مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لم أكن أهتم ليوم المرأة العالمي ولعلّي لم أكن أعرف بهذا الشيئ إلا حين انضممت إلى الفيسبك ؛ وأشار لي أخي الأصغر الفاضل و هو أخو أعزِّ صديقاتي بمنشور هنّأني فيه ومجموعة من النّساء بهذا اليوم ؛ ورغم أنّ مثل تلك الأيام العالميّة لا أهتم لها ؛ إلا أنّ لتلك التهنئة ذكرى ووقع جميل في نفسي ، لم يغير قناعاتي بأنّ المرأة في الإسلام المحمدي هي كلّ شيئ ولاحاجة للحفاوة بها في يوم واحد؛ ولكن لمعرفتي الأكيدة لأسرة صديقتي ، ونبل وسمو أفرادها والذي منهم أخي (أخو صديقتي ) فقد أسعدني ذاك الذِكر الطّيب والنّشر الجميل وشكرته على لفتته النبيلة ، في سموه وترفعه و خاصّة وانا أعرف أسرته عن قرب ، فقد وجدتُ في تهنئته وساما وذكرى رائعة....
ولكن ذلك لم يمنع من كتابة ما أقتنع به في هذه المناسبة؛ وقمتُ بتوضيح فكرة أنّ المرأة في الإسلام هي المجتمع كلّه و لم تنصفها حضارة على مستوى الثّقافات والعادات إلا حضارة سيّدنا محمد بن عبدالله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)..
وبهذه المناسبة سأركّز على جانب وقضية واحدة فقط في كيفية تهنئة المرأة بأسلوب قرآني ، في ظل تداعيات النت والفيس بوك..
نعم : أنصف الخالق أمته وأمر بالرّفق بها عبر أنبيائه بتوجيهات صارمة لاتقبل المناكفات والمساومات ، راعاها حتى على مستوى العواطف والمشاعر والحقوق والإرث والواجبات وأعدها من نفس واحدة وقرينة لنفس الرجل ؛ ولا تفاضل بينهما بل بمافضّل بعضهما على بعض ليجعل من الرجل هو المسؤول عن قوامة حياتها فعليه توفير أكل وشرب وملبس ومسكن وعطف وحنان وحب و...الخ وهذا بالنّسبة للمرأة التي تعيش تحت سقف واحد معه ؛ كأم وأخت و زوج وبنت...
وعلى مستوى الأجنبيّة كرّمها ومجّدها و قدّسها ،وكما قلت على مستوى مشاعرها وعاطفتها حين قال :" ولاتواعدوهن سِرّا ".
وأتوا البيوت من أبوابها".
وهنا عظمة تفاصيل ذلك التّقديس الإلهي للمرأة ؛في أنّها كيان لطيف رقيق لايقبل التّجريب ، والاستنتاج، لأنّ علم الله بخلقه ، يعلم صلف وتعنت وأنانية الرّجل في حبّه لامتلاك كلّ ما هو جميل ونظيف وطاهر وللأسف أنّه هو من يلوّث ذاك الجمال والنّظافة. والطّهر ؛هو لايعلم أنّه بتلاعبه بمشاعرها يلوّث قدسية وقداسة وهبة منحها الله لتلك المخلوق الضعيف ، و أشد نقطة تضعفه هو العاطفة ؛ ولهذا ركّز وأمر الرجل بصونها وإن كانت غريبة ؛ فهي العاطفيّة المنجذبة للكلمة الطيبة وهو العقلاني الذي يستميلها أحيانا بعفويته وقد يصدق معها ؛ ولكنّه كثيرا مايستدرجها ؛ للتجريب والاكتشاف ويأخذه الفضول وحبّ الاستطلاع أن يعرف : كيف تفكر وبمَ تفكّر..
ومن خلال تجربتي كمعلّمة قريبة من نفوس تلميذاتي ، وعلاقات صداقتي بهن تعرّفت على قصص حبّ تنتهي بخيبة الأمل والخذلان ولا تكون فيها الضّحية إلا المرأة ، وأكّد لي ذلك عالم النّت وصفحات الفيس التي تضج بالتواصل الرّوحي بين الرّجال والنّساء ؛
هو عالم فوضوي ، فيه من الخيال والسلبيات رغم وجود إيجابيات لمن يتخذه وينوي به بنيّة خالصة لتقديم كلمة حقّة أوعرض مبدأ أو التّذكير لفضيلة ؛ لكن لا ننكر مآسيا تحدث من خلال هذا العنكبوت الشبكي ،ودخولي صفحات بنات كثيرات يطلبن الصّداقة ،خاصّة العربيات وحتّى اليمانيّات لاحظت تواصي لهن فيما بينهن، من خلاله وجع مخفي حين تنشر إحداهن :
_لا تصدّقي أنّ هناك رجلا يحبّ..
