مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فيصل أحمد الهطفي
إن أولى خطوات التحرّر الحقيقي تبدأ بكسر حاجز الصمت والخوف، وتبني الموقف الذي يرفض الهيمنة والتسلط من أية جهة كانت، وكان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) أول من أدرك هذه الحقيقة بوعيٍ فَذٍّ. فإطلاقه لشعار “الصرخة” كان أكثر من مُجَـرّد كلمات تقال، بل كان إعلانًا عمليًّا لموقفٍ جهادي شجاع، يعبّر عن البراءة من أعداء الله، ويعيد للأُمَّـة هويتها القرآنية التي حاول الاستكبار العالمي أن يطمس معالمها.

ففي مواجهة الظلم الذي يطال الأُمَّــة الإسلامية من قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا و(إسرائيل)، كانت الصرخة بمثابة تجسيد لروح الثورة والرفض. لم تكن مُجَـرّد كلمات تردّد في لحظات عاطفية، بل كانت دعوة صادقة ونداء مدوٍ في مواجهة الظلم والعدوان. ومع مرور الأيّام، أثبتت الصرخة قدرتها على أن تكون أدَاة تحرّرية فعالة، تساهم في إعادة بناء الوعي الجمعي للأُمَّـة، وتبعث في نفوسها روح العزة والكرامة.

وفي فكره الثوري، لم يكن الشهيد القائد (رضوان الله عليه) ينظر إلى الصرخة ككلمات وحسب، بل كانت بالنسبة له مشروعًا جهاديًّا حقيقيًّا يساهم في تحفيز الأُمَّــة للتصدي للأعداء. ففي تلك اللحظات الصعبة التي كان يعصف فيها الخوف والجمود بالأمة، كان يطرح هذا السؤال الجوهري: “هل نحن مستعدون للعمل؟” ويقدم الجواب القاطع: “انطلقوا بالصرخة!” ليبث في قلوب الأُمَّــة قوة وعزيمة.

وتتجلى أهميّة الصرخة في كونها ليست مُجَـرّد شعار سياسي أَو إعلامي، بل هي إعلان للموقف الجهادي، وكسر للجمود الفكري الذي حاول الأعداء أن يغرسوه في الأُمَّــة. إن إطلاق هذه الصرخة على مرأى ومسمع من العالم كان بمثابة تحدٍ هائل لقوى الاستكبار، وأدَاة قوية في معركة الوعي والهوية. الصرخة كانت مصدرًا لإشعار الأُمَّــة بضرورة التحَرّك الجاد، وترك كُـلّ أشكال التحلل والتراخي.

ورغم بساطة الكلمات التي تضمنها الشعار، إلا أن له تأثيرا عميقًا في نفوس الأعداء، حَيثُ كان يعكس التحدي والرفض لكل محاولات التسلط. ولعل من أعظم مفاهيم هذه الصرخة هو أنها تأتي في وقت كان فيه الإعلام الغربي يحاول تزوير الحقائق وفرض رواياته المشوهة عن الإسلام والمسلمين. في مواجهة هذا، كانت الصرخة بمثابة جرس إنذار، يفضح ما يدور خلف الستار من مؤامرات، ويكشف الوجه الحقيقي للعدو.

وأكّـد الشهيد القائد أن الصرخة ليست مُجَـرّد إعلان لحالة رفض، بل هي جزء من جهادٍ فكري وأيديولوجي طويل. ففي معركة الأفكار، كان هدفه أن يثبت في أذهان الأُمَّــة أن أمريكا هي عدوها الأول، وأن (إسرائيل) هي المصدر الأَسَاسي للشر والفساد في الأرض. هذه المفاهيم، التي حاول الإعلام الأمريكي أن يروجها، كانت بحاجة إلى مواجهة جادة. ولذلك كانت الصرخة الأدَاة التي تنبه الأُمَّــة لما يحاك ضدها، وتنبه أعداءها إلى أن الأُمَّــة الإسلامية لن تبقى صامتة إزاء الجرائم التي ترتكب بحقها.

ومن خلال تكرار هذه الصرخة في مختلف الأوساط، كان الشهيد القائد (رضوان الله عليه) يدعو الأُمَّــة إلى أن تكون هي المبادرة في نشر هذه الرسالة، وتوسيع تأثيرها إلى أبعد مدى. فكلما زادت الأصوات التي تردّد هذا الشعار، كلما زادت قوة التأثير النفسي على الأعداء، وأصبح من الصعب على القوى الاستكبارية أن تتجاهل هذه الرسالة الجهادية العميقة. وعندما تردّد الأُمَّــة هذا الشعار في كُـلّ مكان، فَــإنَّها تؤكّـد على رفضها لكل أشكال الاستعباد والهيمنة، وتعلن رفضها للمشاركة في المؤامرات التي تهدف إلى تدمير الهوية الإسلامية.

ويستمر الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في التأكيد على أن الصرخة لا تقتصر على كونها جهادًا معنويًّا فقط، بل هي جزء من جهاد شامل يشمل كُـلّ المجالات. فعندما يتبنى المسلمون هذا الشعار في حياتهم اليومية، فهم يرسخون في أنفسهم مواقفهم الثابتة تجاه قضايا الأُمَّــة. وهذه الصرخة تُعد جهادًا اقتصاديًّا ونفسيًّا، يؤثر على القوى الاستكبارية بشكل يفوق القوة العسكرية في بعض الأحيان.

وقد أكّـد الشهيد القائد (رضوان الله عليه) أن المقاطعة الاقتصادية جزء من هذا الجهاد الشامل في سبيل الله، وأنها أدَاة قوية تكشف حجم التبعية التي فرضها الاستكبار على الأُمَّــة، وتُظهر قدرتها على التأثير على أعدائها من خلال قطع تدفق الأموال التي يستخدمها هؤلاء الأعداء في تنفيذ مؤامراتهم. وبالتالي، فَــإنَّ المقاطعة الاقتصادية تندرج ضمن مفهوم الجهاد الحقيقي في وقتنا الحاضر، حَيثُ تُعتبر سلاحًا اقتصاديًّا ونضاليًّا لا يقل أهميّة عن الجهاد العسكري.

وكان الشهيد القائد يؤمن أن هذه الصرخة ليست مُجَـرّد كلمات تردّد بلا معنى، بل هي أدَاة تحرّرية تسهم في كسر العزلة التي فرضتها قوى الاستكبار على الأُمَّــة، وتفتح أمامها آفاقًا جديدة من الصمود والمقاومة. فكلما علت الصرخة في سماء الأُمَّــة، كلما قربت لحظة النصر على الأعداء، وأصبح المستقبل أكثر إشراقًا.

وفي الختام، يمكن القول إن الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) هي أكثر من مُجَـرّد شعار يردّد في مناسبات معينة، بل هي مشروع تحرّري شامل، يدعو الأُمَّــة إلى الاستيقاظ من سباتها، وتبني الموقف الجهادي بكل أبعاده. هي صرخة عز وفخر، ومفتاح لتحرير الأُمَّــة من قيود الهيمنة الاستكبارية، ودعوة للعمل الجاد في مواجهة أعداء الله، لنكون أُمَّـةً حية، ترفُضُ الظلم والعدوان، وتؤمن بأن النصر لا يأتي إلا بالتحَرّك الفعّال، والعمل الجاد، والتمسك بالهوية القرآنية التي أراد لها الله أن تكون منبعَ عزتنا وقوتنا.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر