مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقدّم السّيد الرّؤية القرآنية في موضوع النزاعات, والخلافات, وردّها إلى الله, ورسوله, وكيف تكون طريقة الرّد إلى الله, والرسول, لأنّ هدى الله يقوم أساساً على تربية الأمّة تربية واحدة, ونظام واحد, بعيداً عن أيّ خلافات, ونزاعات لكن فيما إذا حصل شيء من النزاع والخلاف فكيف يكون تعاملنا مع الموضوع؟ يقول السيد: (﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ﴾[النساء: من الآية59] لأن هدى الله يقوم على أساس ألَّا يكون هناك اختلاف، نظام لا يكون هناك اختلاف نهائياً ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ﴾ طرأ تنازع ﴿فِي شَيْءٍ﴾ فمن أول وهلة ردوا الموضوع إلى الله ورسوله، أقفلوا الباب تماماً ﴿فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ﴾[النساء: من الآية59] يعني: ردوا أمره ردوا شأنه ﴿إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾[النساء: من الآية59] أي: لستم بحاجة إلى أن تتنازعوا في شيء، لكن لو طرأ تنازع فردوا القضية بكلها إلى الله والرسول؛ لأن الحكم له سبحانه وتعالى، وتجد أنه يهدي وبالنسبة للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أعني: ليست القضية على ما تقدم بمعنى أن أرد أنا عندما نختلف أنا وأنت في شيء نأتي نرده إلى الكتاب ونرده إلى السنة، أليس هكذا يقدم الموضوع، الرد إلى الكتاب؟ ثم آتي أنا أطلع الكتاب وأحاول أؤقلم الكتاب معي، وأنت من عندك كذلك والآخر من عنده كذلك، فيما يتعلق بالكتاب، وفيما يتعلق بالسنة، ما هكذا يعملون؟ وكلهم يدعون أنهم يعملون هذه، وما يزال الإختلاف قائماً؟! لأن عملية الرد ليست على هذا النحو الذي يقدمونه هم، كل واحد من عنده، وكل واحد يدعي أنه يرد إلى الله والرسول، يرد إلى الكتاب والسنة، والإختلاف قائم؛ لأن هذه قدمت بأنها وسيلة تحسم الإختلاف تماماً فلو أن الطريقة التي يعملونها في الرد على مدى القرون هذه لو أن الطريقة الصحيحة هي التي يقومون بها لما كان هناك اختلاف) سورة النساء الدرس الثامن عشر.

وهنا يبيّن السّيد فشل هذه الطريقة الّتي قدّموها في الرّد إلى الله والرسول لأنّها لم تحسم موضوع الخلاف والتنازع، فيقول: (ألم يقدمها هنا على أساس أنها تحسم الخلاف؟ فلماذا نجدهم مختلفين مع دعاوى أنهم يردون إلى الله والرسول؟ إلا أن عملية الرد ليست صحيحة وليست على الأساس الصحيح؛ ولهذا جاءت العبارة بشكل توحي بالتقليل، وكقضية فيما لو حصل تنازع اتركوا الموضوع بكله لله والرسول، ويأتي توكيد على هذه القضية بقوله: ﴿إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [النساء: من الآية59] تؤمنون بالله وتعرفون أن الله بكل شيء عليم وأنه حيٌّ قيوم وأنه لا يأتي من جانبه تقصير على الإطلاق في موضوع الهداية وتخافون منه، والإيمان باليوم الآخر. ﴿ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [النساء: من الآية59] أحسن عاقبة من أن تظلوا متنازعين ومختلفين) سورة النساء الدرس الثامن عشر.

ويؤكّد السّيد هنا على ضرورة فهم موضوع طاعة أولي الأمر في هذه الآية، حتّى نكون بعيدين عن التّأثر الثّقافي بما يطرح من تحريف، وتضليل حول مفهوم هذه الآية، وحتّى يترسّخ في أنفسنا أنّ تربية القرآن، والإسلام تقوم على أساس أن تكون هذه الأمّة أمّة واحدة، وتحت قيادة واحدة، فيقول: (هل الآية هذه مفهومة؟ لأنها من الآيات التي يشتغلون فيها، هذه الآيات التي يأتي فيها شغل، وتلمس يداً يهودية في الموضوع مثل: ﴿أُمَّةً وَسَطاً﴾ [البقرة: من الآية143] ومثل: ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: من الآية256] ومثل: ﴿وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: من الآية59] أليسوا شغالين في هذه؟ وتجد أن هنا ما يبين أن الدين قائم على أساس أمة واحدة وقيادة واحدة، عندما يقول: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ﴾ [النساء: من الآية59] فعندما تأتي إلى سبعة وخمسين زعيماً سبعة وخمسين زعيماً وكل واحد يريد يشغل الآية هذه له، وجاء واحد ثاني يعمل انقلاب عليه وضربه وسماه طاغية وعدو الله، إلى آخره.. وقاموا يشغلون الآية له، وهكذا، أليس هذا تلاعب بالدين؟ مع أن الإسلام قدّم على أساس أن تكون هذه الأمة أمة واحدة) سورة النساء الدرس الثامن عشر.

