر من هذا الشعار، أو يتهرب من المشاركة فيه، أو يخوّف الآخرين من أن يرفعوه، فيتوقع أنه قد يحصل كذا أو قد يحصل كذا، أو ربما، أو احتمالات....، وهذا هو من ضعف الإيمان؛ لأننا نجد هذا الشخص هو من ينطلق على أساس الاحتمالات، ويترك اليقينيات، اليقين الذي يأمر بالعمل في القرآن الكريم، الخطر المتيقن العمل المتيقن جدوائيته، يترك اليقين، ويميل إلى الاحتمالات: [ربما يكون هذا الشعار يثير الدولة فيحصل شيء، ربما هذا يثير أمريكا فيحصل شيء!]. وهنا في القرآن الكريم يترك الآيات الصريحة، يترك اليقين، وهو يشاهد أيضاً اليقين من الخطر على أمته وعلى دينه، ولكن هكذا الإنسان الذي يغلط حتى مع نفسه يتجه إلى نفسه فيرسم لنفسه طريقاً معينة يظن أن فيها سلامته، وحتى نتأكد أن هذه النوعية إنما يكونون ممن لا يهمهم أمر دينهم ولا يهمهم أمر أمتهم أننا نشاهد الآن أن الأمريكيين والإسرائيليين اليهود والنصارى هم ليس فقط يرفعون شعارات الموت لنا والموت لإسلامنا، هم من ينطلقون فعلاً ليميتوا الناس، ألم يضربوا الناس في أفغانستان وفي فلسطين وفي مختلف المناطق، هم من يعملون على أن يميتونا فعلاً، هم من يعملون على أن يميتوا ديننا، وقد عملوا فعلاً على أن يميتوا ديننا في نفوسنا وفي واقع حياتنا. حادث واحد حصل في نيويورك حادث واحد تحرك له المواطنون من اليهود والنصارى في مختلف بلدان أوروبا وضربوا المسلمين في الشوارع وهاجموهم إلى مساجدهم وإلى مراكزهم وقُتل كثير منهم وسجن كثير وأوذي كثير من المسلمين هناك، انطلقوا هم على أساس حادث واحد على مبنى واحد، أما نحن فمئات الحوادث على أمم بأكملها على عشرات المباني على عشرات المساجد على عشرات المستشفيات على عشرات المدارس في مختلف المناطق الإسلامية ولا نتحرك، أليس هذا يعني بأن أولئك أكثر اهتماماً بأمر أمتهم أكثر منا؟ هم من انطلقوا حتى في استراليا، - وأين استراليا من أمريكا؟ - وفي بريطانيا وفي فرنسا وفي ألمانيا وفي مختلف المناطق، انطلقوا لإيذاء المسلمين وضربهم بعد ذلك الحادث، حادث على مبنى واحد وليس من المحتمل أن يكون ذلك بتخطيط أي جهة لا دولة إسلامية ولا دولة عربية ولا منظمة من المنظمات داخل هذه البلدان، وإنما هو من عمل الصهيونية نفسها، فأنت عندما تشاهد أنهم يميتون أمتك ويميتون دينك فعلاً - بالفعل وليس بالقول فقط - ثم تجبن أن تقول قولا: الموت لأمريكا - الموت لإسرائيل، أليس هذا يعني بأنك لم تصبح شيئاً ولم تعد شيئاً؟ وأنك في الواقع أصبحت صفراً في هذه الحياة. ألا أجرؤ على أن أقول قولاً الموت لهم وأنا من أراهم يذبحون أطفالنا في فلسطين وفي لبنان وفي غيرها، وألا أجرؤ أن أقول النصر للإسلام وأنا أراهم يهدمون قيم الإسلام ومبادئه وأسسه في نفوسنا وفي حياتنا. من يسكت من يجبن وهو يشاهد هذا؟ إنه من ليس في نفسه ذرة من اهتمام بأمر أمته ولا بأمر دينه وليس في قلبه وعي على الرغم مما يشاهد، ماذا ننتظر بعد هذا؟ أي أحداث يمكن أن تخلق لدينا وعياً؟ أي أحداث يمكن أن نقطع في حينها أن أولئك أعداء؟ إذا كنا بعد لم نثق بالقرآن الكريم الذي قال بأنهم أعداء ثم هذه الأحداث التي تجري في الدنيا لا تكفي أن نعرف أن أولئك أعداء، فبأي أحداث بعد هذه نؤمن ونعي؟! هذه نقطة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 11/2/2002م
اليمن – صعدة.