حالة الغرور هي مما قد يسبب للإنسان أن يصر على تقصير، وأن يصر على ذنوب معينة، وحالة الغرور أيضاً قد تبعد الإنسان عن التوجه بخشوع بصدق إلى الله -سبحانه وتعالى- من واقع الاستشعار للذنب والتقصير بطلب المغفرة، المغرور حتى وهو يستغفر يستغفر بلسانه ولا يستغفر بقلبه، المغرور المعجب بنفسه يرى نفسه أنه ليس في موقع أن يطلب من الله المغفرة، ليس في موقع التقصير، وهذه حالة رهيبة جدًّا، هي الحالة التي ورَّطت إبليس، إبليس رأى نفسه في هذا الموقع، تعاظم أعماله الصالحة؛ فامتلأ غروراً وكبراً، وهذا ورطه، وراء الغرور، وبعد الغرور يدخل الإنسان إلى مرتبة أسوأ هي الكبر.
ولذلك نجد أنَّ الله -سبحانه وتعالى- يأمر حتى نبيه ورسوله -صلوات الله عليه وعلى آله-، وهو خير البشرية بكلها، خير ولد آدم، أعظمهم إيماناً، أعلاهم منزلةً وقربةً إلى الله -سبحانه وتعالى-، رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- يقول الله له: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[محمد: من الآية 19]، الله يأمر نبيه محمداً أن يستغفر لذنبه، ماذا كان ذنبه؟! هو -صلوات الله عليه وعلى آله- الطاهر، العظيم، المستقيم في طاعة الله -سبحانه وتعالى- الله يقول له أيضاً: {وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، يعني: واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ما قال مثلاً فقط: [وللمجرمين والمجرمات].
الإنسان المؤمن يستشعر التقصير، التقصير في أدائه لمسؤولياته في أعماله، الهفوات والزلل الذي قد يحصل منه في تصرفاته، كان رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- فيما روي عنه كلما قام من مجلس كان يجلس فيه مع الناس من حوله، ويتحدث إليهم، وكل حديثه إنما هو تذكير، إنما هو هداية، إنما هو إرشادٌ إلى ما فيه الخير، يستغفر الله، كلما قام من مقامه: (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)، يستغفر الله سبعين مرةً يختم بها مجالسه، يكرر الاستغفار، يطلب من الله المغفرة، فطلب المغفرة والاستغفار والتوبة إلى الله يجب أن تكون حالة يستمر عليها الإنسان ويلازمها في ليله ونهاره، وفي أحواله المختلفة، وعندما يدرك أنه ارتكب تقصيراً معيناً، أو زللاً معيناً، أو هفوةً معينة.
إضافةً إلى التخلص من المظالم، المظالم تجاه الناس وبحق الناس، يسعى الإنسان أن يتخلص منها، ولا يصر على مظلمة،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية السابعة 1441هـ.