عبدالفتاح حيدرة
في المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، تحدث حول مميزات شهر رمضان انه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وهذا يعني الصلة والعلاقة بين القرآن وصيام رمضان، وهذا يعني انه المنهج للهداية للتقوى ، وتحقق التقوى تعني الوقاية من النتائج السيئة، وشهر رمضان فيه ليلة القدر الذي أنزل فيها القرآن، وهي ليلة عظيمة الشأن، وليلة مرتبطة بتدبير الله لشئون الناس، وهذا يوضح تدبير الله لشئون عبادة، وفيها يفرق كل أمر حكيم، والقرآن الكريم نزل في ليلة القدر من الله لسعادة وفلاح عبادة، والقرآن الكريم كتاب عظيم الشأن ودلالة عظمته انه كتاب الله، وإلا أردنا ان نستوعب عظمة القرآن الكريم انه من الله خالق هذا الكون بكل ما فيه وهو الرب الإله وهو ربنا واليه مصيرنا، وكلما تذكرت عظمة الله سبحانه في هذا العالم الفسيح سوف تدرك اهمية القرآن وعظمته متصل به تدبير الله لنا، وهو صلة بيننا وبين الله سبحانة، وطريقة تعاملنا وارتباطنا مع القرآن يؤكد طريقة ارتباطنا بالله، و مصيرنا في الدنيا والآخرة يترتبط بطبيعة علاقتنا بهذا الكتاب العظيم، في الاتجاهين فيما احتواه كتاب الله الحق من الهدى والخير لنا، وبما يتصل بواقعنا وطبيعة حياتنا..
من عظمة القرآن الكريم انه المعجزة الكبرى والخالدة لصدق رسالة نبينا محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم، وهو في اعجازة فيه هداية للناس إلى طريق الحق، وأحكام آيته وما فيه من النور والهدى، وفيه خلاصة الكتب الإلهية، وهو كتاب مصدق ومهيمن على ما سبقة من كتب الله، وبقي مصونا في نصة ولم يحرف وبقي متوارثا بين الاجيال، وهناك حرب شرسة ضد القرآن منذ نزَوله، محاربة لما يهدي اليه وما يدعو اليه، وأهل الباطل يرون فيه مشكله على ظلالهم، لكن بقيت بركاته ونورة قائما، وله قدسيته العظيمه بين الملائكة، ومن شأن الانسان الذي يقرأ القرآن عليه أن يؤسس على علاقة وثيقة به ، ويعني لنا كتاب الهداية والنور والذي ينقذنا من الظلال والضياع، والانسان بدون القرآن سوف يمتليئ الانسان بالظلال في الوعي والمواقف، و الظلال له جهات كثيرة لنشرة والسيطرة على الناس فكريا وثقافيا، والقرآن الكريم يهدينا للفوز والسعادة ويحصننا من الظلال، والناس بحاجة للاهتداء به، واول عامل للوصول إلى جهنم هو الظلال، والقرآن الكريم هو النور، والبديل عنه هو الظلام، والظلاميون يسيرون بالناس إلى الشقاء بعيدا عن الاهتداء بالقرآن، ولا تتحق التقوى الا بالقرآن والارتباط به في مسيرة الحياة، و ثقافتهم وعقيدتهم ومواقفهم وتصوراتهم قرآنية مستمدة من القرآن ، و هذا هو حال المتقين..
القرآن الكريم في اثرة التربوي، هو تزكية للنفس وسمو للأخلاق والروح ، و تطهير للنفس والمشاعر والوجدان ، وهو شفاء ورحمة للمؤمنين، وهذا اهم ما يمكن نستفيدة من القرآن الكريم، له اثرة العظيم في العلاقة الايمانية بالله العلي العظيم، وفي الاحساس بالقرب من الله والسمو النفسي وقيمة العلاقة المطمئنة بالله سبحانة وتعالى، وذكر الله اول ما فيه هو القرآن الكريم، ويهدي الطمأنينة النفس في تحرك الانسان بهذه الحياة، ويمنح الله من خلال القرآن الانسان الخشوع والطمأنينة العظيمة والأُنس والثبات في حياته ، وهذه حالة راقية جدا، لمواجهة اكبر التحديات، والقرآن هو أساس الرسالة الإلهية وهو اساس التقوى، من خلال إيماننا انه كتاب الله، وبقدسيته، وعلى المستوى العلمي ان يكون لدينا اهتمام كبير في تلاوته وإتقان قرآته، و في شهر من أهم العبادات هو تلاوة القرآن، ويجب أن لا تفوتنا الفرصة المهمة في هذا الشهر، بالاهتمام بقرآته وتلاوته وتدبره، وعلى الانسان ان يحرص على تلاوة القرآن او الاستماع له، والتزكية للنفس والحفاظ على الروحية الايمانية، ولهذا قد جعل الله سبحانه إلزامية قرأة القرآن بالصلاة، فالقرآن فيه قربة من الله، وهذا فضيلة القرآن والاجر على تلاوته أجر عظيم وكبير، والانسان المبتعد عن القرآن يتأثر سلبا، ويجب التدبر بالقرآن والتركيز به بدون شرود ذهني، للاستفادة والانتفاع..
مسئوليتنا تجاة القرآن الكريم هو الاتباع له على كافة المستويات ، لنقي أنفسنا من عذاب الله، ويوم الحساب يحاسبنا الله على اساس كتابه وأتباعه والالتزام العملي به، وبركته بما فيه من العلوم وفي يحيط الطمأنينة بالنفس، وعلينا أن ندرك مخاطر الإبتعاد عن القرآن، ففي الدنيا يأتي العذاب على شكل الشقاء وفي الآخرة النار والعياذ بالله، والحال خطير والوزر ثقيل والحمل سيئ، على مستوى التوجه العام يذهب بالإنسان إلى نار جهنم، وعلى مستوى التفصيلي والعملي ايضا ، فاذا أعرض الانسان في هذا المستوى عن القرآن، وهذه حالة خطيرة جدا على حياة الانسان وخاصة في مسألة المواقف و الرغبات والشهوات والمخاوف، الانسان مصيرة مرتبط بمدى بارتباطه بالقرآن وفي ذلك الخير والفلاح والفوز، ونحن كأمة إسلامية نشهد هذه الايام حربا على كتاب الله، وقد تكررت حالات إحراق المصحف، وجرائمهم تلك تشكل خطورة عليهم، وأولها التورط في الفساد الاخلاقي والمثليه والارتباط بالشيطان، يقودهم في ذلك اللوبي الصهيوني اليهودي، يسعى لتفريغهم من انسانيتهم، وهذا يسبب لهم الكثير من المشاكل والازمات ومجتمعاتهم غارقة في الأزمات الاخلاقية والتفكك، وكلما غيبوا الرسالة الإلهية كلما توحشوا وانحطوا، والواقع يشهد، لأن الوعيد الإلهي وعيد صادق، ويجب أن يكون لنا موقف نحن المسلمين، فالعداء للقرآن هو عداء للاسلام كله، والموقف الاسلامي ليس مكلفا ولكن له تأثير كبير على أعدائهم، فالغرب صنمه الاكبر هو المال، وإذا توحدت الأمة الإسلامية في دعوة جامعة لمقاطعة بضائع تلك الدول التي تحرق فيها المصاحف وهذا هو الموقف الصحيح والفاعل، ليحترموا هذه الأمة، والواجب هو التوجه نحو القرآن، أثر القرآن في بركاته وصلته بالله عظيمة جدا..