المشروع القرآني (انطلاقته ومعالمه) :-
لقد كان القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) نعمة أنعم الله به علينا وعلى الأمة كلها، ومَن الله به على الجميع في مرحلة خطيرة جداً لم تمر الأمة بمثلها فيما مضى من تاريخها، المرحلة الأخطر، والأسوأ، والتي تمثل خطورة بالغة كاملة على دين الأمة ، وعزتها، ومجدها، ووجودها الحضاري، المرحلة التي كانت تمثل مرحلة بالغة الخطورة لدرجة أنه كان يمكن أن تخسر الأمة فيها كل شيء فلا يبقى لها شيء.
في هذه الظروف، وفي هذه المرحلة المريرة أمتن الله به، فكان نعمة وحجة، نعمة إذا قدر الناس هذه النعمة وحجة لله على عباده فالله لم يتركهم هملا، ولم يتركهم من دون أن يهيئ لهم أسباب النجاة والفلاح، والسعادة، والخلاص، والفرج، لقد أقام وأتم حجته عليهم.
وعندما نستذكر هذا السيد العظيم، نستذكر المشروع العظيم الذي قدمه لإنقاذ الأمة، والذي رمى من خلاله إلى إخراج الأمة من حالة الضياع والتيه إلى بَر الأمان الحقيقي إلى صراط الله العزيز الحميد إلى الصراط المستقيم إلى نهج العزة، والكرامة، والخير، استنقاذ الأمة من حالة القهر والاستضعاف والإذلال والهوان إلى العز والمجد، استنقاذ الأمة من حالة العبودية للطواغيت والرضوخ لهيمنة الظالمين إلى العبودية لله وإلى الخير والفلاح والعدل.
لماذا تحرك السيد حسين (رضوان الله عليه) :-
عندما نستذكر المرحلة التي بدأ السيد فيها تحركه وصدع فيها بالحق، فهي مرحلة قريبة لم يمر بنا وقت طويل حتى يمكن أن نكون قد تناسينا تلك المرحلة وذلك الواقع وتلك الظروف، إنها المرحلة التي استفحل فيها الشر وهاج فيها الطغيان وتحركت كل قوى الكفر، والطغيان والإجرام ومعها كل قوى النفاق من داخل الأمة لتسير في نهجها وتلحق بركبها، تحرك الكل تحركاً عالمياً لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم، تحركاً عالمياً بقيادة أمريكا وإسرائيل، تحت راية الكفر، والطغيان، والفراعنة، والمستكبرين، تحركت دول العالم بإجماع غير مسبوق تحت تلك الراية وتحت ذلك اللواء بهيجان وبطغيان وباستكبار.
تحركت قوى الشر مجتمعة تحت ذلك اللواء بكل إمكاناتها، وعتادها وعدتها، وأتت إلى أرض الإسالم والمسلمين إلى الأمة الإسالمية في مرحلة عاشت فيها شعوب هذه المنطقة حالة مأساوية، ومهينة، حالة من الضعف والعجز والحيرة والشتات، فكان الموقف السائد في واقع هذه الشعوب وهي ترى ذلك التحرك العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل ومعه كل الحكومات والأنظمة العربية التي مثلت قوى النفاق والعمالة، كان الموقف موقف حيرة، وعجز، وضعف، الكل يتفرج وينتظر وهو يتوقع التوقعات ويتكهن التكهنات عما سيلحق بهذه الأمة، عما سيدور بهذه الأمة، عما سيجري على شعوب المنطقة.
وأقبل الطغيان بجبروته وعدوانيته ووحشيته إلى أفغانستان وسرعان ما سيطر وسحق هذا الشعب واستولى عليه، وعلى مقدراته، وارتكب بحقه أبشع الإجرام، ثم طال قطراً وبلداً آخر من بلدان الإسالم هو العراق ليفعل فيه أسوأ مما فعله في أفغانستان، بصولة وجولة، وطغيان وإجرام، وتوحش واستكبار، أمام حالة من الاستضعاف، والعجز، والتفرج على الواقع، والانتظار لما سيحصل، الكل يفكر في الاستسلام والصمت والانتظار لما سيجري عليه، حالة رهيبة، ومؤسفة، ومؤلمة، وبالغة الخطورة على الأمة في كل شيء، في الدين والحياة والأرض والعرض والشرف؛ لأن ذلك الشر العالمي المتكالب على شعوب هذه المنطقة أتى مستهدفاً ....
لقراءة المزيد عن هذا المشروع القرآني شاهد المرفقات...
الملفـات المرفقة | |
---|---|
كتاب المشروع القرآني (انطلاقته ومعالمه) |