(أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ)، تقوى الله هي الضابط الذي يضبط أداء الإنسان في مسؤوليته، يؤدِّي مسؤوليته في أي موقع من مواقع المسؤولية، على أساس تقوى الله سبحانه وتعالى، وهذا ضابطٌ مهمٌ جداً؛ لأن الإنسان الكثير من الناس عندما يصل إلى منصب معين، وبالذات إذا كان منصباً كبيراً، والبعض من الناس لا يحتاج حتى إلى منصب كبير، البعض كما يقولون في المثل الشعبي: [يسكر من زبيبة]، البعض ولو كان منصبه منصباً صغيراً يطغى، يطغى؛ لأنه وصل إلى منصب معين، يتعامل مع الناس بطغيان، وتكبر، وتجبر، ويظلم، ويسيء، وتتغير سلوكياته، ويفقد أسلوب التواضع في معاملته مع الناس، فالإنسان بحاجة إلى أن يرسِّخ في نفسه هذا الضابط المهم جداً؛ ليضبط أداءه العملي في أي موقع من مواقع المسؤولية على أساسه: تقوى الله سبحانه وتعالى، أن تستشعر أنك في أي موقعٍ من مواقع المسؤولية: كرئيس، أو وزير، أو مدير، أو مسؤول في أي موقع من مواقع المسؤولية، أنك تخضع لرقابة الله سبحانه وتعالى، وأنك قبل أن تكون مسؤولاً أمام الناس، أنت مسؤولٌ أمام الله سبحانه وتعالى، وأنَّ الله يرقبك، يعلم ما تفعل، يعلم بكل تصرفاتك، وأنه سيحاسبك، وسيجازيك، جزءٌ من حسابه وجزائه يأتي في عاجل الدنيا، يعاقبك ببعضٍ من العقوبات في عاجل الدنيا، والجزء الكبير، الجزء الرهيب في عالم الآخرة، ولهذا لتعرف أنك خاضعٌ للمؤاخذة إن انحرفت، إن ظلمت، إن طغيت، إن تجبرت، إن استكبرت، إن انحرفت عن مبادئ الحق والعدل والخير، أنَّ الله سيؤاخذك، لا تتصور أنك قد صرت في حَصَانَة.
البعض وبالذات في بعض النظم، وفي بعض الدول، يكون هناك ما يسمونها بالحصانة لبعض المسؤولين، ولكبار المسؤولين، حصانة من المحاسبة، حصانة من المؤاخذة، لكنهم لن يكونوا في حصانةٍ من الله، ومن حساب الله، الله سيحاسب الإنسان، لا يمكن أن تكون في منعة، تستطيع أن تدفع سخط الله، وغضب الله، وعذاب الله عنك في الدنيا والآخرة، فأنت في موقع المسؤولية في موقع المؤاخذة من الله، أنَّ الله سيعاقبك، سيحاسبك، ستنالك عقوبته مهما كنت تتصور أنك في منعة، في قوة، في عزة؛ لأنك أصبحت في منصب معين، أو تمتلك سلطةً معينة، فعليك أن تحذر، أن تحذر مما يسبب سخط الله عليك، غضب الله عليك؛ لأن الله سبحانه وتعالى يعلم بكل أحوالك، بكل تصرفاتك، مهما كان لديك من الحيل، أو مهما تصورت أنك فيه من منعة؛ لأنك في منصب معين، أو تمتلك سلطةً معينة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الدرس الأول من دروس عهد الإمام علي مالك الأشتر