ويوضّح السّيد من واقع الحياة الآن، وواقع الشّعوب، وواقع الحكّام ما يشهد على بطلان ما يقدّمونه من نظريّات، ودعاوى مخالفة لهدى الله، فيقول: (ثم عندما تتأمل أيضاً الدعاوى عندما يكون كل زعيم يدعي في بلاده أو يدَّعون له سواء مثقفون أو علماء يدعون له أليسوا في نفس الوقت يشكون من التفرق؟ إذاً إذا كان الله هو الذي أوجب على كل شعب أن يطيع الشخص الذي يحكمه، والكل يشهدون بأن هذا تفرق وأنه سبب لضعف الأمة، هل يمكن أن يكون هذا من دين الله؟ بأن تجد كل زعيم يقول العرب يجب أن يتوحدوا، وبعضهم قال: المفروض أن يكون هناك زعيم عربي واحد، ونحن مستعدون نتنازل لواحد من الزعماء مستعدون نتنازل له؟ ألم يقل هكذا؟ إذاً فمثل هذا ينقض دعوى كل شخص في بلاده، أعني: الذي ينتهي في الأخير إلى أن الله أوجب على سبعة وخمسين قُطْر أن يطيعوا كل واحد منهم الواحد الذي عندهم، وهكذا، يطلع لك سبعة وخمسين شخصاً، وإذا بالسبعة والخمسين كل واحد يشكي من التفرق الذي هم عليه وكأن الله هو الذي شرع التفرق الذي هم عليه وأمر الناس أن يطيعوهم على التفرق الذي هم عليه، وهم كلهم يصيحون من التفرق شعوب وزعماء، أليس هذا يعتبر - لو أنه صحيح - لاعتبر اختلاف في شرع الله، واعتبر تدبير غير حكيم لو أنه من عند الله؟) سورة النساء الدرس الثامن عشر.

وعند قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ﴾[النساء:64] يبيّن السّيد أنّ هذا هو دور الرّسول الواسع في الحياة ليطاع في كلّ أوامره, وتوجيهاته, ونواهيه, فيقول: (هذه القضية أساسية ﴿لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ﴾ فيكون حكمه هو الذي يسلم له الناس، بل هو الذي يتولى الحكم فيما بين الناس، هو الذي يبين للناس، هو الذي يرشد الناس ﴿لِيُطَاعَ﴾ بما تعنيه الكلمة، بكل ما تعنيه الكلمة، وليس عبارة عن خطيب وموعظ فقط! ليطاع فيما أمر ونهى وفيما قضى به﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً﴾[النساء: من الآية64] فعلاً قد ظلموا أنفسهم بهذا الشيء عندما يتحاكمون إلى الطاغوت ويصدون عنك لكن بالإمكان إذا هم يريدون أن يغفر الله لهم أن يرجعوا إليك) سورة النساء الدرس الثامن عشر.

وعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾[النساء:65] يؤكّد السّيد على في هذه الآية على أنّ مسيرة الدين مسيرة عمليّة مرتبطة بالحياة, وأنّ موضوع الدّين يهتمّ بكلّ شيء, وأنّ الرّسل ليسوا عبارة عن مرشدين, وخطباء, ووعاظ فقط, كما يحاول أن يقدّمهم, ويقدّم الدّين من يسعون لفصل الدّين عن الدّولة من العلمانيّين, فيقول: (وإلا فلا يعتبرون مؤمنين، تعتبر فقط مجرد دعوى وزعم كما قال سابقاً، هذه تؤكد: أن مسيرة الدين هي مسيرة عملية، وأن الأمر كله لله، الأمر كله لله لا يكون يقدّم موضوع الرسل وموضوع الهدى وكأنهم فقط يوعظون والآخرين الذين يكونون هم في السلطة التنفيذية يحكمون! لا، هي مهمة واحدة يقدمها، مهمة واحدة، هذه النظرية التي يسمونها: [فصل الدين عن الدولة] نظرية العلمانيين: [هناك موعظين مرشدين ومدرسين وهناك حكام آخرين ولا علاقة للدين بالحياة] البعض يحاول يقدم الآيات: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾ [الغاشية:21-22] ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ﴾ [المائدة: من الآية99] يقدمها على هذا النحو! لكن لا، الآية أن تكون على هذا النحو لها أثر كبير في مقامها، لا تعني: بأنه عبارة عن موعظ فقط، وعبارة عن مرشد فقط، [ومن حكم يحكم] ومن تولى الأمر يتولى، لا. فهذه ترد على من يحاول أن يقدم مفهوما خاطئا حول الآيات الأخرى؛ لأن الله يقول في أكثر من آية ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [النساء: من الآية59] ويقول: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [النساء: من الآية64] ويأتي بالآية هذه في إطار قضية ماذا؟ التحاكم، التقاضي، الرجوع إليه.

﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ﴾ [النساء: من الآية65] من داخل لا يكون في نفسه يعتبر أن النبي ظلمه أو تجاوز عليه في الحكم، قال: لا يكون في أنفسهم حرج ﴿وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [النساء: من الآية65] يعني: قبول في الواقع في نفس ما يقضي به في القضية وتسليم من الداخل، تسليم من داخل وخارج) سورة النساء الدرس الثامن عشر.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر