الموقف العربي يجب أن يكون موقفاً ثابتاً صامداً، وألَّا يكون هناك أي موافقة على الخطة الأمريكية، وإلَّا فهي خيانة كبرى، خيانة كبرى، ولها تبعات خطيرة جداً، تبعات على الأمن القومي العربي، تبعات على المنطقة بكلها، تبعات خطيرة للغاية، ليست المسألة سهلة، ويجب أن يكون هناك موقفٌ صادقٌ وثابتٌ، مهما كانت الإغراءات من الجانب الأمريكي، ومهما كانت الضغوط، ليس هناك ما يبرر ذلك، بالتوحد والتعاون والالتفاف حول الموقف الصحيح، في رفض تلك الخطة، يمكن التغلُّب على الضغوط الأمريكية، وعلى الإغراءات الأمريكية.
ثم الحذر، الحذر ثم الحذر ثم الحذر من المساومة، ومن المقايضة، الأمريكي إذا وصل إلى خطٍ مسدود، ورأى أنه ليس هناك مجال أبداً لنجاح خطته، قد يتَّجه إلى التأجيل وليس الإلغاء، إلى التأجيل، والدخول في مساومات ومقايضات تمهِّد لاحقاً لهذه الخطة؛ ولـذلك لا يجوز أن يكون هناك أي مساومة، ولا أي مقايضة من قِبَل الأنظمة العربية فيما يضر بالقضية الفلسطينية، بل أن يستفيق الجميع من غفلتهم، وأن يدركوا ما هي حقيقة أطماع الأعداء، ما هي حقيقة أهدافهم، التي هي واضحة ومعروفة؛ من أجل أن يكون لهم موقفٌ جاد مع الشعب الفلسطيني لمساندته، وأن يغيِّروا من توجهاتهم السلبية تجاه إخوتنا المجاهدين في فلسطين، أن يغيِّروا ما فعلوه سابقاً من التصنيف بالإرهاب... وغير ذلك، والخطوات السلبية التي لا ينبغي الاستمرار عليها، هذا فيما يتعلق بهذه المسألة.
بالنسبة لنا في يمن الإيمان والحكمة: موقفنا ثابتٌ ومبدئيٌ في نصرة الشعب الفلسطيني، ومجاهديه الأعزاء، والوقفة الجادَّة الصادقة معه بكل ما يمكن؛ ولـذلك إذا اتَّجه الأمريكي والإسرائيلي لمحاولة تنفيذ هذه الخطة بالقوة، أو اتَّفقوا مع الأنظمة العربية، ووافقت لهم، واتَّجهوا إلى تنفيذها؛ سنتدخل حتى بالقوة العسكرية، سنتحرك في أداء مسؤوليتنا الجهادية في سبيل الله تعالى، للتصدي للأمريكي والتصدي للإسرائيلي، والنصرة للشعب الفلسطيني، كما فعلنا في مواجهة جريمة القرن على مدى خمسة عشر شهراً، في وقفتنا الشاملة مع الشعب الفلسطيني، بما في ذلك على المستوى العسكري، والعمليات العسكرية: بالقصف الصاروخي، والمسيَّرات، والعمليات البحرية... وغير ذلك، نحن لن نتفرج أبداً، إذا اتَّجه الأمريكي والإسرائيلي إلى تنفيذ هذه الخطة الباطلة، الظالمة، العدوانية، الإجرامية بالقوة؛ سنواجه عدوانهم بالقوة، وبالتدخل العسكري، وبالجهاد في سبيل الله تعالى بكل الوسائل، ولن نتفرَّج أبداً، لن نتفرَّج أبداً تجاه مثل هذه الخطة العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، لن نقبل بتهجيره عن أرضه وعن وطنه، هذا فيما يتعلق بهذه الخطة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات 14 شعبان 1446ه 13 فبراير 2025