مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

المرحلة هذه هي من أهم المراحل التي يتم التركيز فيها على الارتباط الوثيق بالقرآن الكريم كمصدرٍ أساسيٍ ورئيسيٍ للمعرفة والوعي والفهم، كمصدرٍ للنور والهداية، وهي مرحلة أساسية ومهمة للتحرر من كل تبعيةٍ ثقافيةٍ وفكريةٍ، ومن المهم أن ينتشر وأن يسود في أوساط شبابنا وأبنائنا، في أوساط أمتنا مبدأ التحرر الفكري والثقافي، والخلاص من كل أشكال التبعية لأعدائنا في هذا المجال؛ لأن أعداءنا ما يقدموه لنا هو في سياق الاستهداف لنا، في حربهم التضليلية الرامية إلى خداعنا وتضليلنا وإفسادنا، والرامية إلى السيطرة علينا والتحكم بنا، إذا امتلك شبابنا هذا الوعي، وترسَّخ لديهم هذا المبدأ؛ سَتُقفَل في قلوبهم، وفي وجدانهم، وفي مداركهم كل نوافذ التأثير والتأثر بأعدائنا، سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في كل مجال من المجالات، وفي كل حقلٍ من الحقول المعرفية، فلا يتأثرون بباطل، ولا ينخدعون بكل تلك الأفكار الظلامية، ولا يتأثرون بكل تلك المفاهيم المغلوطة والخاطئة التي تستهدفهم.

 

ونحن نأمل- إن شاء الله- في هذه الدورات الصيفية أن يكون هناك نشاط واسع، وتركيز كبير على القرآن الكريم، وعلى علومه ومعارفه وما يتصل به، وما يرتبط به من المعارف والعلوم النافعة والمفيدة التي ترتقي بوعي الإنسان، حتى يكون إنساناً مستنيراً حياً، الله "سبحانه وتعالى" يقول في القرآن الكريم: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}[الأنعام: من الآية 122]، هذا النوع وهذا النموذج هو نموذج القرآن الكريم الذي يَحيَى بالقرآن، ويستنير بالقرآن، يَحيَى بالقرآن في أثر القرآن في نفسيته، في اهتماماته، في تحمله للمسؤولية، في انطلاقته الفاعلة والقوية والإيجابية في هذه الحياة، ثم هو المستنير في رؤيته، وفي فكره، وفي ثقافته، بما لذلك من أثر على سلوكه، على عمله، على التزاماته، على عطائه، على مواقفه، على تصرفاته بكلها، فهو لا ينطلق من خلال مزاج، ولا ينطلق من خلال مفاهيم خاطئة وضلالات أعمته. لا، إنما ينطلق على أساسٍ من تلك التعاليم التي يصفها الله بالنور، تلك التوجيهات، تلك المفاهيم الصحيحة، الحكيمة، الموثوقة، النافعة، الهادية، والتي يصفها الله "سبحانه وتعالى" بالنور.

 

ربما من أكبر من المآسي في واقع أمتنا الإسلامية سواءً في هذا العصر على المستوى الرسمي لدى الحكومات والأنظمة، وفيما عندهم من وزرات تربية، تعليم عالي، مدارس، جامعات... أو على مرِّ التاريخ في كثيرٍ من المدارس، القصور الكبير جداً، والخلل الكبير جداً على المستوى الثقافي والمعرفي، فكانت نتيجته ما وصلت إليه الأمة من حالةٍ سيئة في مختلف مجالات حياتها، كان لما يقدَّم من مفاهيم خاطئة أثر ضار جداً، المسألة هذه من أهم المسائل، الله "سبحانه وتعالى" يربطنا بمصادر الهداية، وبالذات في المعارف الأساسية والدينية، وما نحتاج فيه إلى الهداية كأسس نبني عليها مسيرة الحياة في شتى مجالات الحياة، نحتاج إلى أن ننطلق على أسس صحيحة، نرتبط بمصادر الهداية؛ لأن الضلال يؤثر على الإنسان، الإنسان هو ضحية للضلال، يضيع في هذه الحياة، يضيع في أي مجال، يضل فيه، لا يصل إلى الحقيقة.

 

فنحن نأمل- إن شاء الله- في هذه الدورات الصيفية أن تسهم إسهاماً كبيراً في تنوير هذا الجيل بمختلف الفئات العمرية، ونأمل- إن شاء الله- الدفع بالطلاب للمشاركة الفاعلة في هذه الدورات الصيفية، ونأمل- إن شاء الله- من الذين يشاركون في العملية التعليمية في هذه الدورات الصيفية أن يمثِّلوا القدوة الصالحة للطلاب سواءً في اهتمامهم، سواءً في أخلاقهم وسلوكياتهم، وأن يحملوا أثر القرآن المبارك في الحرص الكبير على هداية هذا الجيل، على تربية هذا الجيل التربية العظيمة، التربية القرآنية، التربية الإسلامية الحقيقية، التي تبنيه جيلاً حراً واعياً مسؤولاً، وتبنيه حراً متمسِّكاً بأخلاق القرآن، متمسِّكاً وثابتاً على تلك المبادئ الإلهية العظيمة والمهمة، ومن خلال المضامين المفيدة للمناهج المعتمدة في هذه الدورات، ومن خلال ما يقدِّمه المعلمون، نأمل- إن شاء الله- أن يوفِّق الله للاستفادة والأثر الطيب.

 

كما نحث أيضاً الكثير ممن يمتلكون قدرات ثقافية، وخلفية علمية ومعرفية أن يساهموا في هذه الدورات، هناك الكثير من المناطق التي تحتاج إلى الاهتمام والجد في هذا المجال، وإلى المشاركة الفاعلة، وإلى الإسهام الطيب، هذا جانب مهم، وهذه مسؤولية في نفس الوقت.

 

نحن نمر بهذا العدوان أثَّر في كثيرٍ من المراحل، وأثَّر في كثيرٍ من المناطق على الاهتمام بهذا الجانب، التفريط والتقصير في هذا الجانب يتيح المجال للبعض ممن لهم اتجاهات أخرى، اتجاهات: إما استقطابية لصالح قوى العدوان بشكلٍ مباشر، وإما استقطابية بشكلٍ غير مباشر من خلال التدجين والتثبيط، ومن خلال البناء غير السليم غير الواعي للجيل، إما بناءً ينحرف به في اتجاهات أخرى خاطئة وضالة، وإما من خلال التدجين وإماتة الروح المعنوية، الروح الإيمانية، استشعار المسؤولية... كل تلك العناوين المهمة التي تحتاج إليها أمتنا في هذا العصر بشكلٍ غير مسبوق، وأكثر من أي وقتٍ مضى.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

للمشاركين في إقامة المراكز الصيفية 1440هـ -3-7- 2019م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر