دروس من هدي القرآن الكريم
درس الأحد
تابع...محياي و مماتي لله
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
🌴 كيف تجعل حياتك لله ؟ و ماهي المكاسب التي تعود عليك من سعادة و خير عندما تكون حياتك لله ؟
🌴 المؤمنون هم دائماً يحملون هذا الشعور، هو: أنهم ينذرون حياتهم لله وأن يموتوا في سبيله.ولا يمكن للمؤمنين أن يعلوا كلمة الله, ولا أن يكونوا أنصاراً لله, ولا أن يكونوا بشكل أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ما لم يكن لديها هذا الشعور هو: أنهم نذروا حياتهم وموتهم لله، هو أنهم يريدون أن يموتوا في سبيل الله.
🌴 كيف يكون الإقتداء الحقيقي برسول الله ؟
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
وأن يعبِّد الإنسان نفسه لله معناه في الأخير أن يسلِّم نفسه لله، فيكون مسلِّما لله ينطلق في كل عمل يرضي الله باعتباره عبداً لله همه أن يحصل على رضوان الله، ويتعامل مع الله سبحانه وتعالى باعتباره هو ملكه وإلهه وسيده ومولاه. في هذه الحالة يكون الإنسان أقرب ما يكون إلى الإخلاص, وفي هذه الحالة يكون الإنسان قد رسم لنفسه طريقاً يسير عليه هو نفسه الذي أمر الله به رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما قال له: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام:163:162).هذه هي الغاية, وهذا هو الشعور الذي يجب أن يسود على نفس كل واحد منا, ويسيطر على نفس كل واحد منا. {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} عبادتي بكلها {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي}حياتي هي {لِلَّهِ} كما أن صلاتي لله، ونسكي: عباداتي كلها لله, كذلك حياتي هي لله ومماتي أيضاً هو لله.ومعنى أن حياتي لله: أنني نذرت حياتي لله في سبيله في طاعته, ومماتي أيضا لله، كيف يمكن أن يكون موت الإنسان لله؟ من الذي يستشعر أن بالإمكان أن يكون الموت عبادة؟ وأن يكون الموت عبادة عظيمة لله سبحانه وتعالى يجب أن تكون أيضاً خالصة كما قال: {لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ}(الأنعام: من الآية163). كنا ننظر للموت كنهاية بينما هنا الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى يقول لرسوله: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سأنذر موتي لله، فحياتي كلها لله، فسأحيى لله، وسأموت لله {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} لاحظوا هذه: {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}(الأنعام: من الآية163) فكل المسلمين الذين يقتدون برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لا بد أن يحملوا هذا الشعور, لا بد أن تكون عبادتهم لله على هذا النحو: فتكون حياتهم لله، ويكون موتهم أيضاً لله. لا يتحقق للإنسان أن تكون حياته لله إلا إذا عرف الله أولاً، وعبَّد نفسه لله ثانياً، حينها سيرى أن هناك ما يشده إلى أن تكون حياته كلها لله, سيرى بأنه فخر له: أن ينذر حياته كلها لله, سيرى نفسه ينطلق في هذا الميدان برغبة وارتياح أن ينذر حياته لله فتكون حركته في الحياة, تقلباته في الحياة مسيرته في الحياة كلها من أجل الله وعلى هدي الله وإلى ما يحقق رضاء الله سبحانه وتعالى.أعتقد أننا نجهل كثيراً هذه المسألة: أن ينذر الإنسان موته لله وأنه مطلوب منه كمسلم يقتدي بأول المسلمين الذي أمر بهذا وهو رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن تكون حياته لله ومماته لله الآية، لا تعني أن الله هو مالك حياتي, والله هو مالك موتي كما قد يفسرها البعض!.الآية وردت في سياق الحديث عن العبادة جاء قبلها: صلاتي ونسكي {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} لو كانت المسألة هي حديث عن أن حياتنا هي بيد الله, وأن موتنا هو بيد الله كيف يمكن أن يقول: {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} أنا أمرت أن تكون حياتي لله, لا يصح أن يقال: أمرت أن تكون حياتي بيد الله؛ لأن هذه قضية لا تحتاج إلى أمر هي بيد الله حتما من دون أمر. أمرت أن يكون مماتي لله أن يكون موت الإنسان لله هو عندما يجند نفسه لله سبحانه وتعالى, عندما يطلب الشهادة في سبيل الله، عندما يستعد للشهادة في سبيل الله، عندما يكون موطنا لنفسه أن يموت في سبيل الله.. لا أتصور معنى آخر يمكن أن يحقق للإنسان أن يكون موته لله إلا على هذا النحو وليس فقط أن يكون مستعدا، بل يسعى لأن يكون موته في سبيل الله، بأن يحظى بالشهادة في سبيل الله، وهذه هي صفة القرآن الكريم جعلها من الصفات اللازمة للمؤمنين أن لديهم هذا الشعور هو الشعور نفسه الذي نتهرب منه، هو الشعور نفسه الذي قد ينصحنا حتى بعض المتدينين به [بطِّل ما لك حاجة إمش على شغلك وعملك...] إلى آخره.بينما القرآن الكريم الله سبحانه وتعالى يصف عباده المؤمنين بأنهم هم من يعرضون أنفسهم للبيع من الله عندما قال: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}(التوبة: من الآية111) {وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}(البقرة: من الآية207) وهذه الآية: {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أليس هذا يعني: أن المؤمنين هم دائماً يحملون هذا الشعور، هو: أنهم ينذرون حياتهم لله وأن يموتوا في سبيله.ولا يمكن للمؤمنين أن يعلوا كلمة الله, ولا أن يكونوا أنصاراً لله, ولا أن يكونوا بشكل أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ما لم يكن لديها هذا الشعور هو: أنهم نذروا حياتهم وموتهم لله، هو أنهم يريدون أن يموتوا في سبيل الله.من رحمة الله سبحانه وتعالى الواسعة بعباده - وهو يفتح أمامهم المجالات الواسعة والمتعددة لما يحصلون من ورائه على رضوانه وعلى ما وعد به أولياءه - فتح أمام الإنسان إمكانية أن يستثمر حتى موته الذي هو حتمية لا بد منها، قضية لا بد منها لكل إنسان سواء كان براً أو فاجراً كبيراً أو صغيراً لا بد أن يموت، فإن الله لرحمته بعباده فتح أمام الإنسان هذا الباب العظيم هو: إمكانية أن يستثمر موته على أعلى وأرقى درجة, أعلى وأرقى درجة. فعندما يكون لدى الإنسان هذا الشعور: نذر حياته لله ونذر موته لله فهو فعلا من استثمر حياته، استثمر موته، استفاد من حياته، استفاد من موته، جعل حياته وموته كلها عملاً في سبيل تحقيق رضوان الله سبحانه وتعالى وأن يحظى بالقرب منه وأن يفوز بالنعيم الذي أعده لأوليائه.عندما يفكر أي واحد منا, وينظر إلى أنه هل فعلاً سيموت؟ كل واحد منا متأكد من أنه سيموت؛ إذاً فلماذا, لماذا؟ إذا كان الله سبحانه وتعالى قد جعل حتى الموت مما يمكن أن تستفيد منه لماذا لا يستفيد كل واحد منا من هذا الموت الذي لا بد أن يهجم عليه؟ سواء طال به العمر أو قصر!.كان بالإمكان أن يكون الموت قضية عادية، هي نهاية لا يرتبط بها شيء في ذاتها لا يمكن أن تستثمر؛ لكن الله سبحانه وتعالى الرحيم بعباده الرحيم بأوليائه جعل الموت على هذا النحو.فأن تكون صادقاً في اقتفائك لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله), أن تكون صادقاً في الإقتداء برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو أن تنذر حياتك لله, وتنذر موتك لله. ليس فقط هو أن أبحث عن كيف كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) [يتَمَسوَك] أو كيف كان يؤدي أعمالاً أخرى! هذا شيء.الإنسان الذي يعلم أنه يجب عليه أن يقتدي برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يجب أن يقتدي به في كل هذه الأشياء التي أمر بها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ولو قلنا كما قد يقول البعض: بأن هناك أشياء تختص بالنبي، لكن أما في ميادين العمل فقد يختص بالنبي (صلوات الله عليه وعلى آله) هو أن يبذل جهده على أعلى مستوى, على أعلى مستوى, لكن ذلك لا يعني: بأن الآخرين ليس أمامهم أن يبذلوا جهودهم على أعلى مستوى. فما أمر به رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) نحن أُمرِنا بأن نقتدي به، فما هو في مجال العمل في سبيل الله لا نجد أن هناك خصوصيات للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في مجال العمل في سبيله إلا خصوصية - إن صحت العبارة - التكليف على أرقى مستوى, أن يبذل جهده على أعلى ما يمكن في سبيل الله.ولكن الآخرين من الناس لا زال المجال مفتوحاً أمامهم بأن يقتدوا به على أعلى درجة ممكنة، فنحن هنا في قوله تعالى: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الأنعام: من الآية162) وهو يقول لرسوله أن يقول هكذا وأنه أمر بهذا، فلو قلنا بأن المسألة لسنا أو ليس مطلوباً منا أن نقتدي به فيها: فننذر حياتنا لله, وننذر موتنا لله سترى ماذا سيحصل! أنه أنت إذا لم تكن ناذراً لحياتك لله ولم تكن ناذراً لموتك لله فإنك ستبتعد عن أشياء كثيرة جداً جداً من الأعمال التي يجب عليك أن تؤديها، وأنك أيضاً ستفقد صفة من الصفات التي فرضها القرآن الكريم كصفة لازمة لأولياء الله هي: أنهم باعوا أنفسهم من الله.فلو أنها مسألة مختصة بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لما ذكرها في مقام آخر من الصفات التي أثنى على عباده المؤمنين بالتحلي بها {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} (التوبة:111).
اسئله اجوبتها في درس اليوم
1_ماهي الغايه والشعور الذي يجب أن يسود ويسيطر على نفس كل واحد منا؟وما هو المعنى الكامل ل ان حياتي ومماتي لله؟
2_هل فعلا سيموت الإنسان؟كيف كان الناس ينظرون الى الموت؟ومن الذي يستشعر أن بالإمكان ان يكون الموت عباده عظيمه خالصه لله؟وكيف يجب ان يستثمر الإنسان موته؟ومن الذي فتح هذا الباب العظيم باب الإستثمار؟
3_ ماهي صفة القرآن التي جعلها من الصفات اللازمة للمؤمنين؟كيف يحصل الإنسان على هذه الصفة؟وكيف يفقدها؟من هو قدوة المؤمنين في جميع الصفات؟وكيف؟
4_ناقش الأتي:
=(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)
=(ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله)
=(إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
#وهيئ لي من امري رشدا