تعتبر هذه الأمّة هي خير أمّة أخرجت للنّاس, بأن اصطفاها الله وأخرجها وجعل القرآن بلغتها, والنّبيّ منها, وأوكل إليها مهمّة حمل رسالة الله, ومهما حصل لديها وفي داخلها من اختلالات لا زالت هي خير أمّة أخرجت للنّاس مقارنة بالأمم الأخرى, وخيريّتها واختيارها لأن تكون خير أمّة مرتبط بحملها للمسئوليّة, واتّباعها لهدى الله, وقيامها بمسئوليّتها الكبيرة المتمثّلة في الدّعوة إلى الخير, والأمر بالمعروف, والنّهي عن المنكر, وإيمانها بالله, واتّباعها للقرآن الكريم, وللرسول (صلوات الله عليه وعلى آله), يقول السيد حول هذه الآية:
(﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: الآية110] أن تختار هذه الأمة أن تكون هي التي ماذا؟ تحمل راية الإسلام من داخلها نبي الإسلام، ينزل في وسطها القرآن الكريم، يكون هذا القرآن بِلُغَتِهَا، اختيرت لتقوم بهذه المهمة على أساس هذا الإعتبار، لا تقول أنه حصل غلطة أنه أوكل إلى هذه الأمة واتضح أنها ليست أهلاً! لا، في واقعها هي كانت تعتبر أحسن أمة مقارنة بأمم أخرى والإعتبارات تكون أشياء واسعة لا نستطيع أن نحيط بها ولا نعرف القليل منها، اعتبارات أن تكون هذه الأمة أحسن من تلك الأمة بأن تكون هي محطّ لأن تنهض بالرسالة أن يكون الناس منها هم جنود هذه الرسالة، لكن مهما كان أي خيِّر سواء على مستوى شخص أو على مستوى أمة مرتبط بأن يسير على الهدى الذي وجه به أو وجه إليه) سورة آل عمران الدرس الرابع عشر.
يبيّن السّيد أنّ الإختيار الإلهي للأمم مرتبط به مسئولية, متى ما حملها النّاس, وقاموا بها كانوا هم خير أمّة, وإلاّ فإنّ ما يقابلها هو السّقوط والانحطاط, ويبيّن السّيد أنّ هذه الأمّة لا تزال تحمل الكثير من مقوّمات النّهوض بالمسئوليّة والأفضليّة الّتي يجب أن تستغلّها الأمّة, وتعود إليها, لتنهض من جديد, وتكون فعلاً هي خير أمّة أخرجت للنّاس, ويبيّن السّيد أنّ المسئوليّة الّتي أوكلت إلى هذه الأمّة هي عامّة وعالميّة للنّاس جميعاً, فالرّسول (صلوات الله عليه وعلى آله) جعله الله للعالمين, والقرآن الكريم كذلك أنزله الله للعالمين, فدور هذه الأمّة هو دور عالميّ, ومسئوليّة عالميّة, يقول السّيد: (المهم الذي يمكن أن نفهمه من الآية هذه ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾[آل عمران: الآية110] أنه من البداية عندما تختار هذه الأمة لهذه المهمة، معناه ماذا؟ مقارنة بأمم أخرى، هي أحسن أمة يوكل إليها هذه المهمة، يصطفى النبي منها وتحمل هي هذه الرسالة ويكون القرآن بلغتها.
مثلما قال عن بني إسرائيل، ألم يقل: ﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [الدخان: من الآية32] هو الذي يختار أمة، والإختيار مبني على أساس فليسيروا على هديه وليلتزموا بكتبه، حصل خلل عندهم، نبذهم، فهذه الأمة ما تزال إلى الآن تقول: [نحن خير أمة خير أمة، وكذلك جعلناكم أمة وسطاً نحن خير أمة...] الخيرية هنا مرتبطة بماذا؟ بمسئولية، بمهمة، وإلا فسيكون ما يقابلها انحطاط، ما يقابلها سقوط.
يلاحظ واحد في التاريخ كم كانت خير أمة؟ فترة قصيرة قد تجدها فقط ربما أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في حركتها كان لها أثر كبير وإنجازات كبيرة، ومن بعد حصل خلخلة رهيبة جداً.
لكن قد تكون ما يزال هناك بقايا مقومات إذا هناك توجيه إليها واستغلال لها وتذكير للأمة، بأن ماذا؟ تستغل ما لديها من مقومات تجعلها فعلاً خير أمة أو تعود إلى أن تكون خير أمة، ألسنا نجد في الحديث عن بني إسرائيل أنه يتكلم كثيراً ثم يدعوهم ثم يقول أنه لا ينبغي أن تكونوا أول كافر به، حتى هناك في هذه الآية ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ﴾ [آل عمران: من الآية 110] وهنا يقول: ﴿وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ﴾ [آل عمران: من الآية99] ﴿لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ [آل عمران: من الآية 70].
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: من الآية 110] ثم يبين بأنها مسئولية عامة للناس، وأن مسئوليتهم هي مرتبطة بالناس جميعاً، هي الرسالة التي هي للعالمين، القرآن للعالمين، والرسول للعالمين، مهمة هذه الأمة هي ماذا؟ أن تتحرك بهذه الرسالة في العالمين في الناس ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران: من الآية 110]) سورة آل عمران الدرس الرابع.
ويؤكّد السّيد أنّ الله اختار هذه الأمّة وجعلها خير أمّة أخرجت للنّاس, وأعطاها التوجيهات والمقوّمات الكاملة الّتي تجعلها قادرة على النّهوض بمسئوليّتها, لكنّ الخلل يأتي عادة من جانب النّاس أنفسهم, ويؤكّد السّيد على أنّ مقوّمات النّهوض لهذه الأمّة لا زالت قائمة وموجودة, والتّوجيه الإلهيّ لا زال قائماً, فيمكن للأمّة أن تعود للقرآن الكريم فتنهض به من جديد, وتأخذ الدّروس والعبر من ماضيها وتاريخها لتنهض بشكل صحيح, يقول السّيد: (إذاً فقد اختار الأمة، وأعطاها التوجيهات الكاملة التي تجعلها فعلاً قادرة على النهوض بمسئوليتها، فحصل الخلل من داخلها، حصل خلل من داخلها بمعنى أنه في الأخير ما تقول بأنه ربما لو اختار الله أمة ثانية كان ربما تنجح القضية أو ربما هناك تقصير في كذا... يختار، ويختار أفضل منهج، لكن تجد الناس أنفسهم هم يحصل خلخلة من عندهم هم، ويحصل ابتعاد من عندهم ويضيعون مسئوليتهم هم، ومع هذا لا يقول يكفي غلطت الأمة هذه ويكفي، ما يزال التوجيه قائماً وما تزال الإمكانيات للنهوض بالمسئولية قائمة يعني: ممكن، أليس القرآن هو كتاب يعطي هدى في كل زمن؟ يعطي هدى في كل زمن يمكن للأمة أن تنهض به من جديد وتأخذ عبرة من ماضيها تأخذ عبرة من تاريخها، كيف تدنت كيف سقطت؛ لتعود لتنهض بشكل صحيح.
﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: من الآية 110] الآن لاحظ كيف تقدم مسئولية الأمة الآن؟ كيف توجه؟ توجه إلى أن تقبل بالآخر لا تعترض على منكره لا تقدم ما لديها من معروف، أي لا تعد تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، وتؤمن بالآخر أكثر من إيمانها بالله، وهذا من الأشياء الرهيبة جداً بسبب حكامها بسبب علماء سوء في داخلها) سورة آل عمران الدرس الرابع عشر.
وعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ﴾[آل عمران: من الآية 110] يؤكّد السّيد أنّ الله يريد للكلّ أن يؤمنوا, وأنّ اختيار الله لهذه الأمّة بأن جعلها خير أمّة, أوكل إليها مهمّة حمل رسالة القرآن الكريم, فيجب أن يكون عند هذه الأمّة هذه الرّؤية, والنّظرة, والروحيّة القرآنيّة الخيّرة, الّتي توّد للآخرين جميعاً أن يؤمنوا, فلا تتكتّل تكتلاً إقليميّاً, أو جغرافيّاً, وعرقيّاً, بل تكون أمّة عالميّة بعالميّة المسئوليّة الّتي أوكلت إليها, يقول السيد: (بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يريد لكل الناس أن يؤمنوا، هذه القضية هامة جداً، سيأتي بعدها حديث عن أهل الكتاب بشكل آخر، بمعنى أنهم في نفس الوقت الذي ترى هذه الأمة بأنها خير أمة وأنها أوكل إليها هذه المهمة ونزل القرآن بلغتها والنبي منها الذي هو للعالمين جميعاً، أنها ما تزال قضية أن تلحظ فتنظر نفس النظرة القرآنية أنها تود أن يؤمن الآخرون كلهم ألم يقل هناك في البداية ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾[آل عمران: من الآية 104] يكون عندها نظرة خيِّرة عندها روح خيِّرة، أعني لا تعتبر نفسها وكأنها متكتلة تكتلاً إقليمياً تكتلاً شخصياً هي تقوم بمسئولية ومهمة هذه المهمة أساسها أن ترغب في أن يؤمن الكل) الدرس الرابع عشر من دروس رمضان سورة آل عمران.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.