تابع...معنى الصلاة على النبي و آله
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
- نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
- هل تصح أي إضافة على الصيغة التي علمنا إياها النبي في الصلاة عليه و على آله ؟؟؟
- ما هو الفرق بين حبنا و ولائنا للصحابة الأخيار و بين حبنا و ولائنا لأهل البيت عليهم السلام ؟
- ماهو الفرق بين قولنا اللهم صلي على محمد و آله أو قولنا
صلاتنا وسلامنا على محمد وعلى آل محمد ؟
- مع الدرس نسأل الله الهداية
تتكرر على ألسنة المسلمين كل يوم؛ كي تترسخ في نفوسهم أهمية ارتباطهم بمحمد وآل محمد، ولكننا نصلي وننسى، بل بعضهم يصلي ويخرج يلعن آل محمد، وهو قبل قليل يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد! لكن إما أن تكون صلاة لا يدري ماذا يقول، أو يدري ما يقول ولا يعي معنى ما يقول.
ولهذا لا أحد - فيما نعلم - من المسلمين يصلي إلا وهو يصلي على محمد وعلى آل محمد، وبهذا الشكل الذي لا زيادة فيه ولا نقصان، لاحظوا، هل أدخل فيه في الصلاة عليهم أحد من الآخرين؟ لم يدخل الصحابة أبداً، ولم يدخل أحداً من الأولياء؛ لأن هذه الصلاة هي لها دلالة خاصة، هي مرتبطة بمهمة محمد وآل محمد، مرتبطة بمهمتهم، بمسئوليتهم في الأمة، مرتبطة بعلاقة الأمة الخاصة بهم.
بقية المؤمنين هناك ارتباطات أخرى، قد أتولاك باعتبارك مؤمناً، وأحبك باعتبارك مؤمناً، لكن هل أنت ممن يجب عليّ إتباعهم؟ هذا شيء آخر. ألسنا ملزمين بمحبة المؤمنين؟ نحن نحب رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ونحب الإمام علياً، ونحب المؤمنين أيضاً، لكن هل حبي لعمار بن ياسر - مثلاً - وحبي لعلي بن أبي طالب، هل هو مستوٍ؟ في علاقتي بعلي بن أبي طالب وعلاقتي بعمار هل هي مستوية؟ لا، أنا أحب عمار بن ياسر كمؤمن، كولي من أولياء الله.
علي بن أبي طالب علاقتي به علاقة أخرى، أنا أحبه أيضاً كمؤمن، هو أيضاً يجب عليّ إتباعه، ويجب علي الاقتداء به، الارتباط به، أن أسير على نهجه. عمار بن ياسر الذي أنا أحبه هو يحب علياً على هذا النحو، فيفرق في نظرته نحو علي، وفي علاقته بعلي، وفي ارتباطه بعلي يفرق بينها وبين ارتباطه بـ(المقداد) أو بـ(سلمان) أو بأي شخص آخر من المؤمنين.
فعندما نزلت الآية: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} (الأحزاب:56) قالوا إنهم سألوا رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فقالوا: قد عرفنا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ فجاء بهذا اللفظ: قولوا: ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)). ولم يضف أحداً في هذه الصلاة.
