الله -سبحانه وتعالى- يؤكِّد على نقطةٍ مهمةٍ هنا: أنه جعل هذا المدد من ملائكته بشارةً، طبعاً البشارات في القرآن الكريم كثيرة، منها آيات الله -سبحانه وتعالى-، ومعنى ذلك: أنَّ الله يهيئ أيضاً بشارات في الواقع، ومؤشرات تعزز الأمل بالنصر، ويحصل في واقع الناس الكثير من هذا عندما يتحركون في موقف الحق، يلحظون في الواقع نفسه مؤشرات وبشائر يؤملون من خلالها النصر، وتقدِّم لهم البشرى بأنَّ النصر الكبير آتٍ.
{وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ}؛ لأن اطمئنان القلوب والعامل المعنوي هو من أهم العوامل الرئيسية في تحقيق الانتصار، وفي الثبات قبل ذلك، اطمئنان القلوب مسألة مهمة جدًّا، لها تأثيرها الكبير على مستوى الثبات من جانب، وعلى مستوى الأداء العملي في الميدان من جانبٍ آخر.
الإنسان إذا عاش حالة الارتباك، واستبد به القلق، وسيطرت على ذهنيته ونفسيته المخاوف؛ يسوء أداؤه، تكثر أخطاؤه، لا تتفرغ ذهنيته، ولا يسلم تفكيره نحو المواقف الصحيحة، والأداء الصحيح، والتصرفات الصحيحة، فذهنه مشوش، ونفسيته مضطربة، ومشاعره مضغوطة، في جوٍ كهذا تتأثر قراراته سلباً، وتتأثر تصرفاته سلباً، ويتأثر سلباً في تعامله مع المواقف والمجريات والأحداث، فتكون النتيجة في نهاية المطاف هي الهزيمة، مع الارتباك تصدر قرارات خاطئة، تصرفات خاطئة، تعاملٌ خاطئٌ مع بعض المواقف والظروف.
لكن عندما يعيش الإنسان حالة الاطمئنان في قلبه ومشاعره، ويعيش حالة الشعور بمعية الله، أنَّ الله معه، وأنه مع الله، وأنه في موقف الحق؛ سيكون أسلم في تفكيره، وأقدر وأنجح في تصرفاته، وأدق في كيفية تعامله مع المواقف والمستجدات التي تأتي في ثنايا الأحداث، وفي واقع الميدان والمعركة، فاطمئنان القلب مسألة مهمة جدًّا، ويأتي من الله -سبحانه وتعالى- الدعم المعنوي الذي يساعد على هذا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة: 1441هـ 12-05-2020م
يوم الفرقان (3) التعزيزات والمدد الإلـــــهي.. كيف ولمن؟!