درس السبت
تمام...الإسلام وثقافة الإتباع
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
- نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
- مرض الجهل بعظمة الإسلام.
- شرف أهل البيت مرتبط به مسؤولية كبيرة، على أهل البيت أن يكونوا رحماء بالأمة، أن يجاهدوا من أجل الأمة، أن يهدوا الأمة، أن يرشدوا الأمة، أن يقدموا أنفسهم من أجل الأمة.
- لماذا لم يرسل الله نبيه في هذا القرن؟ هل اهتم بذلك القرن ولم يهتم بنا في العصر؟
- مع الدرس نسأل الله الهداية
فأهل البيت هم للناس، يجب أن نفهم هذه، ما هو حمل على الناس، هم للناس، ومن أجل الناس، كما أن القرآن قال الله عنه أنه للناس، ألم يقل للناس؟ وقال عن محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ} (النساء79). فالقرآن، والرسول، والعترة، كلهم ماذا؟ للناس، من أجل الناس، أي: لا بد من هذا في هداية الناس؛ لتتحقق لهم الهداية، من مصلحتهم هم، ما معناها كذا: إضافة أعباء، أو عبارة عن أشياء فخرية، أو تقديرية، لازم نؤديها مراسيم معينة، وإلا ما هناك حاجة إليها. من يقولون بهذا الكلام هو من ينسى أن الله رحمن رحيم. ألسنا نقول: أن معرفة الله مقياس لكل شيء؟ الله هو رحيم بي، ورحيم بك، ورحيم بالناس جميعاً، ما يمكن يضيف شيئاً لست بحاجة إليه، ولا له علاقة بهدايتك، ولا له أثر كبير في هدايتك. لا يمكن يضيف عليك أشياء من هذه. كيف يضيف أشياء ونحن نراه سبحانه وتعالى يأتي ينقص نصف الصلاة التي هي وقفة معه عندما أكون مسافراً مسافة بسيطة، مسافة بريد مثلاً، ينقص عليك ثنتين ركعات. إذا أردت أن تفطر رمضان افطر، وأنت مسافر، ليست مشكله؛ رحيم بعباده. هل سيأتي يحملهم أشياء، يضيف عليهم أعباء أخرى، وهم في غنى عنها؟ لا، لكن لرحمته شرع لهم هذا؛ لأن لهذا علاقة كبيرة بهدايتهم، لهذا علاقة كبيرة بسعادتهم، لهذا علاقة كبيرة بنجاتهم. فكيف نرى ما شرعه الله، نعتبره حِمل، نعتبره مشكلة، نحاول نتخلص منه! لأن المشكلة أننا نجهل دين الله، هي المشكلة التي نقول لكم من بداية الكلام: عندما يكون الإنسان لا يعرف أن دين الله نعمة، ولا يفهم قيمة هذا الدين سيطلع هذا حمل، وهذا ثقل علينا، وهذا مجرد تكاليف، عندما لا يكون واحد يفهم أن الناس، وأن واحد من الناس بحاجة ماسة إلى هذا الدين، بحاجة ماسة إلى الهداية، بحاجة ماسة إلى النجاة، والله ما عمل إلا ما فيه نجاتك، ومن أجلك أن تنجى. الوالد معه كتاب جميل في تفسير: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (الشورى23) ولاحظوا هذا المرض، الذي نقول، مرض الجهل بعظمة الإسلام، وبنعمة الإسلام، والجهل بالله سبحانه وتعالى، هي إشكالية من بحين ليست من قريب، هناك مفسرين يحاولون أن يتخلصوا من آية: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} بأي وسيلة يريد يبعدها، ما يريد أهل البيت، يحاول يتخلص منها بأي طريقة، يتمسك بأشياء واهية، ليست مقبولة، وليست منطقية. وأهل البيت من واجبهم هم، من واجبهم هم، نفس أهل البيت أن يكونوا بالشكل الذي يشد الناس إليهم. هذه طرحناها في محاضرة في [مسؤولية أهل البيت] القضية هذه. الشخص من أهل البيت لا يرى بأنه هكذا لازم.. لازم يحبونا على ما أنا عليه، يقدرونا على ما أنا عليه! فأنت تريد من الناس أن يقوموا بما يفهم من أحاديث معينة عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وأنت لا تقم بواجبك أمام هذه الأمة! شرف أهل البيت مرتبط به مسؤولية كبيرة، على أهل البيت أن يكونوا رحماء بالأمة، أن يجاهدوا من أجل الأمة، أن يهدوا الأمة، أن يرشدوا الأمة، أن يقدموا أنفسهم من أجل الأمة، وهكذا. كان رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في غزواته يقدم أهل بيته هو، وكان أوائل الشهداء من أهل بيته في المعارك، في بدر الذين برزوا للمشركين في أول معركة هم من أهل بيته، من أقاربه، من أسرته.
فالشخص الذي لا يقوم بمسؤوليته نهائياً، لا ينقد على الناس، يكون دائماً مشغول أنهم يحبوه، ويودوه، الخ، وليس مشغولاً بأن يقوم بمسؤوليته. يروى بأن الآية في قول الله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} (الحج78) خطاب لأقارب النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) خطاب لهم، عليهم أن يتفانوا في هذه القضية. والجهاد أليس خيراً للأمة؟ أليس إحسانا للأمة؟ وإنقاذاً للأمة؟ كلفوا هم بأن يكونوا متفانين في هذا الموضوع. وقضية أهل البيت إذا نحن ممن يمارس التعليم مثلاً، تبدو القضية دائماً قلقة إذا ما حصل معرفة بالله، ما حصل معرفة للإنسان معرفة بنفسه أنه عبد لله، سيكون همه فقط أنه إن صح هذا من دين الله فمقبول، وبمجرد أن يصح له أن هذا من دين الله سيعتبره نعمة، ويعتبره شيئاً امتن الله به عليه، ويعتبره شيئاً من أجل مصلحته، ويعتبره شيئاً نجاته متعلقة به، ومرتبطة به. إذا كان هناك فهم صحيح للدين من أساسه، ومعرفة صحيحة بالله سبحانه وتعالى، قضية أهل البيت ستصبح قضية طبيعية قبولها، قضية طبيعية؛ لأنه حتى لو أجي أبحث موضوع الله سبحانه وتعالى، عندما يشرِّع لنا سبحانه وتعالى، وعندما تأتي تحاول تتعرف على كماله، معرفة كافية ستجد أنت، تتساءل أنت قبل أن تعرف شيئاً عن أهل البيت: لازم، لازم، ما يمكن أن الله يفلتنا هكذا، لازم أن يكون هناك فئة يكون فيها أعلام لدينه، نتمسك بهم، ونسير بسيرتهم، ونقتفي آثارهم. عندما نعرف سنة الله في الأمم الماضية، ونعرف عدل الله، وحكمته، ورحمته، هو من سيقول: لا بد من هذا، لا بد من هذا، ويبحث هو، ويكفيه إشارات في المسألة، ويعتبرها قضية لا بد منها، ضرورة مرتبطة بعدل الله، وبحكمته، وبرحمته.
أيضاً في محاضرة سابقة ربما أنكم قد سمعتم حول هذا الموضوع كلام كثير حول هذه النقطة بالذات، وجئنا بمثال: أنه ممكن لو أن المسألة ليست على هذا النحو، أن الله سبحانه وتعالى يعلم أنه قد جعل ما فيه الكفاية، وفوق الكفاية، وإلا لورد سؤال على الله: لماذا تبعث رسولاً قبل ألف وأربع مائة سنة، في الجاهلية الصغرى، وأنت قلت لنا: (أن هناك جاهليتان أخراهما أشد من أولاهما)، وتبعث أنت على بُعد ألف وأربع مائة سنة، لمجموعة من البشر، ونحن تفلتنا، نحن وهذه الجاهلية، ما ندري كيف نعمل، ولا كيف نسير. ألم يكن معنى هذا أننا أحوج إلى النبي في هذا العصر من ذلك الزمن؟ ما معناه هكذا؟ أيضاً ما هو البديل؟ هل هناك بديل فيه الكفاية، هناك بديل فيه الكفاية؟ ما معنى بديل؟ أي: هل هناك أعلام؛ لأن القضية هي قضية أعلام لدين الله، أنبياء، أو أئمة هداة. هكذا المسألة، هي على هذا النحو، كانت سائرة في بني إسرائيل، وهي سائرة في أمة رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لذلك نقول: سيكون هناك سؤالاً كبيراً يهز حكمة الله، يهز عدله، يهز رحمته، يهز كماله بكله. من عدالتك أنك كان تترك محمداً في القرن العشرين، لا أن تبعثه قبل ألف وأربع مائة سنة، نبي للناس جميعاً، ومات واختلفنا عنه، وما زلنا مهددين بعذابك إذا ما عصيناك. اختلفنا عنه لما ضاع علينا دينه، لما أصبحنا كذا، وفي الأخير ما هناك ما نسير عليه! أليست هذه ستكون إشكالية؟ تطلع إشكالية كبيرة جداً بالنسبة لله سبحانه وتعالى، يعني: سؤال على الله - إن صحت العبارة - لكن الله يعلم أن أهل بيته قد جعل فيهم أعلاماً لدينه، وفي المسألة كفاية وفوق الكفاية. وإذا لم نقل بهذا لا نستطيع أن نجعل شيئاً آخر بديلاً أفضل، يعني: مسألة أخرى، قول آخر، نظرية أخرى، تكون أفضل من هذه الفكرة. ما هو البديل في المقابل؟ عندما نقول: لا، لا نحتاج إلى أهل البيت نهائياً، لا نحتاج إلى أعلام! أليس البعض يقول هكذا؟ لكن لا نحتاج إلى أعلام، فمعنى ذلك لا نحتاج إلى أنبياء. أليس الأنبياء أعلام؟ إذا قلنا: لسنا بحاجة إلى أعلام، فنحن نرى ما هو قائم نحن مختلفون فيه، فنحن رأينا أنفسنا ضعنا، وتهنا، ولم نهتد حتى والقرآن قائم بين أيدينا! أليس القرآن قائماً؟ أليس ما يروى عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) قائم، وموجود، ومع هذا لم يتحقق لنا ما تحقق لمن كانوا في زمن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ونحن في مواجهة الجاهلية الكبرى، والجاهلية الخبيثة، والجاهلية المسلحة بأفتك الأسلحة، ونحن لا نملك أكثر مما هو حاصل. فقط لدينا القرآن على هذا النحو فاختلفنا فيه، ما الناس اختلفوا فيه؟ اختلفنا في القرآن، بل حاولوا أن يجعلوا القرآن حرباً لله، يأتي واحد من المفسرين يفسره، وفي الأخير تخرج من التفسير وإذا قد القرآن كله يحكم على الله بأنه أجبر عباده على معصيته، وأنه ساقهم إلى معصيته، وأنه قدر عليهم معصيته، وأنه يريد الظلم لعباده، وأنه وأنه.. الخ. ألم يتحول القرآن كله في الأخير إلى حرب لله؟ معنى هذا أنه ما حصل لنا مخرج، والمخرج لا يتحقق إلا بمجموع الأمرين: كتاب وأعلام. ويمكن أن تبحث إذا أمكن أن تجعل أعلام، إذا ممكن يسبر من بني أمية، أو ممكن من بني العباس، إذا ممكن من بني تيم، أو بني عدي، أصحاب أبو بكر وعمر، أو بني زهرة، هل سيمكن؟ ما انت محصّل، لن تحصل على فئة من هؤلاء مثلما هو موجود في أهل البيت. وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة (الإسلام وثقافة الإتباع)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
ألقيت هذه الكلمة بـمدرسة أهل البيت، بني بحر ــ الرويـس بتاريخ: 2/9/2002م