جاء الآخرون الذين هم أكثر تنبهاً من النبي - يعدون أنفسهم تقريباً هكذا! - فأضافوا وأصحابه، عندما يصلون على النبي هكذا أثناء كلمة أو أثناء كتابة موضوع، لكن لم يستطيعوا أن يزيدوا حرفاً واحداً في الصلاة على النبي وعلى آله داخل الصلاة، هكذا داخل الصلاة حفظت الصلاة على النبي وعلى آله بهذا الشكل، لا أحد يدخل وأصحابه أبداً؛ لتبقى حجة على الناس، فكل مسلم يصلي ويقول داخل الصلاة: ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد)). هكذا يذكرهم دون غيرهم، وإن كان يذكر غيرهم في بقية المناسبات عندما يخطب عندما يتحدث فيصِل إلى ذكر النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فيصلي على النبي وعلى آله وأصحابه، أليسو يعلمون هكذا؟
طيب، هل هؤلاء أكثر تنبهاً من النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)؟! والصحابة إن كانوا جديرين بأن يُشركوا في هذه الصلاة فَلِمَ لم يصل عليهم؟ فهل نقول: بأنه لم يتنبه للقضية، إذاً فهو قصّر؟ أو ربما أنه غفل فنحن جئنا بها، وأن الواقع يفرض أن نجيء بها؟ لا. هو يعرف، وهو في حبه للمؤمنين من أصحابه أكثر حباً منا لهم. أو أنه يرى أنهم غير جديرين نهائياً بالدخول في الصلاة، باعتبار أي وضعية كانوا عليها، فلماذا يضيفون الصلاة على الصحابة؟
لا مبرر لها إطلاقاً، هذه هي بدعة؛ لأنهم هم يروون الحديث، ويروي (البخاري) نفسه الصلاة على النبي وآله دون إضافة: وأصحابه في تفسير الآية: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} فهو عَلّمَهم، أليسوا يقولون: إنه مبين، فبين لهم كيف نصلي عليه، قال قولوا: ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)). بل جعل الصلاة على آله جزءاً من الصلاة عليه؛ لأنها وردت في الآية صلوا على محمد {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ} فالصلاة عليه إنما تتم بأن تصلي عليه وعلى آله كما علمك هو. أن تضيف أشخاصاً آخرين باعتبار أنك تراهم مؤمنين هذه قضية ليس لها علاقة بهذا الموضوع،
الصلاة على آل محمد لم تأت باعتبار أنهم هم وحدهم المؤمنون فقط، والباقي ليسوا مؤمنين، ليس لهذا، هناك مؤمنون من غير آل محمد، إنما الصلاة على محمد وعلى آل محمد، آل محمد فقط، لها دلالتها المهمة فيما توحيه لنا بضرورة أن نرتبط بمحمد وآل محمد. (ليست مسألة أن ألاحق بها الباقي: وعلى أصحابه، وعلى أزواجه، وذريته، وعلى التابعين، وعلينا معهم، وعلى أهل (جلح) وعلى...) ليست هكذا أن تأتي انت لتوزع. النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هو حكيم.
وهذه الصلاة ذكرت داخل الصلاة التي هي أفضل الأعمال في الإسلام، أليس الأذان شرع فيه: ((حي على خير العمل))؟ الصلاة خير الأعمال، وهي فعلاً من خير الأعمال ومن أهم الأعمال، لو أننا ننتبه للصلاة وما تعطيه الصلاة من دلالات، وما لها من قيمة في النفوس لكنّا على وضعية أفضل مما نحن عليه، ولما تساءل أحد عن شيء: من هم أهل الحق؟ لا أدري كيف يمكن نعرف أهل الحق؟ أو لم نعد نعرف كذا...!
فنحن ندعو بهذا - أن تصبح المسالة كما قلت سابقاً لدينا هو: أن ندعو الله - أن يصلي عليهم على هذا النحو ماذا تعني؟ لم تأت الصلاة على محمد وآل محمد بلفظ خبر هكذا (إخبار) أن نقول: وصلاتنا وسلامنا على محمد وعلى آل محمد، هل جائت بهذا الشكل؟ بل نحن ندعو - أن أدعو الله لك - أي: أنني مهتم بقضيتك اليس كذالك؟ فمعنى ذلك أننا في واقعنا لا نشك في ضرورة ارتباطنا بمحمد وآل محمد، وأننا في واقعنا يا الله نعرف أهمية هذه القضية، فنحن لشدة حرصنا على أن يقوم محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وآله بالمهمة التي أنيطت بهم، ونحن في ولائنا الشديد لهم نريد منك يا الله أن تمنحهم كذا، وكذا، وكذا... الذي منحته إبراهيم وآل إبراهيم، أليس هذا هو تعبير عن الولاء؟ ففي لفظ الصلاة كتعبير عن ولائنا، تعبير عن ارتباطنا، ذلك الولاء القوي الذي يجعلني أندفع نحو أن أسأل الله أن يمنحهم ما منح آل إبراهيم.
ووجدنا في [سورة البقرة] وبقية سور القرآن كلاماً كثيراً عن آل إبراهيم {يَـا بَنِى إسرائيل اذْكُرُواْ نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّى فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَـالَمِينَ يا بني إسرائيل} (البقرة:47) يا بني إسرائيل، يا بني إسرائيل، كم ورد في القرآن، كثير من أخبارهم!
هي في الوقت نفسه شهادة تدل على أن هداية الأمة، وقيادة الأمة، والقيام بأمر الأمة والدين هو منوط بمحمد وآل محمد، منوط بهم، وإلا فلماذا نصلي عليهم وحدهم؟ على محمد وآل محمد، على هذا النحو؟
وأن تكون الصلاة عليهم كالصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة (معنى الصلاة على محمد و آله)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.