مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

درس الإثنين

 

تابع...فإما يأتينكم مني هدى

 

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

 

  • نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع

 

  • الدين يوحدنا والأهواء تفرقنا.

 

 

متى ما اختلف اثنان يكون هناك واحد خارج عن هدى الله لا شك، ولا يسمح له أن يتحرك في الحياة؛ سيَضِل، هذا شيء مؤكد،

 

  • ثقافات مغلوطة تولد الإختلاف والتفرق

 

[كل مجتهد مصيب]

 

الحرية الفكرية

 

كل المذاهب على حق

 

  • كل مجتهد مصيب، ليست القضية على هذا النحو، القضية هي تفهيم إلهي، لا بد أن يأتي من قبله عن طريق من اصطفاه من عباده، لا يوجد غير هذا.

 

  • قصة سليمان وداوود ...وتأملات مهمة.

 

  • مع الدرس نسأل الله الهداية

 

الناس في الدنيا أليسوا كل واحد يحاول أن يكون هو الذي يرسم للبشرية هدى؟ ما كل الحكومات تقنن، تضع دساتير، وكل المفكرين يكتبون، والمجتهدين يتحركون، وكل واحد من عنده، ما كل واحد ينطلق يرسم هدى للناس؟ حتى ضيعوا هدى الله، غيبوه بين الضجة، وبين الغاغة. والهدى هو شيء واحد فقط، طريق واحدة، منهج واحد، خط واحد، لم يقل: فإما يأتينكم هدى بعبارة: هدى، الجامع للشيء الذي يأتيهم، هدى، قال: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ} أليس هو يفيد وحدة الطريق؟ تتكرر في القرآن على هذا النحو كثير، {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً} (الأنعام153) معناه طريق واحدة {فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} أليست طريقاً واحدة؟ لو اتجهنا إلى أن نبحث عن أن المسألة هي طريق واحدة فقط، ومتى ما اختلف اثنان معناه أن هناك غلطة، متى اختلف اثنان يكون هناك واحد خارج عن هدى الله لا شك، ولا يسمح له أن يتحرك في الحياة؛ سيَضِل، هذا شيء مؤكد، سيَضِل ويُضِل الآخرين، ويَشقى ويُشقي الآخرين. أصبحنا نتعبد بخلاف هذا! ألم يصبح الناس يقولون: [كل مجتهد مصيب]، وكل واحد يجتهد، وكل واحد يرجح، وكل واحد يمشي على ما أدى إليه نظره، وكل واحد مكلف بما غلب على ظنه، والناس كل واحد له حق يقلد هذا، وهذا له حق يتبع هذا المجتهد، وكل واحد يمشي بعد هذا، ويجوز تقلد الهادي، أو تقلد الشافعي، أو تقلد أبو حنيفة، ويجوز تتمسك بابن تيمية، أو تتمسك بالهادي، أو بأي شخص! القضية مفتوحة. لكن عندما تكون طرقاً متعددة لا يصح أن يقال بأنها تمثل هدى الله، الطرق المتعددة هذه، مختلفة، متباينة في أصلها، وفي آثارها، في الإنسان، وفي الحياة، أليس هناك فرق كبير بين من يوجب طاعة الظالم، وبين من يوجب الخروج عليه؟ ما هو يوجد فرق؟ ما هو تباين تماماً؟ قد هذا مجتهد مصيب، وهذا مجتهد مصيب اتبعه! أليست هذه منهجية مغلوطة؟ ثم تصبح هي الحرية في الإسلام، وهي ما يمتاز به بالذات المذهب الزيدي هي هذه: الحرية الفكرية! الحرية الفكرية ماذا معنى الفكر؟ أليس الهدى هو يتجه إلى الفكر؟ الذي يسمونه الفكر، قل القلب مثلاً، يعني: الشيء المعنوي الذي يرسم طريقة التعامل في الحياة، سواء مع الله، أو مع الناس في الدنيا. المسألة فيها حرية فكرية، [بدك كذا، بدك كذا، بدك كذا] ما طلع في رأسك امش عليه، وأنت تبحث عن الهدى، وأنت بحسن نية. الحرية الفكرية معناها حرية ماذا؟ إن كل واحد يرسم لنفسه هدى، وما هو عليه هو الهدى الذي رسمه لنفسه، والآخر مثله، والثاني مثله، والثالث مثله، والرابع مثله! أليست هذه؟ في الأخير تطلع على هذا النحو، الذين لديهم آراء تختلف عن آرائك، لديهم فهم في اعتقادات، في مسائل، في كذا، في مواقف، في قضايا تختلف عن رؤيتك، واعتقادك. ما أنت قد جعلت هذا هو هدى؟ والثاني قد جعله هدى، وهكذا كل واحد من المسلمين له حق أن يعمل هكذا، إذا هو متعلم، وكان حسن الحظ وتعلم! أما إذا كان - أيضاً - من العوام فله نفس الشيء، له أن يتبع هذا، والآخر له أن يتبع هذا، وكل واحد له أن يتبع من أراد! ولكن ما الذي ظهر؟ يعني ظهر أن هناك خطوطاً متعددة، سميها: فكرية، أي: مناهج هدى، أليست هكذا؟ ما كل واحد يرسم لنفسه منهج هدى؟ أو منهج ضلال؟! منهج هدى، ويبحث عن هدى. إذاً فهي متعددة، وتبدو متضادة، ومتباينة في آثارها وفي نفسها، متضادة ومتباينة، فهي بالتأكيد متعددة لا شك، والدليل عليها جواز تعدد الإتجاهات. نحن كمجتهدين، أو نحن كعوام، أليس كل واحد يمشي على ما أدى إليه نظره هو؟ والثاني مثله والثالث مثله، والرابع مثله، وهكذا! والعوام نفوسهم هكذا: كل واحد له أن يمشي وراء من أعجبه! أي: الناس يشهدون جميعاً بأن هذا تعدد طرق، تعدد خطوط، تعدد مناهج فكرية، أي: تعدد سبل هدى، فإما أن تكون من الله كلها، إذاً ما هناك لا حق ولا باطل، ولا صواب ولا خطأ، لا يوجد شيء، يعني: ما هناك شيء على أقل تقدير في واقع الأمة، في واقع المسلمين أنفسهم ما هناك لا صواب ولا خطأ، ولا حق ولا باطل، كلهم محقين! ما معناه كلهم محقين؟ على ما هم عليه! فإذا كانوا محقين على ما هم عليه أليسوا ملتزمين بالحق؟ أليسوا متبعين للحق؟ إذاً لماذا لا يكن لهذا الحق ثمرته الدنيا؟ فضلاً عن أنك عندما ترجع إلى القرآن ستراه متضاداً تماماً مع القرآن الذي يأمر الناس بالاجتماع، بالاعتصام بحبل واحد؛ لأن ما قد أراه بـأنه خطأ وباطل، أليس الآخر يعتقده، ويعمل به، ويرى أنه حق؟ يرى أنه حق. إذاً قالوا: اسكت، اعتقد أن الآخر محق؛ من أجل يطلع كله حق! قلنا: تمام. إذاً ما قد أصبح كل شيء حق؟ ما بقي داخل الأمة الإسلامية، ما بقي شيء ضلال! هل هناك شيء باطل؟ لا؛ لأن ما أقول إنه باطل الآن، أو أسميه باطلاً هو ما يعتقده آخر، أو يلتزم به آخر، لأنك ترى في الأخير ما هناك شيء حق، أو باطل مرجوم به، يعني: ما أحد إطلاقاً يلتزم به، أو يعمل به، أو يتكلم به، أو يصدره، لا يوجد. طيب: على أقل تقدير ما أقول بأنه باطل أنا أو شخص آخر، ومن يقول: أن الحق واحد فقط إذاً فهذا مخطئ، وهذا على باطل، وهذا كذا، ألست أقول هذا على أساس أنه ملتزم بشيء؟ ملتزم، هو عليه يعتقده أو يعمله، باطل، قالوا: لا، خليه حق كله! قلنا: تمام، حق كله! ما هو طلع حق، وهم ملتزمون به اعتقاداً وعملا، أليسوا ملتزمين؟ إذاً هم مؤدين للحق، إذاً فلماذا لا يكون لهذا الحق ثمرته في الحياة الموعودة في القرآن؟ أليس الحق ثمرته في الحياة، أي: هم أهل حق، هم مؤمنون، أليست هكذا؟ أليسوا مؤمنين؟ والله يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون8) هم على حق، أليس هذا صحيحاً؟ إذاً هم ناصرين لله، أليسوا ناصرين لدين الله؟ ما هم يعتبرون من أنصار الله، وهم على حق؟ ملتزمين؟ إذاً الله قال: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج40) أين مظاهر نصر الله لهؤلاء؟ هل هناك شيء؟ وهكذا أين {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً} (الجن16) أين {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} (نوح10-12) أين {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} (التوبة71) أليس هو يتحدث عن صفات من لوازم المؤمنين؟ {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} .... إلى آخر الآية. أليست النفوس متباينة؟ والطوائف متباينة؟ أم أنهم أولياء، بعضهم أولياء بعض، ويشكلون لحمة واحدة؟! طيب: إن قلنا نستمر على نفس الطريقة، نستمر، نعلِّم، ونتعلم، ونرشد، ونكتب، ونثقف، على نفس الطريقة هذه، فما هناك جديد، لن يكون هناك جديد، ستكون الوضعية الوضعية على طول، لن يحصل شيء، لن تحصل الإيجابيات الموعودة في القرآن، أو نقول: إن القرآن مشكلة، تبدو وعوده وكأنها قد انتهى مفعولها لم تعد صادقة؟ أليس هذا يعتبر حقاً؟ الحق أليس هو يعزز الثقة بالله، ويعزز الثقة بكتابه، ويؤكد صدق كتابه، ويكشف صدق كتابه، ما هذا هو الحق؟ متى ما حصلت اعتقادات ترى واقع الناس في تعاملهم مع القرآن يبدو مهزوزاً، وكأنه ليس محط ثقة، داخل علماء، ومتعلمين، وليس فقط داخل العوام، قد يكون بعض العوام أشد التجاءً، واحتراماً، ونظرة هامة للقرآن، أكثر من بعض المتعلمين، والعلماء! مهزوز، كيف يعملون؟ أليسوا في الأخير يبحثون عن تأويلات؟ يتركون الآية، يعني: ما يمكن يقول: البعض غير صحيح، لكن يتركه، ويعود إلى مسائل الآخرين. فالحق الذي لا يشد نحو الله، ولا يشد نحو القرآن، ولا ينسجم مع القرآن، ولا يعزز الثقة بالله، وبرسوله، وبكتابه، ليس حقاً، ما يمكن أن يقال بأنه حق، وهو في الوقت نفسه قد يصل بالإنسان إلى أن يقف موقف مضاد بالنسبة لله سبحانه وتعالى. أليس الله في القرآن الكريم أثنى على نفسه كثيراً: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة2)، {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ} (الجاثية36)، وكم آيات كثيرة فيها الثناء على الله. عندما يصبح من الاعتقادات الحق، التي قد جعلناها حقاً داخل الأمة الإسلامية، ما قد هي حق [كل مجتهد مصيب]؟ كل مجتهد مصيب، يعني داخل الأمة! أليس كذلك؟ أو داخل الزيدية؟ داخل الأمة! أليس هناك اعتقادات، من التي عليها أكثر الأمة، وتنسب إلى الله أنه مصدر القبائح، ومصدر الشر، ومصدر الفحشاء والمنكر؟ هو يريدها، هو يقضي بها ويشاؤها؟! هو يوجب طاعة الظالمين، والمجرمين الذين أشقوا الحياة، وأشقوا الناس، وظلموا الناس؟ فهل هو مستحق للثناء من يعمل هذه؟ لا، الثناء وحده في القرآن الكريم يشهد بأن الله لا يصدر من جانبه إلا خير في كل شيء، أحمدك على ماذا؟ أليس معناها هكذا في الأخير؟ وكل شر من عندك، وكل فاحشة من عندك، وكل معصية من عندك، وكل جريمة أنت مصدرها، وأنت من أوجبت علي طاعة هذا المجرم، هذا الظالم؟ هل يصبح في الأخير أهلاً بأن نثني عليه؟ لا، عندما يأمرنا أن نثني عليه؛ لأنه أهل بأن نثني عليه، هو الكامل، هو الحق، هو المقدس، هو المنزه، فيستحق أن نثني عليه كل الثناء. كيف أعمل أدين بشيء، وأجعله حقاً، أو أسلِّم أنا بأنه حق، أو أضفي على صاحبي أنه محق، ولو بالنسبة لما وجب عليه، هكذا يقول بعضهم: قد يكون محقاً بالنسبة لما وجب لا لما طلب، أي ليس محقاً في واقع القضية، هو محق بالنسبة له؛ لأن هذا هو الذي يجب عليه. قلنا: لا بأس، أنت جعلت له حكماً سميته حقاً هو الذي وجب عليه. إذاً هو حق، والحق من أين؟ أليس من ربك؟ {الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ} (البقرة147) هل هناك مصدر للحق غير الله؟ لا يوجد مصدر حق إلا من الله، فإذا أضفيت على ما أنت عليه حق، سواء بالنسبة لما طلبت، أو بالنسبة لما وجب، أو بأي نسبة أخرى، معناه: قد أضفيت على ما أنت عليه حكم أنه حق، والحق هو من الله، لا يوجد مصدر آخر للحق غير الله. إذاً فكل ما عليه هؤلاء، مما هو متنافي مع استحقاق الله للثناء، يصبح حقاً، فهل الله ينزل حقاً يجعله غير مستحق للثناء، الذي شحن به كتابه؟ ما يمكن هذا، ما يمكن. وهل هناك هدى، وحق يطلِّع الله مصدر كل قبيح، ومصدر كل فاحشة، ومصدر كل ظلم؟ من أين جاءت هذه؟ لأنها ليست هي هداي، هدى الله الذي تحدث عنه في الآيات هذه، ويضيفه إلى نفسه. الضلال دائرة واسعة جداً، وخطيرة جداً، وقد ينطلق فيها الكثير بحسن نية، وتعبّد لله، وإخلاص لله، تحصل هذه؛ لذلك يذكر القاعدة الأساسية هي: أن نبحث عن هدى الله، عن هدى واحد لا غيره، ثم نسلِّم به، ونسير عليه لا سواه، فمتى رأيتنا متفرقين فلسنا كلنا على هدى الله أبداً. ألم يتدخل الله في حكم على مجموعة نعاج دخلن [يروعن] بين زرع واحد؟ {ودَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} (الأنبياء78) أليس شاهداً؟ هو الحي القيوم، {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} (الأنبياء79) ألم يأت التفهيم من عنده هو لسليمان في كيف يحكم في قضية نعاج روعن على واحد قليل زرع؟ {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} لكن ليس كل مجتهد مصيب، وليست القضية على هذا النحو، هي تفهيم إلهي، لا بد أن يأتي من قبله عن طريق من اصطفاه من عباده، لا يوجد غير هذا. أليس هذا عبرة لنا؟ ألسنا ندخل في قضايا كبيرة جداً أكبر من قضية نعاج يروعن قليل زرع، نتصور الله غائباً عنها، ثم ننطلق، كل واحد ينطلق هو من جهة نفسه فيها؟ حتى في قضية ولاية أمر الأمة، وهي من أكبر القضايا، كل يطلِّع له رأياً فيها. يعني: الله كان مهتم بقليل زرع أكلته النعاج، فيكون شاهداً على الحكم، ويفهِّم من عنده هو سليمان، ويغفل عن كل القضايا الكبيرة، لا يرسم لها منهجاً، لا يرسم لها شيئاً واضحاً، يكون هو الصراط المستقيم؟ ما يمكن هذا. فهَّمها سليمان وأبوه نبي، داوود أليس نبياً؟ يأتي إلى داوود عن طريق الوحي، ويأتي إلى سليمان بالتفهيم؛ ليبين لنا بأنه عن طريق الأنبياء يوحي إليهم، وعن طريق من أوجب على الأمة أن تتبعهم من بعد الأنبياء - ألم يقل عن سليمان: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} (النمل16) أليس من ورثة الأنبياء قبل أن يكون نبياً؟ - عن طريق التفهيم للكامل منهم. إذا كان هو سيفهِّم سليمان قضية قليل زرع [ونحن عندما نقول أهل البيت قالوا: ما هو ضروري أهل البيت]، كل واحد من عنده سيفهم! كان سيفهِّم صاحب الزرع، أو يفهِّم صاحب الغنم، ألم يكن بالإمكان أن يفهمه هو، ما هو صاحب القضية؟ هو صاحب القضية، كان سيفهمه هو؛ لأنه هو من أصبح عليه حكم تكليفي - على ما نقول نحن - واجب عليَّ، نحن مكلفين، والموضوع واجب علي أنا، إذاً فأنظر، وأبحث، وما أدى إليه نظري فهو الحكم! من الذي واجب عليه أن يؤدي قيمة الزرع من هو؟ سليمان، أو صاحب الغنم؟ صاحب الغنم؛ لأنه صاحب القضية، وهو المكلف بالحكم، أليس هو المكلف بالحكم؟ لا، يأتي التفهيم بالحكم في هذه القضية، وهي قضية عادية لوارث النبي، سليمان {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} ألم يقل هكذا؟ يتدخل ويقول: أنه شاهد على المسألة هذه. ثم في الأخير يغيب من مرة، حين يموت محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وغاب من مرة، ثم كل واحد يطلِّع من عنده! ألم تحصل هكذا؟ كل واحد من عنده؟ كل يخطف من عنده، ولو تفرقوا، وتباينوا سهل، يعني: أليست الأمة هذه عند الله مثل ذلك الشخص الذي دخلت الغنم تأكل زرعه؟ ما يهمه أمر أمة محمد كما يهمه أمر واحد معه قليل زرع أكلته عليه الغنم؟ ما يمكن هذا، مع أن سليمان سيكون نبياً بعد داوود. أما محمد فآخر الأنبياء (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وإلى آخر أيام الدنيا ويهمل هذه الأمة من مرة، وما هناك شيء إلا كل واحد يطلَّع، كل واحد يعتمد على نفسه وهو يدور عن ربه! أليست هكذا؟ النظر في أصول الدين، كل واحد ينظر، وكل واحد في بقايا مسائل الدين يرجح، ويجتهد، يرجح وهو ما زال طالباً، ومتى ما صار مجتهداً يجتهد، أليست كلها دُوَّار؟ كل واحد يدوِّر هو؟. طيب: هل دوروا وهم في الأخير يصلون إلى شيء واحد؟ لا، المعتزلة لم يتفقوا على قول واحد... [فهل سيتدخل الله في قضية] شخص واحد في عهد نبي، وعهد وارث نبي، سليمان، أليسوا مع بعض، سليمان وداوود؟ يتدخل الله، ويفهِّم سليمان كيف يكون الحكم في القضية هذه، قضية قليل زرع، وأمة تحمل مسؤولية كبيرة، أمة هي التي ستواجه جاهلية كبيرة، - ألم يقل في حديث: (بعثت بين جاهليتين أخراهما أشد من أولاهما) - ولا نبي، ولا خط واضح، ولا منهج واضح، ولا ولي، ولا شيء، ويكون الطريقة الوحيدة أن كل واحد ينطلق هو يبحث! [والناس الباقين كيف يعملون] قالوا: كل واحد يسير بعد من وثق بعلمه وورعه، يمشي بعده، أليس هذا إهمال؟ هل يعتبر هذا إهمالاً أم لا؟ إذا لم يكن إهمالاً فنعتبره دين الله، أليس معناه دين الله هكذا؟ طيب: نرجع إلى القرآن، هل نرى بأنه ينسجم ما نحن عليه، وهذا الشيء الذي نقول: أنه دين الله هل ينسجم مع القرآن؟ إذا كان غير منسجم مع القرآن؛ لأن القرآن يقول: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً} (آل عمران103) أليست الآية صريحة؟ {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (الشورى13) {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران105)

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ملزمة: {فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُمْ مِنِّيْ هُدَىً}

 

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر