قد تأتي الوساوس أيضاً كصدمة نفسية للإنسان، يعني قد يكون الإنسان مثلاً في تمسكه بالحق وطريق الحق، في استقامته على طاعة الله -سبحانه وتعالى- على نحوٍ جيد، وبتوفيقٍ من الله وبالتجائه إلى الله -سبحانه وتعالى-، فتأتي الوساوس التي تهدف إلى إقلاقه، إلى إحزانه، إلى إتعابه نفسياً، لاحظوا عندما قال الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[المجادلة: من الآية10]، {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}، قصة نبي الله أيوب الذي شكى في آخر المطاف إلى الله -سبحانه وتعالى- قائلاً: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}[ص: من الآية41]، حالة من هذا القبيل الذي قد تكون عملية استهداف نفسي، استهداف نفسك بالأحزان الشديدة، مثلاً قد يكون لدى الإنسان ابن شهيد، ابنه استشهد، أو هي أمٌ استشهد ابنها، أو أخٌ استشهد أخوه، فقد تأتي إثارة الأشجان والأحزان إلى مستوى غير طبيعي، يخرج عن مستوى الاحتساب، عن مستوى القربة إلى الله -سبحانه وتعالى-، الأمل في فضل الله، عن الحد الطبيعي، فتكون الحالة نفسها إلى المستوى غير الطبيعي الذي يؤثر على الإنسان، يؤثر على نفسه، يؤثر على صحته، يؤثر على تفكيره، يؤثر على عمله، يؤثر على صبره.
قد تكون اهتمامات الإنسان العملية أحياناً، البعض مثلاً اهتمامه بأن يؤدي وضوءه بشكلٍ صحيح، ويؤدي صلاته بشكلٍ تام، أو يعمل عملاً معيناً بشكلٍ صحيح، تأتي الوساوس التي تشوش عليه وتقلقه عن مدى نجاحه في ذلك، فيأتي الشك، ويأتي القلق، ويأتي الاضطراب، لربما أنا ما أتممت هذا العمل بشكلٍ صحيح، لربما عليَّ إعادته من جديد، وهكذا مرةً بعد مرة، فيثير لدى الإنسان الاضطراب في العمل الذي هو عملٌ صالح، والذي هو من أعمال القرب إلى الله -سبحانه وتعالى-، يحوّل في نهاية المطاف ذلك العمل إلى عمل صعب، وإلى عمل شاق، وإلى عمل مشوب بهذه الحالة من الاضطراب والقلق والتوتر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الثامنة: 1441هـ 01-05-2020م.