الشاعر/ بديع الزمان السلطان
انتهى الوقتُ … بانتهاءِ الحوارِ
فاضربوا بالسّلامِ عرضَ الجدارِ
أيها الوفدُ عد لصنعاءَ حالاً
وفدُنا اليوم وحدهُ “ذو الفقارِ”
الخياراتُ كلها في يديْنا
والهجومُ الهجومُ أدنى خيارِ
والحواراتُ كلها محضُ وهمٍ
طالما والحصارُ نفس الحصارِ
والسلامُ الذي بدون شروطٍ
لعناتٌ … خيانةُ للدّيارِ
والحقوقُ التي تجيئُ عطايا
صفقاتُ… من بعد هذا الدّمارِ
حقُّنا لن يعودَ إلا انتزاعاً
فانزعوا الحقّ من عيونِ الجِوارِ
أيها المعتدون غدرًا علينا
سترون النجومَ وضحَ النّهارِ
سوف تغدو عواصمُ الشّرِّ قاعاً
من دُخَانٍ كأنّها وسط نارِ
واجهونا وجهاً لوجهٍ رجالاً
ودعوا الاختباءَ خلفَ السّتارِ
لا تكونوا في كلّ شيءٍ صِغاراً
غرَّهم في الخداعِ سَمْتُ الكبارِ
أنجبتْنا نساءُ “قحطان” قوماً
بشموخٍ وعزّةٍ لا انكسارِ
لم نجئْ للحياةِ قوماً ضِعافاً
رضعوا الذُّلَّ من حليبِ الجواري
بل رجالاً كما الرّواسي ثبوتاً
لا رقاقاً بمرقصٍ أو بـ بـارِ
“زاملٌ ثُمّ برعةٌ بالجنابي”
اختصرنا بها التّراثَ الحضاري
طاعةُ الله زادُنا حيثُ كنّا
وهداهُ سلاحُنا الانشطاري
كُلّما أظلمتْ علينا المنايا
أبرقتْ فوقنا بروقُ انتصارِ
أيها الشعبُ لا تصالح عدوّاً
مالهُ ذِمّةٌ بأيّ قرارِ
علّم المرجفين درسَ التفاني
وأعد للوجود “ذات الصواري”
“الرياضُ” التي تعدّتْ علينا
“ولصنعاء”ردُّها الاعتباري
فحذاري يا حلفَ صهيونَ منّا
من رجالٍ قلوبُهم كالحجارِ
وحذاري منّا إذا ما غَضبْنا
ووثبْنا من بعد طولِ اصطبارِ
وحذاري منا إذا ما ثأرنا
من “سعودٍ” فعندهم ألفُ ثارِ
وحذاري منا إذا ما اقتحمنا
وصرخنا في” مكّةٍ” بالشّعارِ
وحذارِ من بطشِ شعبٍ عزيزٍ
سوف يمحو وجودكم باختصارِ
إنّ صنعاءَ ضاقت اليوم صَبْراً
واتّفاقُ السّلامِ ما عاد جاري