مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لهذا كان مهماً جداً ذكر النعم {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}(البقرة: من الآية40)  ما عهد به إليهم ملخص ما عهد به إليهم هو كتبه أن يتمسكوا بكتبه أن يأخذوا ما آتاهم بقوة أن يتحملوا مسئوليتهم أن يلتزموا بهديه بتوجيهاته بأوامره ونواهيه {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يعطي من جانبه أشياء، متى ما وفى الناس بما عهد به إليهم يفي بما تعهد به ـ إذا صحت العبارة ـ لهم.
{وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}(البقرة: من الآية40) لا ترهبوا غيري هذه كلمة:{وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} أحياناً قد تكون الرهبة من طرف آخر غير الله، تنسيك ذكر نعم الله فلا تصبح لنعم الله قيمة عندك، تتحول المسألة عندك إلى أنك تستبدل بكتابه، تستبدل بهداه، هذا الذي حصل عندهم {اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً}(التوبة: من الآية9) عندما أصبحوا يرهبون آخرين.
أيضاً في مسألة الوفاء بالعهد لا تعد تحصل هذه، قد صار يفكر كيف يحاول أنه يقي نفسه من ذلك الذي يرهبه ولو بأشياء يقدمها: تنازلات من دينه، ويحاول أن يسخر دينه لمصلحة الطرف الآخر الذي أصبح يرهبه، هنا يقول:{وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}  يقولون: تقديم المفعول أحياناً على هذا النحو، يفيد ماذا؟ الإختصاص أعني: تأكيد يفيد حصر كأنه يقول: لا ترهبوا غيري {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}  كأنها تعني: ولا ترهبوا أحداً غيري .
 {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ}(البقرة: من الآية41) هذا خطاب لبني إسرائيل في عصر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أول الآية هنا:{يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}(البقرة: من الآية40) نفس هذا الأسلوب هو يذكر بني إسرائيل ويأمرهم أن يتذكروا، أولئك الذين كانوا في عصر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يتذكروا النعم السابقة على أسلافهم من يوم خرجوا من مصر وأنقذهم من آل فرعون.{وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ}(البقرة: من الآية41)  ما هو الذي أنزله مصدقاً لما معهم؟ هو القرآن الكريم من أول ما نفهم من الآية هذه: أن الله سبحانه وتعالى يأمر وأمر فعلاً بني إسرائيل بأن يؤمنوا بالقرآن الكريم، معلوم بأنه أمرهم بأن يؤمنوا بهذا القرآن كما أمرنا نحن كما أمر بقية البشر {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ} كلمة:{بِمَا أَنْزَلْتُ} هي تندرج في إطار السنة الإلهية في قطع كل الخواطر التي قد تعيقك عن الإنطلاقة وعن الإستجابة يقول: أنا الذي أنزله، مثلما قال لإبليس: أنا الذي خلقته بيدي .
 تجد هذه هي قضية هامة في القرآن الكريم، وهي هامة جداً بالنسبة لنا أن نفهمها؛ لأنه قدم بالنسبة لنا الإسلام وكأنه قضية ضاعت طريق الله، لم يعد أحد يعرف كيف يعمل وإنما كل واحد يبحث من عنده ولا هناك مجال من الإختلاف، ولا أحد يعرف كيف الحق وأين الحق وإنما يبحث هو !! لما جهلنا هذه وجهل الناس: أن هذه هي سنة إلهية في هداه في دعوته أعني: هداه بشكل عام يقوم على أساس التبيين الكامل وقطع كل الأعذار وكل الخواطر التي قد تعيقك،{وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ} أنا الذي أنزله أنا، هكذا يقول لهم مثلما قال لإبليس {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}(صّ: من الآية75) وهناك يقول {إِذْ أَمَرْتُكَ}(الأعراف: من الآية12) .
{مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ}(البقرة: من الآية41) لما معكم من التوراة، في آيات أخرى تأتي:{مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ}(المائدة: من الآية48) أعني: ليس مصدقاً لموضوع التحريف، هو يفضح التحريف، القرآن الكريم، عندما تأتي تستعرض التوراة التي يسمونها: توراة، ويسمونها: أناجيل، لا تستطيع أن تفضح ما فيها إلا عندما تنطلق من رؤية قرآنية إليها فتقيمها من خلال القرآن؛ لأن القرآن تبنّى هذه القضية، قضية: التصديق لما هو صحيح، وفضح ما هو محرف تحريفاً، وفصل وبيان لما كانوا فيه يختلفون في قضايا تاريخية لديهم تتعلق بدينهم وتتعلق بتاريخ أنبيائهم.
 عندما يقول:{مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ}(البقرة: من الآية41) يعني: أنتم عندما تؤمنون لا تخسرون شيئاً يعني: ليس الإيمان بهذا الإسلام وبهذا القرآن والإيمان برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يتطلب منك أن تكفر بالتوراة وتكفر بموسى، لا يتطلب منك أن تكفر بعيسى وتكفر بالإنجيل، إذاً ما هو الذي ستخسره ما الذي يعيقك عن أن تؤمن وأنت تجد أن هذا الكتاب هو مصدق لموسى ومصدق لما أنزل على موسى، هذه قضية هامة، وفعلاً هي مما تدفع العذر بالنسبة لبني إسرائيل بأنه عندما تقول لليهودي بأنه ما هو الذي يعيقك عن الإيمان بهذا الكتاب هل يطلب منك أن تكفر بموسى فتكون ثقيلة عليك؟ لا. هل يطلب منك أن تكفر بالتوراة؟ لا. نقول نحن هنا لم نعرف موسى وآمنا بموسى إلا من خلاله هو علّمنا أن نؤمن بموسى ونؤمن بالتوراة، إذاً فهم [مدبرين] بما تعنيه الكلمة وضالين حقيقة؛ لأنه ليس هناك ما يعيقهم عن الإيمان لو كانوا مستبصرين .
{وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}(البقرة: من الآية41) مثلكم ما ينبغي أن يكون أول من يكفر وأنتم تعرفون الديانات وتعرفون الكتب الإلهية وهذه قضية، حقيقة، الناس الذين عايشوا كتباً إلهية، عايشوا ديانات رسالات يستطيعون أن يميزوا بينما هو مكذوب على الله، وما هو من عند الله، مثلما قلنا كمثل بأنه عندما يكون هناك طبيب مختص وعارف وعلى مستوى عالي بالنسبة للطب ورأى كتابا مكتوب عليه كتاب طب، وفوقه اسم معين سيعرف بأن هذا الكتاب الذي كتبه هو فعلاً طبيب أو أنه إنسان ليس بطبيب، أعني أنه يستطيع أن يشخص هذا الكتاب فيعرف أنه كتاب طب حقيقة وأن الذي كتبه طبيب، أو أنه ليس  بطبيب.
هم يعرفون من خلال التوراة من خلال الإنجيل من خلال الكتب ما كان فقط التوراة، التوراة هي كتاب رئيسي بالنسبة لهم وهناك كتب أخرى كانت تتنـزل على أنبياء منهم كالزبور بالنسبة لداوود.
إذاً فأنتم تختلفون عن بقية العرب ومعايشين رسالات، معايشين كتبا، عندكم قدرة على التمييز، عندكم قدرة على فهم أن هذا الكتاب هو من عند الله، لا يمكن أن يكون من عند بشر؛ لخبرتكم الدينية بالرسالات وبالكتب إذاً فما ينبغي أن تكونوا أول كافر به وهو في نفس الوقت مصدقاً أعني: هو أنزل من عنده، من عند الله وفي نفس الوقت مصدقاً لما معكم، وأنتم في نفس الوقت لديكم خبرة ومعرفة تميزون بين ما هو من عند الله وما ليس من عند الله، أنتم كتقدير لما أنعم الله به عليكم من نعم سابقة النعم المتتابعة يجب أن تكونوا  أول من يستجيب له، وهذا يعتبر في نفس الوقت نعمة عليكم  أن تكونوا من أول من يؤمن به، فعندما تكونون أول من يكفر به هذه قضية غريبة جداً وقضية غير لائقة بمثلكم .
{وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}(البقرة: من الآية41)  بأن يصرفكم مثلاً عن هذا القرآن، هو يحكي في آيات أخرى ما كان يحصل لديهم هم في تاريخهم من اشتراء بآيات الله ثمناً قليلاً، في الخطاب الآن أمام القرآن الذي يقول لهم أن يؤمنوا به عندما ينصرفون عنه، لأنه مثلاً قد يكون أحبارهم وفق ثقافتهم وفق سنن معينة لديهم هناك مصالح معينة، له مقامات معينة له ولاءات معينة قائمة على الوضعية التي هم عليها، هذه تكون مما يخلق فعلاً صعوبة أمام التحول فيرجّح في الأخير أن يقبل ما هو عليه مراعاة لمصالحه ولمقامه ولاعتبارات معينة، بدلاً عن هذا القرآن الذي يفترض أن يكون أول من يؤمن به!يجب أن يكونوا مؤمنين به ويفترض من مثلهم أن يكونوا أول من يؤمن به.
{وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}(البقرة: من الآية41)  كما قال هناك:{وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}(البقرة: من الآية40) هنا: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}(البقرة: من الآية41)  لأنه هذه الحالة خطيرة جداً هي أخطر ما يمكن..أعني بالنسبة لعقوبتها وبالنسبة لنتيجتها فينبغي أنك لا يشغلك شيء عن الإتقاء لما يمكن أن يحصل من عقوبات، بسبب ماذا؟ أنك لا تؤمن وتشتري وتستبدل بها ثمناً قليلاً، أليست هذه حالة خطيرة؟.{وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}(البقرة: من الآية41)  أي ما يمكن يحصل عليكم هو يعتبر أسوء بكثير من أي شيء آخر تحذرونه يحول بينكم وبين أن تؤمنوا فيدفعكم في الأخير إلى أن تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً .

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
الدرس الرابع من دروس رمضان / ص /- 5 6 .
القاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر