مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ذكرى المولد النبوي الشريف، وفي إطار العنوان المهم لإحياء هذه المناسبة في هذا العام، في إطار قول الله "تَبَارَكَ وَتَعَالَى": {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، كل هذا للترابط الكبير ما بين موقفنا في انطلاقتنا كشعبٍ يمنيٍ، ينطلق انطلاقةً إيمانية في مواقفه، ويتحرك وهو يحمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى، استجابةً لله، وتأسيًا واقتداءً واتِّباعاً لرسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وهو القدوة في الإيمان ومسيرة الإيمان، وفي الجهاد في سبيل الله تعالى، القدوة والأسوة.

شعبنا اليمني له اهتمامه المتميز بذكرى المولد النبوي الشريف في كل عام، وهذا شيءٌ بات معروفاً عالمياً، كل الشعوب تدرك وترى، وتشاهد وتسمع، أن الشعب اليمني يتصدر الجميع، في مدى احتفائه بهذه المناسبة المباركة، ويبدأ التحضير لها بكثيرٍ من الفعاليات والأنشطة المهمة والمفيدة، وذات المحتوى الفكري والثقافي والتوعوي، وكذلك على مستوى التعبئة الإيمانية والجهادية، ويستمر ذلك لأسابيع، وهذا شيءٌ واضح، مع أننا ندشن اليوم الفعاليات، لكن لنا على مدى أيام والفعاليات منطلقة، على المستوى الرسمي، وعلى المستوى الشعبي، وهذا الاهتمام الرائع والمتميز، هو يعود أساساً إلى ما عليه شعبنا اليمني المسلم العزيز من تجسيدٍ لانتمائه الإيماني، وما تميَّز به في هذا الجانب هو ميزةٌ له على مدى التاريخ، منذ صدر الإسلام، منذ آبائه الأنصار الأوائل، وأجداده الفاتحين، وعلى مرِّ التاريخ تميَّز شعبنا العزيز في علاقته الإيمانية البارزة برسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم"، في تجسيده لمبادئ الإسلام وقيمه وأخلاقه، في تحركه في إطار مسيرة الجهاد في سبيل الله تعالى، ولا تزال الآثار واضحة والمعالم كبيرة، والمواقف سجَّلها التاريخ، وسيبقى التاريخ يُسَجِّل ويُسَجِّل المزيد والمزيد من مواقف الشرف ومواقف الوفاء، من الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فيما يستمر عليه هذا الشعب المؤمن، الذي حظي بالشرف الكبير، وبالوسام العظيم: ((الإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ))، جيلاً بعد جيل- إن شاء الله- إلى قيام الساعة.

الاهتمام الكبير بهذه المناسبة، بدءاً بالتحضير لها بالكثير من الفعاليات والأنشطة، ومظاهر الابتهاج والفرح والسرور، والاعتراف بمنَّة الله ونعمته الكبرى، بخاتم أنبيائه وَسَيِّد رسله، محمد بن عبد الله "صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وغير ذلك من الأنشطة الخيرية، والإنسانية، والإغاثية، ومختلف الأنشطة الثقافية والفكرية، شعبنا بذلك كله جعل من هذه المناسبة مدرسةً عظيمةً، واسعةً، وكبيرةً، ومعطاة، ومحطةً تربويةً وتثقيفيةً يستفيد منها في الارتقاء الإيماني.

وفعلاً، عندما نأتي إلى الحديث عن رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وهو موضوعٌ حاضرٌ في مسارنا التعليمي، ومسارنا التثقيفي، ومسارنا التربوي، دائماً وأبداً، ثم نعطي المزيد من الاهتمام بذلك في مثل هذه المناسبة، نرى كيف أنها تتحول إلى محطة تساعد على تحقيق نقلة، نقلة على مستوى الوعي، على مستوى الثقافة، على مستوى الفكر، على مستوى التربية الأخلاقية والإيمانية، على مستوى تعزيز الروحية الجهادية، وروحية الشعور بالمسؤولية، وغير ذلك، وهذا شيءٌ ملموسٌ في واقع شعبنا العزيز.

نحن على مدى سنوات نشهد نقلات بارزة، تجسَّدت في مواقف مميزة لشعبنا العزيز، في اهتمامات مميزة، فعندما نشاهد ما عليه الحال في بعض الشعوب وبعض البلدان، التي هي في حالة تراجع وتقهقر إلى الوراء، على المستوى القيمي، وعلى المستوى الأخلاقي، وعلى المستوى الروحي، وعلى المستوى الثقافي والفكري، وعلى مستوى المواقف والعمل، نرى شعبنا العزيز في مسار ارتقاء، ومسار تقدُّم، ومسار تميُّز، تميُّز في مدى التزامه الإيماني والأخلاقي والقيمي، في جهاده، وفي مواقفه كذلك.

فهذه النقلات نرى كم تسهم فيها مثل هذه المحطات المهمة، ومثل هذه المناسبة المباركة، وشعبنا العزيز جعل منها أعظم مناسبة يحتفي بها، وأكبر مناسبةٍ يحضر فيها، ويجتمع فيها في فعالياتها، وصولاً إلى الفعالية الكبرى، التي يحضر فيها الملايين من أبناء شعبنا، بما لا مثيل له في أي بلدٍ آخر على مستوى كل دول العالم، وهذه نعمة، هذا كله يأتي للاستفادة من المناسبة بمحتواها الغني في الارتقاء الإيماني، وتعزيز الارتباط برسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وبالرسالة الإلهية.

والذين لهم موقفٌ سلبيٌ مما يقوم به شعبنا العزيز، من اهتمام بهذه المناسبة، ومن الاستفادة منها على كل المستويات، هم الذين لهم موقفٌ مختلف تماماً تجاه ما عليه الآخرون من ضياع، من اهتمامات بما يفسد، وبما يضل، وبما يهبط بهم، وبما يضرب روحيتهم الإيمانية، والأخلاقية، والقيمية، فالبعض يوجِّه الانتقادات الشديدة والكثيرة إلى شعبنا العزيز لإحياء هذه المناسبة المباركة، واستفادته منها كمدرسة كبيرة ومعطاءة، وعظيمة، ومهمة، ومفيدة، وفي نفس الوقت ليس لديه أي موقف مما عليه الآخرون، وما يفعلونه، ويقيمونه تحت عنوان حفلات للرقص، والمجون، والخلاعة، والعري... وغير ذلك من المفاسد؛ ولــــذلك يتجلى أن موقف البعض السلبي تجاه هذه المناسبة، وتجاه إحيائها والاستفادة منها، هو عقدة، أو في سياق موقفٍ من الإسلام بكله.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

حول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 2 ربيع الأول 1446هـ 5 سبتمبر 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر