أولئك الناس المسلمين منا الذين يجعلون عذاب الناس أعظم من عذاب الله وأذية الناس أشد من عذاب الله، نريد إسلاماً ليس فيه مشاكل. أليس هذا هو الصحيح؟ نريد إسلاماً لا نبذل فيه شيئاً من أموالنا ولا نقف فيه موقفاً قوياً، لا يثير علينا مديراً، ولا محافظاً، ولا رئيساً، ولا يثير يهودياً ولا نصرانياً، إسلام سهل.
كأننا نريد ما لم يحظ به رسول الله هل تعرفون هذا؟ كأننا نجعل أنفسنا فوق رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) كأننا نجعل أنفسنا عند الله أعظم من محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وعلي عليه السلام هل هذا صحيح؟. هذا تفكير المغفلين. لو كانت المسألة على هذا النحو لما تعب محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) لما جاهد، ولما جاهد الامام علي عليه السلام ولما جاهد الآخرون.
نحن نريد من الله أن يحشرنا في زمرة محمد ولا يكون بيننا وبينه ولا محط أصبع في الجنة، أن يحشرنا في زمرة محمد وأن يسقينا بيد الامام علي عليه السلام من الحوض، ونحن في نفس الوقت غير مستعدين أن نتحمل أي مشقة من أجل ديننا، ولا أن نبذل أي ريال في سبيل ديننا، ونريد من الله أن يدخلنا الجنة، أي أننا نريد ما لم يحصل لمحمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم).
ألم يقل الله لرسوله محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم): {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} (النساء: من الآية84) في الأخير إذا لم تجد من يقاتل في سبيل الله إلا أنت فقاتل أنت.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
وعندما بنى مسجده (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) لم يبنه كـ(مَكْسَلة)، مثلما هو الحال في نظرتنا إلى مساجدنا الآن (مَكَاسِل). كان مسجده قاعدة ينطلق منها للجهاد، قاعدة يحرك فيها روح الجهاد يزرع فيها روح الجهاد والتضحية في نفوس المسلمين. كان مسجده قلعة عسكرية. أما نحن فإننا من يقول بعضنا لبعض من العُـبَّاد "بطِّل.. مالك حاجه، والهَمَ الله بين شغلك وعملك وأموالك، ومن بيتك إلى مسجدك، الباري قد انعم عليك ذا معك مسجد قريب، ومعك بَرْكَة فيها ماء خيرات واتوضأ وصل واترك الآخرين، ما عادك أحسن من سيدي فلان ولست أحسن من فلان".
أصبحت مساجدنا مكاسل، وأصبحت الصلاة لا تحرك فينا شيئاً، لا تشدنا إلى الله ولا تُلفتنا إلى شيء، مع أن الصلاة هامة جداً ولها إيْمَاءَاتها الكثيرة ومعانيها الكثيرة وإشاراتها الكثيرة، والمساجد لها قيمتها العظيمة في الإسلام لكن إذا كانت مساجد متفرعة من مسجد رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وليس من مسجد الضرار الذي أحرقه رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) إذا كانت المساجد متفرعة، من مسجد رسول الله فهي مساجد لله بما تعنيه الكلمة، والصلاة فيها لها فضلها ولها عظمتها
أما إذا كانت المساجد هكذا ونضع فيها المصاحف، فلا الصلاة، ولا المصحف، ولا المسجد، بقي له معناه الحقيقي في نفوسنا، فنحن إذاً نصنع للإسلام مخزناً نضع القرآن فيه ونقول له: "اجلس مكانك هنا، لا تزعجنا".
ونحن نصلي ونقرأ القرآن أحياناً ولكن لا نتأمل في الصلاة، أليس هناك محاريب في المساجد يتقدم فيها واحد يصلي؟ أي أن يلتفّ الناس حول قيادة واحدة، صف واحد {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4) الصلاة تعلمنا كيف يجب أن نقف صفاً واحداً تحت قيادة واحدة في الاتجاه على صراط الله، وفي الإتجاه في طريق الله سبحانه وتعالى وفي سبيله، وكم للصلاة من معاني. ولكن لا نستفيد منها شيئاً، كل العبادات ذابت معانيها في نفوسنا، الإسلام أصبحنا نشوهه، الإسلام لم يعد له طعم في نفوسنا، الإسلام لم يعد يحرك لدينا شيئاً لا في نفوسنا، ولا في واقع حياتنا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(لا عذر للجميع أمام الله)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 21/12/1422ه
اليمن – صعدة.