وأخرى :
_لاترسلي صوركِ لشخص يكذب عليك ِويواعدكِ بالزواج فهو يبتزكِ فقط ويستدرجكِ للهاوية وبعدها يرميكِ..
و ثالثة ، ورابعة و...و...الخ
مايؤكّد وجود المرض النّفسي والفصامي في البعض من الرّجال ؛ مع احترامي لكلّ من ليس هذا هواه وميوله ؛
ولكنّ خلف شاشات الفيس نفسيّات مريضة تسعى لتشويه أنموذج المرأة العفيفة الطاهرة النبيلة الرّاقية!!
هناك رسائل الماسنج يتم فيه اللعب بمشاعر بنات النّاس ويتم مواعدتهن بالزّواج الى أن تطمئن له ويطلب صورها ؛ فتعطيه ويبدأ باستغلال ذلك ،وبعدها يقول لها:
_ كيف أثق بكِ كزوجة وقد كلمتِ فلان وعلان؟
وإن لم تكلمي أحدا قبلي فقد تكلمي بعدي ؛ فلستِ موضع ثقة لتكوني زوجا لي؛ فلن أتزوجكِ !!
وكم قصص تنتهي بنفس السيناريو (والذي تطرّقت إليه في بعض منشوراتي) ؛ لأؤكّد لمن يعد نفسه رجلا ويرتقي لمحمد بن عبدالله الذي عاش مع زوجته خديجة و قد طلبته هي ومع هذا لم يعايرها ، وهو الصّادق الأمين..
وسيدنا يوسف الذي كادته زليخة من حبّها له ؛ وسجنته وظلمته ولكنّه كان رجلا و سامحها وتزوجها راميا ماضيها وراء ظهره ؛ وهو العفيف الصّدّيق..
وموسى عليه السلام وقد فضّلته إحدى بنات ذلك الشيخ الكبير الذي عرضها زوجا لسيدنا موسى فقبلها موسى وهو القوي الأمين ...
وذاك النبي نوح ولوط وكانت زوجاهما عاصيتين؛ ولكنّهما كانا يحملان مفهوم ومعنى الرّجولة فلم ينتقصا من زوجيهما مثقال ذرّة ، واحتراما للأنبياء وتقديسا للمرأة قال ووصف القرآن أنّ زوج النبي لوط عليه السّلام : من الغابرين ..
مايؤكّد حرص الخالق على أمته كانت عاصيّة له أم مطيعة؛ فهي كأنثى لابد أن تصان كلؤلؤة...
وغير أنبياء ورسل الله هناك من عظماء البشر من عظّموا شعائر الله ،لو أعددنا صون العرض من عظيم الأخلاق لرجال لم تكن عناوين وزخرفة العصر تمتلكهم بحمية جاهلية أو غرور واهن أو كبرياء أجوف و...الخ ..
أولئك رجال الله من رسل وأنبياء وهم قدوتنا وأسوتنا ولو أراد رجلا أن يهنئ امرأة بعيدها العالمي ؛ فليعشق القرآن ويتقصّى كلّ ذكر للمرأةّ فيه ،سيجده الأطهر في نظرته للمرأة، وقد عاملها بمايليق بها ؛ فالحفاوة بالمرأة ليست حروفا ترتصّ في يوم واحد ؛ بل سلوكا وتعاملا في كلّ تفاصيل الحياة مع أجمل ماخلق الله ، فلو كنتَ نبيلا ساميا ستوجد المرأة السامية النبيلة ؛ وإن كنتَ خائنا خبيثا ستظهر في عالمكَ الخائنة الخبيثة ؛ أوليس الله من قال:
" من نفس واحدة"؟؟؟؟
ولهذا لتفهم معنى :
" الرّجال قوّامون على النّساء".
فإليكِ:
كلّ سنة و أنتِ :
_خديجة حبيبة محمد و زوجه وأمه ...
_وفاطمة حبيبة زوجها علي وأمّ أبيها رسول الله ...
_وآسية زهرة فرعون وآمرته بالمعروف وناهيته عن المنكر ..
_ ومريم العذراء الطاهرة التي لم تكن امرأة سوء وما كانت بغيّا...
وأمّا الرّجل فلك حرية الاختيار بين أن تكون من روح :
محمد
موسى
يوسف
نوح
لوط
وغيرهم ؛ ولك أن تكون حيثما تضع نفسك..
والسّلام

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر