دروس من هدي القرآن الكريم.
ملزمة الاسبوع=درس اليوم
درس السبت
معرفة الله ... وعده و وعيده الدرس التاسع
ألقاها شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
🌳 نقاط هامة للمراجعة و ربطها بالواقع
🌴 ماهو المفهوم القرآني الصحيح للوعد و الوعيد ؟
🌴 كيف قدمت كتب علم الكلام مفهوم الوعد و الوعيد ؟ و ماهي سلبيات هذا التقديم الناقص ؟
🌴 ماهي الحكمة من خلق الجنة و النار ؟ و هل يريد الله منا أن نؤمن بهما فقط أم أن الإيمان بهما له علاقة بدنيانا ؟
🌴 هل الجنة تعتبر مأوى أم غاية ؟
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
سلسلة معرفة الله (9 - 15)
دروس من هدي القرآن الكريم
الدرس التاسع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 28/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
ما يزال الموضوع هو حول موضوع: [معرفة الله] سبحانه وتعالى، لنعرف كيف نتولى الله، وليترسخ في نفوسنا شعور بعظمة الله، وثقة بالله، وتوكلا عليه.
الدرس سيكون حول: [الوعد والوعيد]، الوعد والوعيد فيما يعني ككلمة أصبحت تعني في استخدامنا لها: الوعد بالثواب، والوعيد الذي يعني: العقاب.
الوعد والوعيد: هو مما ملئت به صفحات القرآن الكريم وتكرر كثيراً في آيات الله في القرآن الكريم الحديث عن الجنة، الحديث عن النار بالتفصيل الكامل للجنة والنار.
الوعد للمؤمنين في الدنيا، الوعد للمتقين، الوعد لمن يسيرون على هدي الله في هذه الدنيا، وعدهم بأشياء كثيرة جداً، والوعيد لمن يخالفون هدي الله في هذه الدنيا، ومن يتمردون عليه، ومن يعصونه، توعدهم بعقوبات كثيرة جداً.
والمؤسف هو أن هذا العنوان - الوعد والوعيد - هو من المباحث التي نقرأها في كتب [علم الكلام]، والتي تقدم إلينا باعتبارها الكتب التي من خلالها نعرف الله سبحانه وتعالى، ولكن بعد هذا العنوان الكبير، تقدم المسألة في أضيق نطاق، فتجد ما يبحث عنه في تلك الفصول تحت هذا العنوان، هو ما يتعلق بموضوع: [الشفاعة]، [الخلود من عدمه] أو [الشفاعة للمجرمين من عدمها].
يتناول هذا الموضوع تناولاً موجزاً جداً، ثم نقفل صفحات أو دفة ذلك الكتاب ونرى أنفسنا وكأننا قد عرفنا الله سبحانه وتعالى، وعرفنا الوعد والوعيد!، هذا شيء.
الشيء الثاني أيضاً: أنه يقدم لنا [الوعد والوعيد] سواءً من خلال كتب [علم الكلام] أو من خلال ما يقدم لنا على منابرنا موضوع: [الجنة والنار] فقط, موضوع الجنة والنار، وعد ووعيد، وتقدم لنا الجنة وكأنها هي الغاية من خلقنا في هذه الدنيا، تقدم النار وكأنها تكاد أن تكون هي الغاية من وراء خلق المجرمين والكافرين في هذه الدنيا، فيصبح المفهوم لدينا والمترسخ في ذهنيتنا هو: كأن الناس إنما خلقوا هنا ليعيشوا فترة معينة في هذه الدنيا، فهي فقط مجرد مرور، هذا الوجود ليس له هناك غاية أكثر من أن يتميز هنا من الذي سيمشي إلى الجنة ومن الذي سيمشي إلى النار فقط.!
هذا المفهوم ناقص جداً، ومؤثر، وله سلبيات كثيرة فيما يتعلق بفهمنا للدين، وفيما يتعلق حتى باعتزازنا بالدين واستشعارنا لعظمة هذا الدين، مفهوم أدى إلى جهلنا بالغاية كلها من هذا الوجود.
نجد القرآن الكريم قدم قضية: الجنة والنار بكلها، باعتبارها آلة ترغيب وترهيب للبشر هنا في الدنيا ليستقيموا، لتستقيم الحياة، ليؤدي الإنسان المهمة التي استخلفه الله لأدائها، فجاء التحذير من نار جهنم، جاء الحديث الكثير عن جهنم، من أجل ماذا؟ أليس من أجل أن نلتزم هنا في الدنيا، من أجل أن نستقيم هنا في الدنيا؟ ثم نأتي إلى تشريعات هذا الدين، وإذا هي مرتبطة بالدنيا: نوع من التعامل فيما بيننا، لأداء مهام هي مرتبطة بحياتنا، مرتبطة بكرامتنا، بعزتنا، بقوَّتنا، برفعتنا، بسعادتنا، فيأتي الحديث عن جهنم ويتكرر في القرآن الكريم ليرسخ في ذهنيتنا: أن جهنم هي للتخويف لنا هنا في الدنيا وليس فقط لمجرد الإيمان، ثم متى ما حصل منك إيمان سينفعك، ولهذا تلاحظ متى ما أقفل ملفك في الدنيا، ملف الحياة، هل سينفع الإيمان بجهنم؟. لا.
في الحشر، في اليوم الذي طوله كما قال الله سبحانه وتعالى عنه: {خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}(المعارج: من الآية4) سواء كان بمعنى خمسين يوما أو أن يكون بمعنى يوم واحد ينجز فيه ما ينجز في نحو خمسين ألف سنة - المهم أنه يوم طويل - أليس الناس سيكونون هناك كلهم مؤمنين، مؤمنين كلهم، مؤمنين بالجنة، ومؤمنين بالنار، هو يرى النار أمامه، أليس هذا اليقين والإيمان الواضح؟ لكن هل سينفعهم إيمانهم هناك؟ لا. لماذا؟
إذا كانت قضية الجنة والنار هي لمجرد الإيمان بهما والإيمان بك يا الله، لماذا لا ينفعنا الإيمان بك ونحن الآن في المحشر؟ - حسناً، آمنا - ؟ هل سينفع؟ لأن ساحة العمل هي الدنيا التي كان المطلوب أن تؤمن هناك لتستقيم تلك الحياة، لتقوم بمهمتك في الحياة على نحو صحيح.
نفس الشيء بالنسبة للجنة، قدمت الجنة وجاء الحديث عن الجنة ترغيباً للناس ليستقيموا هنا في الدنيا، لتستقيم الحياة في الدنيا، ليعملوا بالدين هنا، هنا في الدنيا فما الذي حصل؟ حصل تنصل عن هذه الحياة وفهم بأن الآخرة هي الغاية، هي الغاية من الوجود..
هي مأوى، هي مأوى، هي مرجع أما الغاية من الوجود، من وجود الناس فهي هنا في الدنيا.
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}(البقرة: من الآية30) خليفة ماذا يعمل؟ خليفة تسخر له السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، له دور كبير، له دور مهم؛ فتأتي الجنة للترغيب للمؤمنين، للترغيب للبشر جميعا أن يستقيموا، أن يلتزموا بهدي الله، وأن يستقيموا عليه، وأن يقوموا بأعمالهم في هذه الحياة وفق هداية الله سبحانه وتعالى لهم؛ وهو الذي قال لبني آدم من أول ما أهبط آدم من الجنة: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً}(طـه: من الآية123- 124) ألم يتحدث عن هذه الحياة؟.
ثم يقول: {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}(طـه: من الآية124) عندما يأوي، عندما يرجع. فالآخرة هي مرجع، هي مأوى، وليست هي الغاية من الوجود، ليست هي الغاية من وجود البشر هنا، لأنه كان بالإمكان أن يقال - سؤال أو تساؤل - لماذا لم تخلقنا في الجنة من أول يوم؟ ونسلم الضجة هذه، ونسلم الفساد هذا، ونسلم كل شيء، إذا كان المقصود هو: أن البشر الغاية التي وجدوا من أجلها هو أن يصيروا إلى الجنة، كان تخلقهم في الجنة من أول يوم.. كيف تجعل الآخرة هي غاية الوجود بكله وإذا بنا نرى نحو 90% من البشر على أقل تقدير هم متجهون إلى جهنم!.
يجب أن نفهم قضية الجنة والنار وفق النظرة القرآنية التي تدل على: أن الاستقامة هنا في الدنيا هي قضية مهمة جداً، وأن الجنة والنار في واقعهما تخويف وترغيب لنا، لنستقيم هنا في الدنيا، وليس فقط حتى لمجرد الإيمان بالله لأنه هل الله سبحانه وتعالى يختلف وضعيته في الدنيا والأخرى؟ هل تختلف؟ الله هو هو.
فإذا كان المطلوب هو: الإيمان بالجنة والإيمان بالنار، والغاية من وجودهما هو: أن نحصل على إيمان بك وبهما لمجرد الإيمان بهما، فالإيمان في الآخرة بالله، أليس شيئا سيحصل؟ لماذا لا ينفع؟ هل لأن الله اختلفت وضعيته؟ لا. هو، هو، الله سبحانه وتعالى هو من له الحمد في الأولى والآخرة، هو من لا يختلف بالنسبة له سبحانه وتعالى عالم الدنيا وعالم الآخرة، فلماذا لا يدخل أهل المحشر جميعا الجنة، وهم قد أصبحوا مؤمنين، أصبحوا مؤمنين، أصبحوا موقنين، أصبحوا منقطعين إلى الله، أصبحوا خائفين، وجلين؟ هل هناك شيء أقوى من إيمان الناس يوم القيامة؟ إيمان، لكن إيمان، يرون جهنم أمامهم، من هو الذي لا يحصل في نفسه إيمان؟ ألم يحصل إيمان بالله، وحصل إيمان بالجنة والنار؟.
ما الذي تغير؟ هل الله تغير؟ نقول: [لم يعد ينفع الإيمان به، فقط كان نؤمن به يوم كان هو في الدنيا أما عندما أصبح في الآخرة لم يعد يصلح الإيمان به!] لا يصح أن يقال هكذا.
اسئله اجوبتها في درس اليوم
١_تحدث بإيجاز حول:
=يقدم الوعد والوعيد في (علم الكلام) في أضيق نطاق فتجد:
*تناوله للموضوع بشكل موجز
*يقدم:
+ الجنه: وكأنها تكاد ان تكون هي الغاية من خلقنا في هذه الدنيا
+النار:وكأنها الغاية من وراء خلق المجرمين والكافرين في هذه الدنيا
*فيصبح المفهوم لدين والمترسخ في ذهنيتنا هو:
+ان الناس إنما خلقوا هنا ليعيشوا فتره معينه في هذه الدنيا فهي فقط مجرد مرور
+هذا الوجود ليس له غاية اكثر من ان يتميز هنا من الذي سيمشي الى الجنه او النار
*وهذا مفهوم ناقص وله سلبيات كثيرة :
+فيما يتعلق بفهمنا للدين واعتزازنا به واستشعارنا لعظمته
+ادى الى جهلنا بالغاية كلها من هذا الوجود
=قدم القرآن قضية الجنه والنار باعتبارها آلة ترغيب وترهيب للبشر في هذه الدنيا:
*ليستقيموا وان يلتزموا بهدى الله
*فتستقيم الحياة :فيقوم البشر بأعمالهم في هذه الحياة وفق هدايته سبحانه وتعالى
*ليؤدي الإنسان المهمة التي استخلفه الله لأدائها
+فمهمة الإنسان في هذه الحياة كبيرة وواسعه جدا" وهي:
-ان يكون خليفة الله في أرضه
- وان يسير في عمارة هذا العالم
-وفي تطوير الحياة فيه وفق هدي الله الذي رسمه لبني آدم جيلا بعد جيل وفيما أنزله من كتبه
-ومن خرج عن هدى الله في هذه الدنيا خبيثا"
=لابد للإله الملك ان يكون في هدية نظام ما يسمى:
*نظام الثواب والجزاء(الثواب والعقاب)
*فقد جعل جهنم في الأخير لكل الخبثاء هنا في الدنيا
=يجب ان نفهم أن نفهم قضية الجنة والنار وفق النظرة القرآنيه التي تدل على:
*أن الاستقامة هنا في الدنيا هي قضية مهمة جدا"
*وأن الجنة والنار في واقعهما تخويف وترغيب لنا لنستقيم هنا في الدنيا
وليس فقط لمجرد الإيمان بالله الذي له الحمد في الاولى والآخره و لا يختلف بالنسبه له عالم الدنيا او عالم الاخره
٢_ناقش الآتي:
=الوعد والوعيد:
*وفق النظرة القرآنية
*وفق الثقافة المغلوطه
#وهيئ لي من امري رشدا