حينما يكون مجد الدين النعمي شهيدا
مجد الدين
ذلكم الفتى البسام الضحاك
الوجه الذي يقتحم الآخر بابتسامته الهجومية
مجد الدين القلب الذي طالما ضحكَت لنا الدنيا من خلاله وها هي تضحك لنا الأخرى أيضا من خلاله.
مجدالدين يا مجد الدين لا أهتدي إلى المعنى الذي يشير إلى بعضك
***
مجدالدين أراده أهله مجدا للدين فكان ما أرادوه ومجدا في الدنيا أيضا
مجد الدين لم يكن ابن زميلنا وأستاذنا الثائر عبدالله النعمي بل كان ابننا جميعا
كان قلبنا الخفاق بالسرور والراحة جميعا
كان بسمتنا الزاهية في ليالي العبوس
وشمسنا الربيعية الممطرة في سني جدب الأخلاق
كان الوجه البسَّام لكل من تردَّد على بيتهم المعطاء وهو البيت الذي اتّسع ويتسع للناس جميعا ولا زال
***
مجدالدين يا مجد الدين
أين ذهبْتَ ولماذا غادرتنا؟
وأنَّى لمن يعرفك أن يجدك منذ اليوم؟
لمن تركْتَ جميع هؤلاء الكثيرين ممن أحبك وتعوَّد على إشراقات صباحاتك؟
***
ها أنت أصبحْتَ حجة الله علينا كما آلاف الحجج
ها أنت رسالة الله إلى القوم الناكلين المترددين
ها أنت الحجر التي ألقمت أفواه كثير من الموسوسين والمتقوِّلين
ها أنت أصبحْتَ الأستاذ الذي يبشِّر مَنْ وراءه بأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
ها أنت رسولنا إلى أجدادك الميامين من آل البيت الأكرمين ودليلنا وحجتنا عندهم على القوم الظالمين المعتدين
ها أنت من يخبرهم أن شعب الإيمان والحكمة لم يخالف نهجهم ولم ينكل عن طريقتهم
***
مجدالدين يا قلب أبويه الذي غادرهما اليوم فدفناه وهل رأيتم والدين يهيلان التراب على قلبيهما برضا وسرور إلا في مثل هذا الموقف؟!
***
مجدالدين يا رحمك الله وتقبلك
وأكرم مثواك ونزلك
أقرئ جدتك الزهراء سلامَنا واسألها الشفاعة والدعاء لجبر قلبِ أمك المصدوع في ذات الله
وصل اللهم وسلم على النبي الكريم وأهل بيته الأكرمين وعلى جميع المجاهدين اليمانيين.